
بقلم: محمد لشيب
أثار تصريح رئيس وزراء كيان الاحتلال: «كل من يستخدم الهاتف المحمول يحمل قطعة من إسرائيل في جيبه”، نقاشا واسعًا، واكتفت بعض المنابر الإعلامية “مثلا عربي بوست” بربطه بتطبيقات فردية منصبة على بعض الهواتف بشكل مسبق، بينما الأمر في حقيقته يتجاوز ذلك بكثير إلى أبعاد أعمق تتصل بالهيمنة والسيطرة على التكنولوجية وتسخيرها لأهداف أمنية خطيرة.
1. البعد التكنولوجي المعلن:
يندرج هذا التصريح ضمن خطاب “أمة الشركات الناشئة” (Startup Nation) الذي تسوّق من خلاله الدويلة المغتصبة صورتها كقوة رائدة في مجال الابتكار الرقمي.فقد أسهمت مراكز البحث والتطوير الهيونية في ابتكار تقنيات باتت جزء لا يتجزأ من الهواتف الذكية من أبرزها: شرائح الذاكرة الفلاش (Flash Memory) علامنة وان التي أحدثت نقلة نوعية في تخزين البيانات، والمعالجات الدقيقة التي طورتها مراكز Intel في إسرائيل مثل Pentium و Core)، و خوارزميات التصوير الرقمي التي حسنت أداء الكاميرات المدمجة، والبروتوكولات والبرمجيات التي ساهمت في تطوير بعض تطبيقات الاتصال والتراسل.
بهذا المعنى، يكون هذا التصريح يندرج ضمن التسويق لمساهمة الاحتلال في تطوير البنية التقنية للهواتف المحمولة.
2. البعد الأمني والاستخباراتي:
وهو الأهم، حيث كشفت حرب الإبادة على غزة التوظيف الكهيوني المهول للتكنولوجيا كأداة للهيمنة والمراقبة، وما برنامج بيغاسوس (Pegasus) عنا ببعيد، وهو برنامج من إنتاج شركة NSO Group الإسرائيلية، والذي استخدم الاحتراق هواتف شخصيات سياسية وصحفيين ومعارضين عالميا، وكذلك واقعة البيجر في لبنان التي استخدمت فيها أجهزة نداء آلي مفخخة، وأسفرت عن خسائر بشرية، ما يبرز إمكانية تسخير التكنولوجيا كأداة اغتيال.
هذا دون الحديث عن التقارير الكثيرة التي تنازلت دور وحدة 8200 التابعة لجيش الاحتلال، والتي تشكل ركيزة أساسية في التجسس السيبراني العالمي، وتمثل حلقة وصل بين القطاع الأمني الصهيوني والشركات الناشئة، ويدعم النفوذ الاستخباراتي لكيان العدو وقدرته على المراقبة والاختراق عبر العالم.
(*) الصورة من موقع الجزيرة نت



