أخبارالحكومةالرئيسيةفي الصميم

لا أذكر لهذه الحكومة إنجازا واحدا من شحم ولحم

بقلم: مصطفى الفن

وأنا أعيد شريط الأحداث منذ ميلاد حكومة السيد عزيز أخنوش في سياق سياسي خاص، فلا أذكر لهذه الحكومة إنجازا واحدا من شحم ولحم يمكن أن يحسب لها في الحصيلة.

نعم هناك ضجيج وضوضاء كبير لكن لا شيء ولو صغير يمكث في الأرض وينفع الناس..ويكفي أن نذكر هنا أن هذه الحكومة تركت أمازيغ زلزال الحوز يواجهون المجهول كما لو أنهم ليسوا مغاربة وليسوا جزءا أصيلا من هذا الوطن.

والواقع أننا لا نكاد ننسى “فضيحة” حكومية حتى تنفجر أخرى كما لو أن قدر حكومة السيد أخنوش هو أن تكون “حكومة فضائح” من “المهد إلى اللحد”..وعبارة “من المهد إلى اللحد” هي من “إبداع” ذلك الوزير الشاب الذي “أساء” إلى الشباب وجفف بهم الأرض وهو يمارس “السياسة” بتلك الكيفية الغريبة والدخيلة على أعراف وطقوس الشباب وعلى الشبيبات الحزبية..ثم إن هذا الاعتراف العفوي، من طرف الوزيرة زكية الدريوش بأنها فوتت مليار و100 مليون سنتيم إلى زميلها في حزب الأحرار المسمى”حومية” “مول المفرخة”، لا ينبغي أن يفاجئنا..

لماذا؟لأن مليار و100 مليون ليست سوى مئة درهم بالنسبة إلى وزراء في حكومة تاجر لا يرى في المغاربة سوى مجرد “زبناء محتملين” لمنتجات الهولدينغ “آكوا” الذي يبيع ويشتري في كل شيء يتحرك فوق الأرض.

أقصد أن منح دعم مليار و100 مليون لزميل في الحزب هو لا شيء.. وهو أضعف الإيمان.. وهو مجرد نقطة في بحر أمام حجم تبادل المنافع والمصالح مع مجيء هذه الحكومة..لقد حكى لي وزير سابق في قطاع الطاقة والمعادن كيف أن السيد أخنوش جاء عنده إلى الوزارة واحتج عليه بحزم وبجدية وقال له تقريبا بالحرف:”انت كتحاربني في رزقي”.

حصل هذا فقط لأن هذا الوزير السابق، في هذا القطاع الحساس الذي يفيض بالملايير، انتصر للقانون وانتصر لمنطق الحكامة وانتصر للشفافية وانتصر لمنطق التوازن مع باقي الفاعلين في هذا القطاع.

ولكم أن تتصوروا ماذا سيفعل، اليوم، هذا الذي كان، بالأمس القريب، يعتبر صفقات الوزارات هي مجرد “رزق” خاص به وجادت به السماء عليه لوحده..كما أن ما فعلته الوزيرة الدريوش مع زميلها “مول المفرخة” هو نفس الأمر الذي فعلته ابنة الصالحين مع زميلها في الحزب ابن الضو الذي اشترت منه ألف شقة سكنية ب23 مليار سنتيم.

بل إن ابنة الصالحين ذهبت أبعد من ذلك حتى أنها ضغطت بقوة لإرسال زميل آخر في الحزب فقط لأنه شقا عصا الطاعة ورفض الانصياع لأوامرها “الآتية من الفوق”، كما تدعي.. أكثر ذلك، ابنة الصالحين فوتت أيضا مناصب عليا لأقارب ذاك الزوج الجشع أو “مول الشمع” الذي أراد أن “يهرف”، دفعة واحدة، على 1186 هكتارا بالعرائش.

وكاد أن يتحقق هذا “المكروه” لولا الناس “انتفضوا” ضد “الجشع” وضد “الحكرة”..وأيضا، وهذا هو الأهم، لولا أن قضاء البلد كشف “كذب” الزوج وكشف ادعاءاته الزائفة قبل أن يختفي عن الأنظار دون يشرح للمغاربة كما وعد بذلك..المثير أيضا “الزوج” المعني أراد أن يسطو على كل تلك الأراضي الشاسعة فقط لأن له نسبا “شريفا” ويرأس جمعية عائلية “شريفة” تقتات من عرق الآخرين ومن هدايا وعطايا الأضرحة على حساب مآسي البسطاء من الناس.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button