
بقلم :القبطان عبد الله دكدوك
الله للعبادة والوطن للسيادة والملك للقيادة..
يا من غدَوْتمْ ثقةَ الشعبِ وابتزَزتم منصبَه الشرعي، اسمعوا قول الحقِّ بصوتٍ لا يلين: نحنُ شعبٌ أحبَّ ملوكه وحافظَ على وحدته، ولن نسمحَ لأحدٍ أن يحوِّل ولاءنا إلى جبروتٍ يستغلُّ به قوتنا. تولَّيتم بالاقتراع فاحترمنا الدستور، لكن ما نراه اليوم من سياساتٍ تُفقِر وتُجَوِّعُ ليسَ مجرد فشلٍ إداري — إنهُ إهانةٌ لضميرِ أمةٍ صابرةٍ تنتظرُ انصافَها.
سقطت الأقنعة حين انكشفَتْ مخططاتُ التجويعِ والإفقارِ، وفضَحتْها حقيقةُ أنَّ الوطنَ ليسْ ساحةً لتراكمِ الثرواتِ على حسابِ كرامةِ الناس. إنَّ حبَّنا للملكِ ووطنِنا لا يعنيُ صمتًا على الظلمِ ولا خنوعًا أمام من ينهبُ أملَ الشبابِ ومستقبلَ الأجيال. من يحبُّ المغربَ لا يبيعُ الشعبَ ولا يتواطأُ مع فسادٍ يهددُ البلاد.
نحنُ نؤمنُ بالحكمةِ وبحكامةِ صاحبِ الجلالة، ونرجو له أن يكونَ دوماً سندَ الوطنِ، لكنَّ ذلكَ لا يُبرِّرُ سلوكياتٍ أهلكتْ مواردَ الأمةِ وشوَّهتْ سمعةَ مؤسساتِها. إنَّ الحلَّ ليسَ في لغةِ التبريراتِ ولا في لعبةِ الأكاذيبِ، بل في استجابةٍ مسؤولةٍ أمام الشعبِ: إما استقالةٌ نزيهةٌ تُهيئُ المجالَ لإصلاحٍ حقيقي، أو رحيلٌ بالقرارِ الشعبيِّ الذي لا يتوانى عن استرجاعِ حقوقِ الوطنِ.
إلى من يعبثون بالسياساتِ اقتصادياً واجتماعياً: اعلموا أنّنا لن نرضى أن تُستغَل طيبةُ المغاربة لتمريرِ أجنداتٍ تخدمُ قِلةً وتقتلُ مستقبلَ كثيرين. وحدتنا حول الملكِ ليست ستارًا لتبريرِ الفسادِ، بل هي عهدٌ نؤكده أمام التاريخ: سنصونُ الملكيةَ ونحميها من كلِّ مؤامرةٍ داخليةٍ أو خارجيةٍ، وسنُطالِبُ في الوقتِ ذاتهِ بمن يعملُ لصالحِ الوطنِ لا لصالحِ جيوبه.
نحذِّرُ من سياسةِ الصمتِ أو القمعِ، ونُجددُ الدعوةَ إلى الحوارِ الوطنيِّ الصادقِ والشفافِ، إلى مراجعاتٍ حقيقيةٍ في الأداءِ والحوكمةِ، وإلى خطةٍ واضحةٍ للكرامةِ والعيشِ الكريم. الشعبُ سلاحُه في سلميتهِ وقوةُ إرادتهِ، ولن يسمحَ لأحدٍ بأن يُحوِّلَ حبه لوطنه إلى ذريعةٍ للسرقةِ والتسلطِ.
أما الخونةُ من الداخلِ والخارجِ فليعلموا: لا مكانَ لكم بيننا. سنقفُ صفًا واحدًا مع مؤسساتِ الوطنِ الشريفة، وسنَسعَى بكلِّ الوسائلِ السلميةِ والقانونيةِ لتنقيةِ المشهدِ العامِ وإعادةِ الأنفاسِ للمجتمعِ. لا تزايدوا على وطنكم، فالمغربُ أكبرُ من أن تُستَغَلَ مشاعره.
في الختام أقول: ارحلوا إن كنتم سببَ البلاء، أو أصلحوا إن بقيتمُ لأجلِ الوطنِ. الشعبُ الصابرُ حاضرٌ، والملكُ الحاكم بالحكمةِ أصدقُ شريكٍ للإنصافِ. لن نساومَ على كرامتنا، ولن نسمحَ لأحدٍ أن يسرقَ مستقبلَ أبنائنا. الوطنُ لمن يُبنيه لا لمن يكتنزُ على حسابِ الآخرين.



