مغرب الانجاز والاتزان

في امتداد لحضور دبلوماسي نشط، ومسار تنموي متعدد الأبعاد، تواصل المملكة المغربية تأكيد مكانتها كقوة إقليمية صاعدة، تجمع بين المبادرة السياسية، والاستقرار الاجتماعي، والنمو الاقتصادي، والتألق الثقافي والديني.
ففي الساحة الدولية، يشكل الحضور المغربي في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للبلدان النامية غير الساحلية بتركمنستان تجسيدًا لالتزام المملكة بقضايا التعاون جنوب-جنوب، من خلال مبادرات استراتيجية، يتصدرها المشروع الملكي الهادف لتمكين دول الساحل الإفريقي من ولوج المحيط الأطلسي، في رؤية تنموية منفتحة وعادلة، لاقت إشادة من شركاء أفارقة بارزين.
وفي الداخل، تنعكس هذه الرؤية في استقرار منظومات حيوية، حيث تؤكد السلطات الصحية استقرار مخزون الدم بفضل روح التبرع والتضامن المجتمعي، بينما تحصد السياسات الزراعية نتائج ملموسة تُصنف المغرب في مقدمة الدول الإفريقية في إنتاج الفواكه والخضر والبقوليات.
وفي سياق استثمار الرأس المال البشري، تتهيأ وزارة الاستثمار لإطلاق أسبوع خاص بمغاربة العالم، احتفاءً بكفاءات الجالية وتحفيزًا لانخراطهم في المشاريع الوطنية، في وقت تعزز فيه مؤشرات الاستقرار المالي صلابة الاقتصاد، من خلال تحسن أرباح قطاع التأمين وارتفاع مداخيل صناديق التقاعد.
أما اجتماعيًا، فتتواصل المبادرات التربوية الهادفة، أبرزها الملتقى الوطني لطفولة المواهب، الذي تستضيفه جمعية المواهب للتربية الاجتماعية، مكرسة بذلك إرثًا تطوعيًا تجاوز الستين سنة في خدمة الناشئة.
دبلوماسيًا، تتقاطع المصالح المغربية مع شركاء استراتيجيين، حيث يجدّد الإعلام في أمريكا اللاتينية التنويه بقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، كترسيخ لتحالفٍ تاريخي تعود جذوره إلى استقلال أمريكا نفسه، حين كانت المملكة أول دولة تعترف به.
وفي قلب هذه الحيوية، تتنفس الصناعة التقليدية حضورها في فضاءات المعارض الوطنية، مثل ما شهدته مدينة الحسيمة احتفاءً بعيد العرش المجيد، في صورة تعكس الأصالة والابتكار معًا.
ديمغرافيًا، تستأثر خمس جهات بأغلبية السكان النشيطين، ما يعيد طرح التحديات المرتبطة بتوزيع فرص الشغل والتنمية المجالية، في حين تسجَّل مؤشرات إيجابية في مجال السلامة الطرقية، بفضل جهود اللجنة الوطنية لليقظة، التي ساهمت في خفض عدد الضحايا.
وختامًا، يشكل البعد الروحي أحد أركان الهوية المغربية، حيث تستعد وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتنظيم الدورة 19 لجائزة محمد السادس الدولية للقرآن الكريم، بمشاركة قرّاء من مختلف القارات، في لحظة رمزية تتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف.
هكذا، تتقاطع مختلف الأوراش والمبادرات في رسم صورة متكاملة لمغرب يتحرك برؤية واثقة، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، نحو تثبيت نموذج تنموي منفتح، متوازن، ومتجذر في قيم التضامن والنهضة الشاملة.



