أخبارالرئيسيةرياضة

استراتيجية فوزي لقجع أضرت برعاة الفساد ورفعت الكرة المغربية نحو العالمية

سطع نجم ابن مدينة البرتقال مع فريقه المحلي نهضة بركان، لينتقل مباشرة عام 2013 كاصغر رئيس للجامعة المغربية لكرة القدم ، حيث بنا استراتيجية كروية ببوصلة استشرافية تروم العالمية، وغزو كراسي المسؤولية في الكاف كما في الفيفا، وذلك ما كان، كما حرص بشدة على محاربة رعاة الفساد في الجسم الكروي المغربي، وجهر به في العديد من مداخلاته وقراراته داخل الجامعة المغربية لكرة القدم.

وأصر على أن يتوج الفريق الوطني بمرتبة متقدمة في التصنيف العالمي وفي الترتيب الكروي في كاس العالم بقطر، فكان ذلك بفضل تضافر جهود الجميع جامعة ولاعبين ومدرب والادارة التقنية لأسود الأطلس. حيث التف العالم العربي والاسلامي حول المغرب مساندا لفريقه وسلط الاعلام الدولي كاميراته على المملكة وما ينجز فيها من أوراش تنموية في جميع المجالات جعلت المغرب في صلب الاهتمام الدولي ومكنته من أن يصبح رقما أقليميا ودوليا له أهميته البالغة.

لقجع رئيسا لنهضة بركان

وكان قد انتخب رئيسا للنهضة البركانية في شهر شتنبر من عام 2009، قبل أن ينتخب في 11 نونبر 2013 رئيسا للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وهو المنصب الذي تجددت له رئاسته في يوليوز 2017 وعام 2022، وفي الغالب سيترك رئاسة الجامعة لشاب آخر طموح محمد هوار رئيس النادي العريق الفائز بأول كأس عرش مغربية.

كان لقجع هو من فتح لهذا الأخير باب المكتب الجامعي مُشرعا، كما فتح كذلك السويسري الإيطالي جياني إنفانتينو لفوزي بوابة “الفيفا” ليتحمل فيها المسؤولية. ويعتبر فوزي لقجع إضافة نوعية للمغرب، ويكفيه فخرا أنه استطاع ببطولات الفريق الوطني في مونديال قطر 2023، أن يخرج الأعلام والرايات إلى الشوارع، وأن يجعل المغاربة قاطبة، داخل الوطن وخارجه، يرددون في وقت واحد “عاش المغرب”.

المغرب ينظم كأس العالم للفوتسال

وسَيُسْمَعُ ترديدهم في عام 2024، بعدما زف الاتحاد الدولي لكرة القدم، خبرا سارا لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حبيبنا فوزي لقجع، يهم تنظيم نهائيات كأس العالم. وكانت قد انتشرت منذ أيام، أخبار مفادها عزم فيفا منح المغرب شرف تنظيم كأس العالم للفوتسال، على حساب إيران. ونزل الخبر اليقين صباح الأحد 12 مارس الجاري عبر الشبكة الإسبانية “ريفيلو”، التي أكدت بالتفصيل فوز المغرب بشرف تنظيم نهائيات كأس العالم، ما بين مدن الدار البيضاء والرباط وطنجة، في الفترة ما بين 14 شتنبر إلى غاية 06 أكتوبر من عام 2024.

وبما أن “النصر لا يأتي إلا إذا ذهبت إليه”،وأن “الكثير من الحسابات تؤدي إلى النصر،والقليل منها يؤدي إلى الهزيمة”، فقد خرجت أصوات كثيرة، لتحية وتهنئة “القائد” الذي “هندس للنصر”، ممثلاً في فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي “أعاد لكرة القدم المغربية هيبتها”، و”صعد إلى مركز القرار في الكونفدرالية الأفريقية لكرة القدم”، و”حارب الفاسدين داخل المشهد الكروي المغربي”، و”طهره من الدسائس”، علاوة على أنه “رجل مبادئ وتواصل”، “يربط القول بالفعل”، وأنه “يستحق الشكر والثناء بعيداً عن لغة التنميق والرياء”، وأن “الشجاعة تَصنَعُ المنتصرين،والوفاق يصنع الذين لا يُهزمون”.

حملة تضامنية واسعة ضد الثرثارين

وأكبر دليل على شعبيته المغربية والإفريقية والدولية، حملة التضامن الواسعة بعدما شهدت وسائل التواصل الإجتماعي، تداولا ل”هاشتاغ” من جهات مشبوهة (غالب الظن أنها خارجية) يتهمونه ب”الفساد”، لأن كل من يسعى للإساءة له فهو يخدم أجندة جنرالات الجزائر، وانظروا للعدد الضخم للمنشورات الجزائرية عنه، وأضحى تنفسه يتم التعليق عليه. وحمله الكرة المغربية نحو العالمية وجلوسه على كرسي المسؤولية في “الكاف” و”الفيفا”، فسبب لهم ولغيرهم صداعا بسبب ” الحسد” الذي قال عنه جلالة الملك نصره الله في خطابه السامي بمناسبة افتتاحه الدورة الخريفية للسنة التشريعية الجديدة 2014 :”أستحضر هنا، قول جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، “اللهم كثر حسادنا”، لأن كثرة الحساد، تعني كثرة المنجزات والخيرات. أما من لا يملك شيئا، فليس له ما يحسد عليه”.

فوزي لقجع ابن مدينة البرتقال

وولد لقجع في 23 يوليوز عام 1970 بمدينة بركان، من أسرة محافظة، مكونة من ثلاثة إخوة وأم ربة بيت وأب عمل في التدريس، قبل أن ينهي مساره الوظيفي مفتشاً متقاعداً.تابع مرحلة الدراسة الابتدائية والثانوية بمسقط رأسه، حيث حصل على شهادة البكالوريا شعبة العلوم التجريبية عام 1988، ليلتحق بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، حيث تخرج بشهادة مهندس زراعي، والتحق بوزارة الفلاحة، قبل أن يكمل دراسته بالمدرسة الوطنية للإدارة، التي فتحت أمامه أبواب العمل بالمفتشية العامة للمالية عام 1996، قبل أن ينتقل للعمل كرئيس لشعبة المجالات الإدارية عام 2000. وولج في 2003 لقسم الزراعة والمقاصة التي قضى فيها سبعة أعوام، إلى أن عين عام 2011 كأصغر مدير ميزانية الدولة التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، ويعمل تحت إشرافه أكثر من 300 موظف وكبار المسؤولين التنفيذيين.

أصغر رئيس في تاريخ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم

واستطاع لقجع، بعد أن صار كذلك أصغر رئيس في تاريخ الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، بثقة في النفس وإيمان بقدرات بلده، بحسب عدد من المهتمين والمتتبعين لواقع الممارسة الكروية، مغربياً وأفريقياً، أن يقطع خطوات هائلة على طريق انتشال كرة القدم المغربية من “واقع مظلم” إلى “مستقبل مشرق”.

تحسب له شجاعته في اتخاذ القرارات وتواصله الموفق، علاوة عن مؤهلاته في التدبير، وداعب كرة القدم كباقي أقرانه، لينشغل بمساره التعليمي والمهني، قبل أن يسترجع عشقه الطفولي لكرة القدم من بوابة التسيير، عبر فريق مدينته نهضة بركان في 2009، الذي سيقوده للعودة إلى القسم الوطني الأول بعد موسمين فقط بعدما غاب عنه منذ عام 1984. وخلال فترة ولايته الأولى، حقق لقجع إنجازًا مزدوجًا يتمثل في التوفيق بين أسود الأطلس والجمهور المحلي وجعل كرة القدم رافعة مهمة للدبلوماسية المغربية في إفريقيا.

تنظيف البيت الكروي المغربي

تقلد لاحقاً مسؤولية الإشراف على الجهاز الوصي على كرة القدم الوطنية، حيث سيتحمل مسؤولية استعادة هيبة كرة القدم المغربية وتطوير الممارسة الكروية الوطنية، وهو ما نجح فيه بشكل كبير،باتخاذه جملة من “القرارات الاستراتيجية التي سعى من خلالها إلى ضخ جرعات قوية في مشروع الاحتراف وإزالة كثير من العيوب التي تشوب المشهد الكروي”.
عمل منذ انتخابه لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم في عام 2017، على تعزيز العلاقات بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وعشرات الاتحادات الكروية في القارة الأفريقية، بتوقيع اتفاقيات شراكة شملت عدداً من مجالات التعاون، بينها العمل على تطوير كرة القدم، وتبادل التجارب للنهوض بالتحكيم، وتكوين الأطر التقنية والإدارية…وتقديم مساعدات وإعانات لتطوير الملاعب أو معدات الأندية.

اشادة دولية

أشاد بفضل عمله كثير من المسؤولين عن كرة القدم إفريقيا ودوليا، خاصة بمساهمة المملكة عبر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في تطوير كرة القدم في القارة، وكان الرئيس السابق ل”الكاف” قد تحدث خلال مأدبة عشاء بالعاصمة الرباط، عن الإنتقال المستقبلي لمقر “الكاف” إلى المملكة. كما أن تأثيره داخل هيآت “الكاف” بفضل استراتيجية عمله وتعاونه مع كثير من الإتحادات الإفريقية، هو من كان وراء حصوله على منصب النائب الثاني لرئيس “الكاف”.

باريج “الحدث الافريقي” وفوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم

حارب رعاة الفساد الرياضي

كانت له الجرأة لمواجهة منتقديه أو بالأحرى رعاة الفساد الرياضي، في اجتماع رسمي عام 2019 حضره كل من له علاقة بكرة القدم المغربية ومنحهم التفويض للتحقيق حول ثرائه أو ممتلكاته، وتحداهم بأنهم لن يجدوا أو يعثروا على أي شيء يُخل بتربية والديه له على الإستقامة والأمانة. كما أن الكثير من منتقديه يجهلون مهاراته التنظيمية التي تمكنه من تسيير شؤون الكرة المغربية داخل البلاد وخارجها والميزانيات المتشعبة والمعقدة للدولة.

وعرف المهندس فوزي لقجع في عالم كرة القدم هذا، كيف يقنع من خلال استدلاله بالمبادئ الأساسية للهندسة المالية، مثل تكوين الأصول (شراء مقر الجامعة) أو حكامة وتقارب السياسات العامة (بناء أرض من قبل وزارة التجهيز). والعمل المستمر لابن تافوغالت، وسياسته الرياضية الطموحة، وجهوده التي حسنت إلى حد ما الظروف الاقتصادية للأندية المغربية، جعلته يفرض على منافسيه الإعتراف بنباهته ولباقة تخطيطه وجودة نتائجه الآنية والبعدية.

أبدع في العمل الانساني محليا ووطنيا وافريقيا

ضرب فوزي لقجع نجم التسيير الرياضي داخل الجامعات الإفريقية والعربية لكرة القدم، كذلك مثلا رائعا في اهتمامه بالعمل الخيري والإنساني وتوظيف شهرته لخدمة المحتاجين. وشارك في برامج ومبادرات عدة سواء داخل المغرب أو خارجه لدعم القضايا والقيم الانسانية للاعبي ومسيري وتقنيي كرة القدم لأن “معاناة المحتاجين تمزقني كثيرا” كما صرح. وآخر بادرة طيبة ومتميزة ولفتة إنسانية رائعة له، أهدى لاعب نادي الرجاء الرياضي والمنتخب المغربي لأقل من 20 عاما محمد سبول شقة سكنية نظرا لأنه يتيم الأبوين، وذلك لضمان استقراره وتركيزه بشكل أفضل على مستقبله الكروي سواء رفقة المنتخب أو ناديه الرجاء الرياضي.

فوزي لقجع وبرتقالة بركان والرؤية الاستراتيجية

وأقنع الجامعة، القيام بمبادرات مماثلة تهدف إلى الحفاظ على المواهب الكروية بالمغرب التي قد تقدم إضافة للكرة الوطنية مستقبلا. ومع ما تحمله هذه الفكرة الرائدة من أهداف نبيلة وسامية، وتجسيد لمعنى التكافل الإجتماعي، فإنها أيضا فرصة لترسيخ لمعنى التكافل الإنساني في الحقل الرياضي عامة وكرة القدم خاصة، والتي لا شك أنه ستزداد حولها ولأجلها عروض الإسهام في المجال الإنساني والخيري في النوادي الرياضية الخاصة بكرة القدم، مما سيضعنا أمام نجم غير طبيعي وظاهرة إنسانية تحتاج للتوقف والتأمل هو فوزي لقجع الذي ساهم بموهبة فذة في خلق انتصارات فريدة للنهضة البركانية على عهد رئاسته لها، وارتقاء كبير بشعبية كرة القدم على المستوى المحلي والقاري والدولي بتدبيره للجامعة الملكية لكرة القدم وعضويته للمكتب التسييري للإتحاد الإفريقي لكرة القدم وعضويته لدى الفيفا.

ويُنتظر أن يُساهم فوزي لقجع بنفس أريحيته التكافلية للتضامن مع رجل ينتمي لهيئة شريكة للجامعة “الإعلام الرياضي”،ساهم في تسويق رياضة ورياضيي الجهة ومنها كرة القدم خاصة بوجدة وبركان التي كان مدافعا إعلاميا شرسا عنهما وناقدا جريئا لهما ولا زال أطال الله في عمره وكل رجال ونساء الإعلام الرياضي من جيل القدماء في جهة الشرق وكل جهات مملكتنا.

المهندس الزراعي فوزي لقجع، خريج مدرسة والده رجل تعليم ملتزم إنسانيا ومهنيا شافاه وعافاه الله، والتي أعدته وحفزته للتفوق في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، وبعده في المدرسة الوطنية للإدارة في الدار البيضاء، وفي عدد من المناصب الإدارية في عدد من الوزارات المغربية حتى أضحى وزيرا و… وفي مسيرته المميزة ببركان مع كرة القدم وجامعتها بالرباط وال”الكاف” بإفريقيا، وبعد الحدث التاريخي في عاصمة مملكتنا سيبدأ مسيرة العالمية ب”الفيفا” حتى يصل إن شاء الله في قادم أعوامها قمتها، ويكون أول أمازيغي بركاني من المملكة المغربية الشريفة يعتلي أعلى هرم الرياضة الأكثر شعبية في العالم، وإن غدا لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button