Hot eventsأخبارأخبار سريعةعين الحدث الافريقي

لماذا يبتعد الشباب عن السياسة؟

في مستهل هذا الصباح، تتجه الأنظار إلى الأجواء السياسية بالمغرب، حيث يقترب العد العكسي نحو استحقاقات 2026 في ظل نقاش واسع حول مستقبل المشاركة السياسية، وقلق متزايد من تفاقم العزوف الانتخابي، خاصة في صفوف الشباب. فالأرقام التي سجلتها محطات انتخابية سابقة، باستثناء انتخابات 2021 التي بلغت فيها المشاركة نسبة 50 في المائة بفضل دمج ثلاثة استحقاقات، تكشف عن فتور مزمن جعل نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع لا تتجاوز في بعض المناسبات 37 في المائة كما حدث سنة 2007، ما يجعل التحدي قائما أمام الفاعلين السياسيين لإعادة الثقة إلى الناخبين.

هذا الجدل حول ضعف المشاركة يقترن بقراءات تحليلية متعددة، إذ يرى خبراء أن العزوف يعكس أزمة ثقة مركبة تمتد من ضعف الأداء المؤسساتي إلى الإحباط الاجتماعي وغلاء المعيشة والشعور بالتهميش، بينما يعتبر آخرون أن الأحزاب السياسية لم تجدد نخبها ولا خطابها، مما جعلها تفقد جاذبيتها لدى شباب يطمح إلى فضاء أوسع من البرامج التقليدية والوعود المؤجلة. وبين هذه القراءات المختلفة، يظل سؤال الإصلاح مطروحا بحدة: كيف يمكن إعادة بناء علاقة قائمة على المصداقية بين المواطن والمؤسسة الحزبية حتى لا تتحول المشاركة إلى مجرد طقس انتخابي بلا أثر حقيقي في السياسات العمومية؟

وفي هذا السياق السياسي والاجتماعي، جاءت تصريحات رئيس الحكومة عزيز أخنوش لتعكس تماسك الأغلبية الحكومية وانسجام مكوناتها، مؤكدا أن هذا الانسجام يترجم إلى تنزيل برامج وأولويات واضحة، مع التوقف عند ملفات حيوية أبرزها إصلاح أنظمة التقاعد الذي وصفه بالإشكالية الكبرى والمعقدة، مشددا على أنه لن يتم إلا في إطار توافق شامل مع النقابات يضمن ديمومة الصناديق وتوازنها المالي.

ومن الاقتصاد الوطني، سجلت وزارة المالية أن الرصيد العقاري للدولة تضاعف خلال عامين، لينتقل من 4.2 ملايين هكتار إلى 9.3 ملايين هكتار، بفضل مقاربة شمولية في تدبير الملك الخاص للدولة. وفي الوقت نفسه توقعت المندوبية السامية للتخطيط استقرار مبيعات قطاع الجملة خلال الفصل الثالث، بعد انتعاش نسبي في الفصل السابق، فيما شهد قطاع التكوين المهني توقيع اتفاقية جديدة لتدبير وصرف المنح لفائدة المتدربين عبر البريد بنك، في خطوة نحو الشفافية والفعالية.

أما على مستوى الاستثمارات، فقد أعطيت الانطلاقة لمشروع صناعي ضخم بمنطقة الجرف الأصفر بقيمة 480 مليون درهم في مجالات الصناعات الغذائية والتكنولوجيا الحيوية، بحضور وزراء ومسؤولين كبار، بينما تجاوزت قيمة منتجات الصيد البحري المسوقة 7.3 مليارات درهم رغم انخفاض الكميات بنسبة 11 في المائة، مع ارتفاع لافت في قيمة الصدفيات والطحالب والأسماك البيضاء.

وفي المحور الدبلوماسي، شدد وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة على خطورة التصريحات الداعية إلى احتلال قطاع غزة وترحيل الفلسطينيين، واصفا إياها بالمرفوضة والمهددة لاستقرار المنطقة بأكملها. كما تستعد الرباط لاحتضان الدورة الأربعين لمنتدى كرانس مونتانا مطلع أكتوبر المقبل، حيث سيكون موضوع الروابط الأطلسية في صلب النقاش لتعزيز التعاون والسلام بين ضفتي المحيط وإبراز مكانة إفريقيا عالميا.

وعلى الساحة الدولية، جدد المغرب التزامه بدعم الدور المحوري للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدا استعداده لتقوية التعاون الإفريقي في مجال التطبيقات النووية السلمية.

وختاما، نتابع وضعية سوق العقار الوطني التي واصلت تسجيل ركود واضح خلال الفصل الثاني من 2025 مع تراجع المعاملات بنسبة 11 في المائة، وسط تباين بين المدن، إذ ارتفعت الأسعار والمعاملات في الرباط، مقابل انكماش ملحوظ في الدار البيضاء، وتوجهات متباينة في مراكش وطنجة، ما يعكس واقعا عقاريا معقدا يحتاج إلى مؤشرات أوضح خلال الفصول المقبلة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button