
تحولت أجواء الاحتفالات بعاشوراء، أمس السبت، بالعديد من المدن المغربية، منها مدينة سلا وبالضبط بحي سيدي موسى، إلى مشاهد الرعب والخوف بسبب السلوكات الشاذة لبعض المراهقين الذي قاموا بإشعال النيران واستعمال قنينات الغاز من الحجم المتوسط.
أمام هذا الوضع الكارثي، الذي تسبب في نشر الرعب والتذمر لدى الساكنة، أصبحت سلامة حياتها وجسدها في خطر بسبب أقل ما يقال عنه سلوك “أرعن” من طرف شباب طائش لا يقدر العواقب الوخيمة التي تنتج جراء هذه التصرفات، وهو الأمر الذي تطلب تدخلا أمنيا عاجلا، حيث حلت العناصر الأمنية بمختلف التلوينات إلى الحي المذكور الذي عاشت ساكنته ليلة مظلمة قاتمة وقاتلة.
لكن ما لم يكن في الحسبان، هي تلك المواجهة التي تعرضت لها العناصر الأمنية من طرف شباب الحي، مواجهة وصفت بالخطيرة نتيجة الإصابات التي خلفتها عمليات العنف الذي طال عناصر الأمن والقوات المساعدة.
ما وقع أمس بحي سيدي موسى بمدينة سلا، يجعلنا نسائل أنفسنا، وأولئك الذين يطالبون بالتحرر، ويعمدون على نشر التفاهة، وتقديمها للشباب وكأنها القدوة الواجب إتباعها: أهذا هو الشباب الذي نريد..؟ أهذا هو الشباب الذي نقول عنه أنه المستقبل وأنه المشعل الذي سيعول عليه..؟ أبهذا النموذج تراهنون على مستقبل مشرق..؟
أكيد أن الإجابة ليس بمثل هذه النماذج وغيرها مما يتم تقديمها ستنتصر الدولة في ملفاتها الكبرى، لأنه وببساطة حينما يتم تغييب العقل والوعي، ويتم تغييب دور الأسرة والمدرسة، دور الأستاذ ودور المفكر، وقبل ذلك دور المسجد في التربية والتنشئة، فأكيد أننا سننتج مثل هذه النوعية، التي تعتبر نفسها ضحية مخطط يدعو إلى نشر التفاهة ودعمها وتقديمها كنموذج لها.
اليوم نحن بحاجة ماسة إلى شباب مفكر، شباب يقدس الأسرة والمدرسة، يحترم الأستاذ والمثقف والكاتب والمفكر، شباب متأصل بهويته الحقيقة وليس هوية مصطنعة، شباب يحمل قيم الفكر والثقافة والبناء، وليس قيم التشتت والتخريب والهدم، شباب واع ليس تابع للتفاهة التي سيطرت على فكره، وعيه، هويته وقيمه.



