حوار

 ندوة فكرية تناقش واقع المثقف ودوره في المجتمع العربي

نعيش اليوم في عالم متغير بشكل رهيب ومضطرب، لا نعرف هل هو تحول كبير نحو الأفضل، أم اضطراب بلا ضوابط يودي بالإنسانية نحو الهاوية. نحن أمام عالم فيه وفرة في المعرفة، ونقص في الحكمة، اختراعات تكنولوجية دقيقة، وعجز في تحقيق الأمن والسلام. فهو عصر الخوف والمخاطر، وثقافة الاستهلاك، والفرجة والاستعراض، والأفكار الرخوة.

توحّشت فيه الليبرالية العالمية، وزادت من اضطراباته أزمات متتالية، وابتذال النخب، السياسية والثقافية والاقتصادية، وسياسات عرجاء، لا مبادئ لها، في كتابه نظام التفاهة يطالبنا ألان دونو، الفيلسوف الكندي، بأن «لا نأخذ العالم على محمل الجد»، خاصة حينما يسيطر التافهون من أصحاب الفكر الضحل على مواقع مؤثرة في المجتمع، فيغيب الإبداع والنقد، وتُهمَّش منظومات القيم، وتنحدر قيم العمل، وتُنتهك كرامة الإنسان وحريته.

بقلم / عبدالله العبادي

انه حالنا اليوم، تسيّدت التفاهة المشهد العام، فضاعت مفاهيم المواطنة المتكافئة، واختفى النقاش العام، وعلت الرداءة وصارت اللعبة اسمها النجاح السهل السريع.

 نواصل مسيرة النضال والسعي نحو تحقيق مجتمع الغد، نواصل رفع منسوب النقاش العام حول كل القضايا الثقافية والفكرية التي تهم المجتمع العربي المعاصر، بما يسهم في نشر معاني وقيم الوطنية والمدنية والمسؤولية، وتعزيز ثقافة الحوار وأدواته، والحق في التعبير عن الرأي والفكر واحترام الفكر الآخر  تجسيدا للثراء والتعدد الذي يميز مجتمعاتنا العربية.

  الإتحاد العربي للثقافة، مؤسسة ثقافية وفكرية تهدف إلى جمع شمل المثقفين والحاملين لهموم المجتمع العربي، وتطوير ثقافة الحوار والمساهمة في تبادل وتطوير مجالات البحث والعمل من أجل بناء مجتمع أفضل.

       ومن اجل ذلك نسعى ونناضل مع ثلة من المثقفين والأكاديميين والصحافيين، لتسليط الضوء على أهم المواضيع المجتمعية المعاصرة، اليوم نتطرق لدور المثقف، واقعه، آماله وعلاقته بهموم وآلام وأفراح المجتمع.

إذا أردنا إخراج الإنسان مما هو فيه من ضياع فإن علينا أن نعيد بناء الإنسان العربي من جديد من خلال توفير الوسط الملائم والظروف الضرورية التي تمكنه من استعادة الثقة بنفسه من خلال استيعابه لحاله ولوضعه وهويته.

فالهوية شرط من شروط وجود الإنسان وهي جزء من ثقافته، والثقافة تبقى أحد أهم الأسباب التي تحفظ تماسك المجتمع وتحصينه من عوامل التفتت والانحلال. وبالثقافة يتحول الكائن البشري إلى كائن اجتماعي،  فأحد أهم سمات الكائن البشري  كونه اجتماعيا أي أنه يندمج في ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه.

لا يمكن إدراك الدور الذي تلعبه الثقافة في حياة الناس إلا عندما تتعرض هذه الثقافة وآلياتها إلى الانحطاط إما بفعل انتهاج سياسة مقصودة أو مؤامرات خارجية أوفي بعض الأحيان على أيدي نخب محسوبة على الثقافة باسم العلم والتقدم والحداثة تارة وباسم الاعتقادات الموروثة تارة أخرى.

       نغوص الليلة في أسئلة عجزنا عن الإجابة عليها لتسارع الأزمات الداخلية والخارجية، قبل ما سمي بالثورات العربية ومجتمع ما بعدها، الجائحة الفيروسية وما آل إليه المجتمع الإنساني، نتساءل دوما عن دور المثقف في تدبير الوضعية.

هل سيبقى وفيا لدوره في حراسة القيم والمثل؟ هل لازال المثقف صوت المجتمع ولسان حاله؟ أم غاب قسريا وإراديا ولم نعد نراه إلا في المعارض والصالونات الثقافية؟ أي دور فعال ينتظره المجتمع من مثقفيه؟ هل يعود الضمير الحي للمجتمع، أم يعيش على مسافة مجالية من الشعب وزمانية من الأحداث؟ ويترك الساحة لسماسرة الثقافة ومحترفي زمن التفاهة. أشلة عديدة تشغل الفكر والمفكر العربي:

المثقف ومفهوم الحرية

المثقف والوعي الجماعي

المثقف وإدارة الأزمات

المثقف والتعليم

المثقف والمؤسسات الثقافية، هل هي أداة للتنوير أم مؤسسات للواجهة فقط

المثقف والتكامل والتقارب بين الشعوب

كيف يمكن للمثقف المساهمة في التنمية المجتمعية

المثقف والممارسة السياسية، هل هو طلاق أم فقدان الأمل في التغيي

كيف يمكن للمثقف المساهمة في إنتاج الأفكار والمفاهيم

كيف يمكنه التأثير في صناعة القرار

هل يمكن إنشاء نخبة مثقفة مؤثرة فعلا 

هل يدرك المثقف أن الزمن الآتي سيكون مختلفا بكل المقاييس وسيكون أكثر سرعة وأكثر شراسة.

لنقاش هذه المحاور، كان لنا شرف استضافة نخبة من المثقفين والمفكرين العرب، في ندوة فكرية مميزة، استدعي لحضورها الأساتذة الدكاترة الأجلاء، عبدالكريم الوزان، رئيس الجامعة الأفروآسيوية، عبدالحفيظ محبوب الأكاديمي وأستاذ الجغرافيا السياسية، رضوان حرسي محمد نائب رئيس الوزراء الصومالي الأسبق ورئيس جامعة، عائشة الخضر رئيسة الاتحاد العربي للثقافة، منال المهدي الأكاديمية والباحثة، مصطفى راجعي عالم اجتماع رئيس مركز هايك للتفكير الاقتصادي، احمد رفيق عوض عبادي رئيس مركز الدراسات المستقبلية بجامعة القدس، علي أحمد جاد رئيس مركز الدراسات الإفريقية بالجامعة الأفروآسيوية، جيا زينكة المفكر والمستشار القانوني، محمدو أمين الباحث والأكاديمي، لحسن أوري المؤرخ وأستاذ التاريخ الحديث، سمير الشميري المفكر وعالم الاجتماع وعبدالله الشاهر الأديب والمفكر.

قدم الندوة الكاتب الصحافي عبدالله العبادي، أمين سر الاتحاد العربي للثقافة، ومدير وحدة الندوة والمؤتمرات بالجامعة الأفروآسيوية، ومحرر الشؤون العربية بجريدة الحدث الإفريقي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button