Hot eventsأخبارالرئيسيةفي الصميم

ميركاتو سياسي على الطريقة المغربية!

  • زهير أصدور-رئيس مؤسسة عيون لحقوق الإنسان

يبدو أن بعض الأحزاب فقدت البوصلة تمامًا، فتحولت من فضاء للنقاش السياسي إلى بازار مفتوح للاستقطاب، حيث لا مكان للأفكار أو البرامج، بل فقط للنجوم والمؤثرين والممثلين.
لم يعد السؤال: “ما هو مشروع الحزب؟”، بل أصبح: “من آخر نجم/مؤثر وقّع معه الحزب هذا الأسبوع؟”
وكأننا أمام بطولة انتقالات صيفية، لكن بدل اللاعبين نتابع صعود مؤثر هنا، وممثلة هناك، وكل شيء يُسوّق كما لو أنه صفقة العمر.
نعم، لا أحد ينكر حق هذه الفئة في الانخراط الحزبي، فهم مواطنون مثلنا جميعًا. لكن أن يتحول الحزب إلى وكالة إشهار تبحث عن عدد المتابعين أكثر من بحثها عن الكفاءات، فهذا هو التمييع بعينه.
السياسة ليست “مسلسلًا رمضانيا” نغيّر فيه البطل أو البطلة كل موسم، وليست “لايف” على إنستغرام يُقاس نجاحه بعدد القلوب والتعليقات. السياسة مشروع وفكرة والتزام، لا فوتوشوت مع زعيم حزب ولا صورة دعائية في مهرجان خطابي.
والغريب أن هذه الأحزاب لا تستقطب هؤلاء المشاهير كمنخرطين عاديين مثل باقي الناس، بل تُقدّمهم كأنهم طوق النجاة، وكأن الحزب لم يعد يملك مناضلين أو أطرًا قادرة على إقناع المواطن.
الرسالة التي تصل إلى الناس خطيرة:

“انخراطك ونضالك لسنوات لا يساوي شيئًا أمام مؤثر يملك نصف مليون متابع على إنستغرام”.
هكذا تُقتل السياسة، هكذا تُقتل الثقة، وهكذا يتحول المواطن إلى مجرد زبون يتفرج على عروض مسرحية رديئة.
إنهم يراهنون على البهرجة والفرجة، بدل الرهان على الفكر والمشروع.
وهكذا نصل إلى سؤال ساخر لكنه جوهري:
هل نحن أمام أحزاب سياسية، أم أمام إدارة كاستينغ لمسلسل طويل عنوانه “البحث عن البريق”؟

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button