الرئيسيةحوار

الفيلسوف عادل عوض.. تقنيات شبكات التواصل الاجتماعي غيرت الممارسات الاجتماعية والمعلوماتية والأخلاقية

حاوره/ د. عادل القليعي
من سأحاوره اليوم شخصية محترمة جدا ، أستاذ تجسدت فيه كل معاني الإنسانية ، دينا ، خلقا ، علما. برع في مجال تخصصه في المنطق وفلسفة العلوم ، حصل على درجة الأستاذية في سن مبكر. لقب بالعديد من الألقاب ، منها ، البرنس ، فارس المنصات ، اجتمع على حبه الجميع. له بصمات علمية واضحة في معظم جامعات مصر.
أشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراة، وناقش مئات الرسائل ، له كتابات عديدة في مجلات مصرية وعربية.

شخصيتنا اليوم الأستاذ الدكتور عادل عوض عبد السميع أستاذ المنطق وفلسفة العلوم بكلية الآداب جامعة المنصورة الجامعة الذكية ،ترأس قسم الفلسفة بها.
حاورته في عدة موضوعات اتفقت معه في بعض إجاباته ، واختلفت معه في بعضها أيضا ، لكن هذه سمة المفكرين ، الإتفاق والاختلاف ، وهذا يكسب الفكر حيوية وديناميكية واستمرارية ، أجوبته جمعت بين عدة أمور أولها: الدبلوماسية في الرد خصوصا وسيادته يتحدث عن آليات إختيار المحكمين باللجان العلمية.
وثانيها: الأصالة حينما تحدث عن القيم الخلقية وكيفية معاملة الأساتذة لأبنائهم الطلاب وحديثه أيضا عن الفرق بين اللذة والسعادة وألباسهما ثوب الدين دونما إفراط أو تفريط
وثالثها المعاصرة: ظهر ذلك واضحا جليا في حديثه عن الفلسفة وكيفية تطبيقها والإستفادة منها في واقعنا المعاصر.
كذلك في حديثه عن حتمية وجود مشروعية حضارية يواكب المدنية الحديثة والمعاصرة ، وهذا طابع كل من درس فلسفة اللغة وفلسفة العلم والنطق.

الأستاذ الدكتور عادل عوض، لو تكرمت حضرتك أطلع القارئ الكريم على من هو عادل عوض عبد السميع؟

إسمي عادل عوض عبد السميع عينت معيدا بكلية الآداب جامعة المنصورة قسم الفلسفة عام 1991، ثم حصلت على درجة الماجستير عام 1995، ثم عينت مدرسا بذات القسم بعد حصولي على درجة الدكتوراة عام 1998، ثم رقيت إلى درجة أستاذا مساعدا عام 2004، ثم أستاذا بقسم الفلسفة ، عام 2009، وعلى رأس عملي إلى الآن.
وبسؤال سيادته عن مؤلفاته ، فقد قدم لنا قائمة مطبوعة سأرفقها مع هذا الحوار.

ما هي قراءتك الفلسفية لمنصات التواصل الإجتماعي بين سلبياتها وايجابياتها؟

تقنيات الوسائط الجديدة لشبكات التواصل الاجتماعي غيرت الممارسات الاجتماعية والمعلوماتية والأخلاقية ، تحول. الإنسان لمجرد آله تعمل على آله ، قتلت فيه الحيوية والنشاط ، والجانب الإبداعي ، اصبح دون مشاعر إنسانية ، أصبح هناك تصادمي فوضوي مابين الكل ، العائله ، الاصدقاء ، الزملاء ،
استراتيجيات مجانية بسيطة تسمح لكل عضو داخل الشبكة بتوجية منشوراته إلى شبكات عدة ، بهويات مختلفة مزيفة ، تجافي الواقع والحقيقة يستتر أصحابها وراء جدارن وحجر وهمية قد تضر بالفرد والمجتمع ، خلال القرصنة على معلومات وصور و مواقع.
أصبح كل شيء مباح في ظل ذاك الكم المعلوماتي الهائل … سيل من المعلومات دون تدقيق ، الاهتمام بالعلاقات الافتراضية وإحلالها محل المشاعر والروابط الإنسانية ، أصبحت الحياة خاملة جامدة وفي المقابل لا يمكن إنكار مزايا تلك الشبكات الاجتماعية كخلقها مساحة كبيرة حتى وإن كانت افتراضية لتشكيل وعرض رؤى فعاله في جميع الجوانب الحياتية سياسية واجتماعية واقتصادية…الخ
من سلبياتها أيضا ذلك الكم الهائل الصائع من الوقت ومخالفة عادات وتقاليد نتيجة الانفتاح على ثقافة الآخر والذي أدى في النهاية لحالة من الصدام، كذلك متابعة أخبار العالم الذي نعيش بعد أن كان وسيط نقل الاخبار يعتمد على تقنيات محدودة كالراديو والجرائد والمجلات التي تحمل وجهة نظر أحادية من صناع القرار .

معاليك أشرفت على العديد من الرسائل العلمية ما بين ماجستير ودكتوراة ، فضلا عن مناقشاتك للعديد من الرسائل العلمية في معظم جامعات مصر، هل حضرتك راض عن هذه الرسائل ، ما رأيك في أحوال وواقع البحث العلمي في مصر والوطن العربي؟
درجة جودة المناقشات العلمية للرسائل الجامعية تتحقق بدرجة متوسطة ، وكانت أكثر الجوانب قصورا، الاليات والإجراءات الخاصة بالاعداد للمناقشة فبرامج الدراسات العليا تحتاج إلى تطوير مقاييس واضحة للتميز خاصة برامج الماجستير والدكتوراه بحيث يمكن قياس الرسائل العلمية بشكل صادق وموثوق به ، حيث تؤثر توقعات الأداء والمعايير المرتبطه بها على الأهداف التي يستهدف طلاب البحث تحقيقها ، كما تتيح لأعضاء هيئة التدريس طريقة لمعرفة ماإذا كانوا يحققون الهدف من التعليم وفق برامجهم العلمية ، وتحديد ومعالجة نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة واتخاذ قرارات مستنبرة لتحقيق التميز ….
أنا بطبعي اميل إلى دراسات فلسفة البيوطبي، وعلم النفس العصبي أو البيولوجية العصبية ، والتي تهتم بتكوين ووظيفة الدماغ وعلاقة بسلوكيات الأفراد وفهم كيفية تأثر السلوك والإدراك على أداء الدماغ وتشخيص وعلاج الاضطرابات العصبية المؤثرة على الإدراك.
مستقبل الفلسفه يتمثل في الفلسفة التطبيقية ، فلم تعد الفلسفة اليوم تحليقا في مجردات ، لم تعد تعلمنا كيف نفكر فقط بل أصبحت تعلمنا كيف نعيش ونحيا

من خلال تدريسكم للمنطق وحضرتك أستاذ لك حوالي 13حاصل على درجة الأستاذية ، هل المنطق والمعيارية تطبق على اختيار لجان المحكمين ، ولماذا لم يقع عليك وعلى كثير من الأساتذة الإختيار كأعضاء دائمين أو محكمين من الخارج باللجان العلمية.؟

لجان الاختيار لها كل التقدير والاحترام ، إشكالية الاختيار من عدمه لاتشغل تفكيري مطلقا ، نحن داخل بوتقة علمية ، مايشغلنا هو العلم فقط ، وإرساء أيديولوجية نبني عليها مستقبل أجيال تحتاج منا كل الجهد والطاقة ، كلنا على الدرب نفسه نسير ، هدفنا بناء إنسان قادر على مسايرة التغيرات ومواكبة كل ما هو جديد
إن مصر تمر بمنعطف فكري ، والتقنية المعلوماتية في هذا العصر غدت متتابعة ومسيطرة على العالم ، فلم تعد الإشكالية تأصيل علمي بجمع المعارف والحفظ وانهاء الكتب فحسب بقدر ماهو إدراك لمتطلبات العصر .

ما رأيك في واقعنا الثقافي المعاصر ، وما قولك في حال الفلسفة وأقسامها بالجامعات المصرية والعربية.؟

اولا يجب تحديد ماهية الثقافة ، عرفتها منظمة اليونسكو بأنها ذلك الكل المعقد الذي يشمل المعارف والاعتقادات الاخلاق الاعراف، قدرات عادات تقاليد كل ما يمتلكه الإنسان من معارف وافكار وقيم
ثانيا أزمة الثقافة تتمثل في الوعي الذي يتميز به الإنسان المثقف يجعل تفكيره خارجا عن إطار ماهو متحقق بالفعل ، تفكير المثقف سابق لما هو قائم على أرض الواقع ، خارجا عن إطار القيم الشائعة تطلعا منه إلى عالم أفضل من هنا تحدث الأزمة ….فعحز الواقع عن مواكبة الفكر كون الفكر أكثر مرونة في التحرك نحو المستقبل وتخطي الموجود بالفعل
واحيانا يحدث العكس ، وهو سرعة الواقع وعدم مواكبة الفكر وعجزه ، …..وهذا واقع ازمتتا الحالية….
التحولات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية المتلاحقة اسرع من التغيرات التي تطرا على الفكر ، وقد تكون تلك التغيرات سلبية فتغيير البنية الاجتماعية اسهل من تغيير عقول الناس وقيمهم وأساليب تفكيرهم وسلوكهم ونتيجة هذا التعارض يتفاقم الأمر ….

كل مفكر له مشروع حضاري ، فما مشروعك الحضاري الذي تقدمه لنا ضمانا لبقاء فكرك.؟

مشروعي الحضاري يتمثل في العلم ، يجب أن يتقدم علماء ومفكري الأمة وضروريا ، كثيرا مايحتفل التاريخ بإنجازات مفكري وعلماء وفلاسفة الغرب ، في شتى العلوم والمعارف ، وقمنا نحن بتدعيم أعمالهم ، بل دراسة السيرة الذاتية لهم داخل مناهجنا الدراسية ، ونسينا إن تاريخنا يزخر بالعلماء والمفكرين الذين سبقوا مفكري وفلاسفه وعلماء أوروبا ،
لم يكن تاريخ العرب والمسلمين يتفقر إلى علماء ومفكرين ، بل كان غنيا بذكرهم وذكراهم ، هؤلاء العلماء الذين حملوا المشعل واضاءوا الدرب ، وعلى أيديهم أصبحت الحضارة قوية وثرية……فنحن الآن أحوج ما نكون إلى مشروع عربي يحدث نقلة إلى المستقبل ، وانا أرى أن تلك النقلة لن تحدث إلى بالعلم ….
مشروعي الحضاري يتمثل في العلم ….
العلم هو سبيل كل تقدم ، يجب أن يتقدم علما ومفكري الامه بأعمالهم العلميه لإحداث نقلة نوعية للأمة التي هي في أمس الحاجة إلية الان.

حضرتك باحث جيد وقارئ جيد للفلسفة الحديثة والمعاصرة ، فأي من فلاسفة العصر الحديث والمعاصر أقرب إلى فكرك أو أيهم ترك أثرا فيكم ، وأيهم يتسم فكره بالواقعية.؟

بالفعل احب التصوير الفوتوغرافي …….وأعارض في ذلك التفسير النفسي القائل بأن الولع بالتصوير نوع من النرجسية ،
من وجهة نظري الاهتمام بالتصوير الفوتوغرافي تدعيم للذات ، وتعزيز للثقة بالنفس ، ومشاركة اللحظات الجميلة الرائعة مع من نحب ، ورغبة داخلية في بقاء ذكريات تعد دافعا وباعثا على المضي نحو الأفضل …

هل تحب التصوير الفوتوغرافي ولماذا؟!

اللذة سعادة لكنها مؤقته ، غالبا ماستزول ، لها بداية ونهاية ، مادية ومحسوسة …إشباع الدوافع الأساسية للإنسان تشعرة باللذه لا السعادة …..لذالك تتم بشكل دوري ، فقدان ثم توتر ثم ظهور الحاجه ثم محاولة إشباعها ثم تحدث لها حاله من الهدوء ، ثم تعود مرة أخرى ….وهكذا ، امالسعادة دائمة ، ومعنوية لها بداية لكن لانهاية لها ……كلما تم إشباعها ازدات ، لم تنقص …..
…..إشكالية ارتدائي للملابس الكاجوال أو الشبابي تساعد على الراحة والاسترخاء أكثر من الملابس الرسمية…
منذ صغري وانا امارس الرياضة خاصة كرة القدم ، واحب الحركة ، لذلك لاتسعفني الملابس الرسمية على ذلك …..
ممكن أن ارتدي الملابس الرياضية دون أية مشاكل ، من الممكن ارتداء الملابس الكلاسيك أيضا ، أما موضوع اللذة والسعادة ….في ارتداء الملابس بعيدة كل البعد عن تلك الإشكالية …ارتداء الملابس مجرد وسيلة لهدف ، سعادتي في إنهاء حصتي التعليمية لطلابي ، سعادتي في مناقشة قضية والوصول لحلول علمية وابداعية لها ، سعادتي في غرس قيم فاضلة أصيلة في العقل الجمعي لطلابي …..

وما قولك في كتاباتي هل وفت بالغرض المطلوب أم لا.؟!

عادل خلف كتاباتك تنم عن عقلية متفتحه ونضج فكري، كتابات تواكب العصر وتحاول من خلالها نشر التوعية الإسلامية في وقت كثرت فيه السخافات والهراء. جعلت من نفسك اسما يملأ الصحف الورقية والالكترونية وفرضت نفسك على الجميع، وفقكك الله وسدد خطاك.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button