أخبارصحافة وإعلام

فضح حجم الهوة بين الجزائريين وإعلامهم الرسمي في مباراة المغرب وإسبانيا

ظهر واضحا بعد انتهاء المباراة التاريخية بين المغرب وإسبانيا، حجم الهوة بين جزائريين وبعض وسائل إعلامهم المحلي.
احتفل عشاق “محاربي الصحراء” بفوز جارهم “أسود الأطلس”، وغابت وسائل إعلامية رسمية جزائرية عن الخبر كليا، واكتفت أخرى بالإشارة إلى خسارة إسبانيا.
وتطرقت وسائل إعلامية جزائرية أخرى إلى خبر فوز “أسود الأطلس”، ومنها موقع “النهار الجزائري” الذي كتب “المغرب يهزم إسبانيا ويبلغ ربع النهائي”، مرفقا الخبر بصورة “لأول مرة بتاريخ العرب”، بالمقابل اكتفى موقع “الشروق” بعنوان “منتخب المغرب في ربع نهائي المونديال”، مع خبر قصير يروي تفاصيل موجزة عن المباراة، من دون التطرق إلى أهمية هذا الفوز.
وظهر الانقسام بين الجمهور الجزائري وبعض وسائل إعلامه في التعليقات على فيسبوك، حيث علق متابعو صفحة “قناة الجزائر الدولية” على منشور جاء فيه “إسبانيا تخفق في الوصول إلى الدور ربع النهائي من المونديال بعد خسارتها بركلات الترجيح أمام المغرب”، وأرفق بصورة لا تشير إلى المنتخب المغربي سوى من خلال وجود لاعب مغربي فيها، و”قناة الجزائر الدولية” هي قناة عمومية تابعة للدولة، ومستقلة عن مؤسسة التلفزيون، وفق ما جاء على لسان مديرها العام سليم عقار لدى إطلاقها.
وسخر المتابعون من هذه التغطية وكتب معلق جزائري: “مبروك للمغرب الفوز المستحق، كنا ندعو لهم بالفوز، إن شاء الله الفوز على البرتغال أيضا”.
وسأل شخص آخر: “لماذا لم تكتب الصفحة أن المغرب يفوز على إسبانيا ويتأهل إلى الربع النهائي؟”، وعلق أحدهم أيضا: “أضيفوا أن المنتخب العربي المغربي ينتصر على إسبانيا (..) هذا الإعلام لا يمثل الجزائر، مبروك للمنتخب المغربي الشقيق”.

وتعليقا على ذلك، اعتبر المحامي الناشط السياسي الجزائري، صالح عبد الرحمن، في حديث لموقع “الحرة”، أن ما فعلته بعض وسائل الإعلام الجزائرية هو “سقطة إعلامية”. واعتبر أنه “كان يُفترض أن ينقل الخبر كما هو، بغض النظر عن أي خلافات سياسية، خصوصا أن الأمر يتعلق بمنافسة رياضية بحتة”. وأكد أن “المنتخب المغربي لا يمثل النظام السياسي في بلاده، وإنما يمثل المغرب كدولة وشعب وأمة”، مضيفا “لذلك له منا كل الدعم والتشجيع، وهذا ما عبر عنه الشعب الجزائري في مختلف الأماكن، عندما خرج للاحتفال بفوز المنتخب المغربي”. وأوضح أن “هذا التشجيع متبادل، فحتى المغاربة كانوا يناصرون المنتخب الجزائري في منافسات كأس العرب وكأس العالم خلال العام 2014، وهذا تعبير عن الأخوة الموجودة بين الشعبين بغض النظر عن الخلافات السياسية”.
وانتشرت بالفعل فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لجزائريين يعبرون عن فرحهم بفوز المغرب، وأخرى لمشجعين مغربيين وجزائريين يحتفلون سوية في دول عدة حول العالم رافعين الأعلام المغربية والجزائرية.
هنأ إعلاميون جزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي المنتخب المغربي بفوزه التاريخي وتأهله إلى الربع النهائي في كأس العالم في قطر، على عكس وسائل إعلامية عدة في الجزائر.


وكتب الصحفي الجزائري، خالد درارني، على حسابه على تويتر، أن مباراة المغرب كانت “تاريخية”، في حين قال الصحفي الرياضي عثماني كامل في تغريدة “منتخب المغرب يصنع التاريخ في مونديال قطر ويعبر لربع النهائي على حساب إسبانيا”، وهنّأ المنتخب “المغربي على أدائه المشرف في البطولة”، وتابع “لاعبون يستحقون كل التقدير”.
وغاب الاحتفال بفوز المغرب عن صفحات أبرز الشخصيات السياسية الجزائرية، وكذلك عن وكالة الأنباء الرسمية.
وتابع لذلك عبد الرحمن حديثه قائلا إن “عدم تطرق الوكالات المحلية إلى خبر الفوز، هو سقطة أيضا ولا يجوز ارتكابها”. وأشار إلى أنه “لا يخفى عن أحد أن معظم الوسائل الإعلامية الجزائرية لا تعبر عن الرأي العام الجزائري، ولا عن الإرادة الشعبية، وإنما تنقل وجهة النظر الرسمية فحسب، أو الجهة السياسية التي تمولها”.
يذكر أن بعض الوسائل الإعلامية الجزائرية التي تطرقت إلى المغرب في سياق تغطيتها للمونديال، مثل صحيفة “البلاد” قالت في عناوينها الأساسية المتعلقة بالمباراة بين “أسود الأطلس” وإسبانيا إن المنتخب المغربي فاز بركلات الترجيح وبلغ ربع النهائي من المونديال، من دون الإشادة بهذا الفوز التاريخي.
وغابت الإذاعة الجزائرية عن الحدث كليا، ففي حين كتبت في قسم الرياضة أن “البرتغال يكتسح سويسرا بسداسية ويتأهل لربع نهائي المونديال”، وهي المباراة التي أتت مباشرة بعد مباراة المغرب وإسبانيا، لم يتطرق موقع الإذاعة إلى فوز المغرب. وبدورها غابت وكالة الإعلام الجزائرية أيضا عن الحدث.
وأعربت في المقابل صفحات جزائرية أيضا عن فرحها بفوز المغرب، كتبت صفحة DZfoot الجزائرية التي تنقل أخبار كرة القدم ولديها مليون متابع أن الشعب الجزائري يدعم الشعب المغربي خصوصا بعد وصل منتخب البلاد إلى الربع النهائي، ذلك رغم كل الأقاويل والأحقاد التي تكتب على مواقع التواصل.
يذكر أن الجزائر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط العام الماضي. وهناك خلاف منذ زمن طويل بين البلدين بسبب وقوف الجزائر ضد استكمال المغرب لوحدته الترابية واسترجاعه لأقاليمه الجنوبية التي كانت قد اغتصبتها إسبانيا، خاصة بعد نجاح المسيرة الخضراء المظفرة.
وأصبح منتخب المغرب أول فريق عربي يصل دور الثمانية في كأس العالم لكرة القدم، بعد الفوز 3-صفر على إسبانيا بركلات الترجيح عقب انتهاء مواجهتهما في دور الستة عشر بالتعادل من دون أهداف.
وأنقذ حارس المغرب ياسين بونو محاولتي كارلوس سولير وسيرجيو بوسكيتس في ركلات الترجيح بعد أن سدد بابلو سارابيا في القائم ثم حافظ حكيمي الإسباني المولد على رباطة جأشه ليضرب المنتخب المغربي موعدا في دور الثمانية مع البرتغال.
وأصبح المغرب أيضا رابع بلد إفريقي فقط يبلغ دور الثمانية في كأس العالم، بعد 12 عاما من تحقيق غانا هذا الإنجاز في جنوب أفريقيا.
وهذه رابع مرة تخسر فيها إسبانيا بركلات الترجيح في كأس العالم والثانية على التوالي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button