المرزوقي..كدت أصاب بجلطة لما علمت بالملك يتجول في شوارع تونس و أفق النظام الجزائري مسدود

في مداخلة حية أثارت اهتماماً واسعاً بين السياسيين والإعلاميين، أكد الرئيس التونسي الأسبق، الدكتور المنصف المرزوقي، اليوم الجمعة في الرباط، على ضرورة إحياء الاتحاد المغاربي كـ”بيت مشترك” للدول الخمس، معربًا عن دعمه القوي للحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع حول الصحراء المغربية.
أكد المرزوقي في مداخلته، أن قرار مجلس الأمن رقم 2797، الصادر الأخير بشأن الصحراء، يمثل “انهيارًا لسرديتين كاذبتين” للنظام الجزائري. وشرح قائلاً: “السردية الأولى تتمثل في كون القضية بين طرفين فقط: المملكة والبوليساريو، بينما القرار يؤكد بوضوح وجود أربعة أطراف، بما في ذلك الجزائر وموريتانيا. والثانية تدفع بأنها قضية استعمار، وهي سردية فارغة انتهت في عقول الناس منذ عقود، وتنتهي اليوم رسميًا في مجلس الأمن”.

وأضاف بنبرة حازمة: “هذا القرار يقول للجزائر ‘كفوا عن الضحك على الناس’، ويطالبها بالالتزام بالواقعية السياسية، كما فعلت في تصويتها على قرار غزة الأخير”.
واستحضر المرزوقي، في شهادة غير مسبوقة، كواليس زيارة الملك محمد السادس إلى تونس عام 2014، مشيرًا إلى أنه تلقى تقريرًا من وزارة الداخلية التونسية يفيد بأن الملك خرج للتجول في شوارع المدينة “دون بروتوكول أمني مسبق”. وكشف: “كدت أصاب بجلطة أو أزمة قلبية عندما علمت بذلك، فهذا يعكس ثقة الملك في شعبه وشعوب المنطقة”. وأشاد بالدبلوماسية المغربية، واصفًا إياها بأنها “مزيج من الذكاء والمهنية، تدافع عن قضية حقيقية وواقعية الأسس”.
وفي سياق دعوته لإحياء الاتحاد المغاربي، شدد المرزوقي على أن “الحل بسيط: الصحراويون لديهم وطن صغير هو الحكم الذاتي، ووطن كبير هو المملكة المغربية، والوطن الأكبر هو الفضاء المغاربي”. ودعا البرلمانات المغاربية إلى تبني مشاريع قوانين تمنح المغاربة حريات التنقل، الاستقرار، التملك، العمل، والمشاركة في الانتخابات البلدية، مؤكدًا أن “دور الحكومات تسهيل حياة الشعوب، لا تنغيصها”.

انتقد المرزوقي بشدة سياسة النظام الجزائري، قائلاً: “السياسة التي ينتهجها طريق مسدود، وإما أن يغيرها أو يتغير هو، وهذه مسألة وقت”. وأشار إلى أن “الصحراويين في تندوف رهائن، ومعاناتهم تنتقل من جيل إلى آخر”، متسائلاً: “ما المستقبل الذي نعدُ به هؤلاء؟ لو تم تخصيص موارد الجزائر المبذولة للبوليساريو في مستشفياتها، لتحسن عيش الجزائريين”. كما أفاد بأن رفض انضمام الجزائر إلى “بريكس” جاء لأن قادتها قالوا “لا تجيبونا قضية الصحراء”، مما يعكس عزلة الجزائر الدبلوماسية.
وختم المرزوقي مداخلته بدعوة الجزائر إلى “التأقلم مع الواقع كما فعلت في غزة”، محذرًا من أن “الثمن المدفوع من الشعوب المغاربية، بما في ذلك تونس، يرتفع يومًا بعد يوم”، مشيرًا إلى صعوبة تصريف الصناعات التونسية في سوق محدودة من 10 ملايين نسمة فقط.



