قريبا لن نحتاج إلى مبيد الحشرات، ولا إلى مواد التنظيف ولن نخاف من لذغ الثعابين، ولا نُزْكَمُ من روائح المستنقعات،
ستنقرض حتما من عالمنا، وإن وجدت فستكون محفوظة في ذواتنا عبارة عن مسحوق أو سائل، لا يمكن الاستغناء عنه يلازمنا في المطبخ وعلى مائدة الأكل، ولن نتقزز من وجودها في الخبز والجبن وفي الشكولاطة وفي المعجنات والبطاطس الجافة وفي صوص الطماطم وفي الدقيق والمشروبات الغازية وفي الماء، وفي كل ما يستخرج من الأرض ومن البحر .
لقد عقدوا العزم أن يفرضوا علينا إجبارا أن ننساق إليهم، أحببنا أم كرهنا، فعندهم يتساوى الحلال والحرام بل إنهم لا يؤمنون به إطلاقا، وأن كل ما يدب على الأرض مباح أكله
إن اليسار العالمي الملحد، لا يعترف بما يعتنقه المسلم أو المسيحي، ففي بعض الدول الملحدة من أساسيات طعامها الكلاب والحشرات والفئران والقطط والثعابين والحمير والخفافيش والضفاضع وما لا يخطر على بال..، وفي دول أخرى حتى جثة الأموات لا يسلم أكلها
في الغد القريب سيباع المستضعف والمغلوب جسدا وبالكيلو غرام، ليكون من مستلزمات المائدة، يطبخ أو يشوى ويوضع على موائد من يملكون زمان الأمور فهل سيتساوى الفقير و الغني في أكل مسحوق الحشرات أم سيقتصر الأمر على الكادحين فقط.
وسيجدون ألف مبرر ومبرر على استهلاكها، وتعطى لها الشرعية القانونية والطبية، وتصدر الفتاوى من دار الإفتاء، وتنفق من أجل ذلك ملايين الأموال، ولن تجد الشعوب سبيلا لمقاطعتها في ظل المغريات والدعاية الإشهارية على الصحف والمجلات وعلى القنوات الفضائية الإذاعية، ومع مرور الوقت ستستسيغ النفس أكل الحشرات مجففة وسوائل وتناول لحم كل ما يدب على الأرض، اللهم لا تجعلها لنا على موائدنا واسلك بعبادك سبل الخير.
