أخبارالرئيسيةثقافة و فن

بغلة الروضة

بقلم/ عبد اللطيف خالد

قال لي مازحا: أنت لم تتخلص بعد من أوهام بغلة الروضة،ومازلت مصرا على أنها تنشط كثيرا في رمضان،تلقف من تأخر في الزحام بعد آذان المغرب،وحين تتحكم في الضحية ،لن يخلصه منها لا شق تمرة،ولاقطعة شباكية ،ولاعصير الليمون،مع الانشغال بالبطنة ومقدمات الفطور ،وماتأخر من السحور،تركض بغلة الروضة في الدروب والاحياء،والمنحوس من يجدها في طريقه،بلاشك ستريه النجوم في عز الليل او النهار،هناك في ذلك المكان المعلوم،حيث الاحراش والقفار والبئر ذو الماء المالح رأيتها تضرب بحوافرها حواشي الجب الاسمنتية،وكثر الكلام عمن وضع في طريقها قطرات من اللبن وبيضة انثى الديك الحبشي ،ركلت بقوائمها في كل الاتجاهات،واحمرت عيناها لأنها تكره الحليب ومشتقاته،وعادت بها الذاكرة الى ذلك اليوم المشؤوم حين قدم لها العاشق المجهول كأسا من الحليب،شربته بعد كلام معسول جعلها تقع في المحظور،وتحل عليها اللعنة وتمسخ بغلة،ومنذ تلك الواقعة وهي تنظر حظها العاثر الذي سلمها الى المقصلة وهي في عز الشباب…
بغلة الروضة التي أدخلت “غياطا” في غيبوبة بعد حفلة تنكرية كان بطلها حمارا لم يرق بعد الى درجة بغل،وقال الذين شهدوا الوقيعة انه كان حيوانا ما فوق البغل وتحت الحمار،والعهدة على الراوي..
وكلما رأيت غياطا في رمضان إلا وأشفق عليه وأضع يدي على قلبي مخافة أن يوضع له مقلب على المقاس…
في رمضان..وفي كل مرة يهل علينا،تكثر الفتاوى الضالة المضلة، وفي كل مكان وركن وشبر وزاوية تنشط المحرمات لأن كل ممنوع مرغوب،ومهما سلسلت الشياطين في رمضان فإن بؤر النشاط تجد الفرصة سانحة لفعل كل شيء…وحتى لا أكون نماما،لايهمني أمرهم لأن المخزن موجود في البلاد كما يقول عباس “وكل شاة تعلق من كراعتها” المهم وحتى لايظل البعض غافلا فبغلة الروضة لم تكتف بمهاجمة الرجال وكل الذكور بل استولت على قفات رمضان…وأتت على الاخضر واليابس.
في رمضان تلد الايام كل عجيبة..وينشط بوجلابة في مكتبه المكيف،يتصفح تلك الكتب المحيطة به،يبحث عن أعذار مهما كانت واهية لإقامة الحجة..
العلامات بدأت تظهر في أول يوم من رمضان والعياذ بالله…وقال العارفون بخبايا الأمور” وفي رمضان ولدت بغلة بمنطقة أولاد فرج ،وقتلت زوجة زوجها، وهربت قاصر مع عشيقها ” الاخبار كثيرة وغريبة غرابة أصحابها،”ولي تعجب يتبلى”
ضحكت خالتي فطومة واعتراها الذهول وهي ترى الاطفال بحي بودراع يحملون موكة،قال لهم وكل فرائصها ترتعد”عطيوها ليا عافا ولادي” لكنهم رفضوا ،فاغرتهم بالمال،ولما حصلت على مبتغاها،خرجت لها رقية واسماعيل واعترضوا سبيلها قائلين” اش بغيتي ديري بها السحارة” وحرضوا عليها الصغار،ونزعوا من طائر موكة.(البوم).
لو رأت بغلة الروضة. موكة لمزقته بين فكيها،ولكنه عفريت يرتفع في الاعالي ولاتستطيع الامساك به…البوم قاهر السحاقيات والزواحف،لا احد يعرف عشه بما فيهم بغلة الروضة…

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button