تقارير وملفات

في ندوة فكرية نظمتها الأفروآسيوية والحدث الأفريقي، مفكرون يؤكدون: تراجع الثقافة لصالح الحروب والمال ترك تأثيرات سلبية على المجتمعات العربية

تعاني الثقافة في الدول العربية الكثير من الاكراهات التي تؤكد أن المجتمعات العربية لم تعد بخير بعد عقود من الصراعات الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تهدد وحدة المجتمع العربي بالمزيد من التشرذم والتفتت أمام المتغيرات العالمية الهائلة في مجالات عدة.
أمام الواقع المعقد يجمع مثقفون ومفكرون عرب على أهمية تصدي المفكر العربي للمتغيرات التي يعج بها واقعنا، مشددين على أهمية الموازنة خلال التصدي للمتغيرات بين الأصالة والحداثة، والنأي بالمجتمع عن الصراعات التي استحكت حلقاتها سنوات طويلة.
جاءت تلك الدعوة في ندوة فكرية بعنوان “المشهد الثقافي العربي اليوم” نظمتها الجامعة الأفروآسيوية بالتعاون مع مؤسسة الحدث الافريقي الإعلامية، عبر تطبيق “زووم”، أعدها وقدمها عبدالله العبادي مدير وحدة الندوات والمؤتمرات بالأفروآسيوية، وشارك فيها عدد من المثقفين والمفكرين العرب، وسط حضور العشرات من الأكاديميين والإعلاميين والمثقفين والمهتمين.
وبحسب المفكر الموريتاني محمد ولد مصطفى اجيد، فإن هناك الكثير من الاكراهات التي تعاني منها الثقافة في الدول العربية، وهو ما يؤدي إلى اختلالات خطيرة في الصعد كافة.
وعد غياب المثقف القدوة الذي يسترشد به من فئات المجتمع لصالح رجال المال والأعمال، مؤشر ضعف ويؤكد أن الثقافة العربية ليست بخير.
وتطرق مصطفى في حديثه إلى تغول بعض الثقافات الفرعية، وصدامها مع الثقافة العامة لدى بعظ المكونات الاجتماعية في الدولة العربية.
وبين أن الكثير من الصراعات الاجتماعية المستعرة الأن سببها فشل السياسات التنموية العربية، وهي من الموضوعات التي لا بد للثقافة من إيلائها الأهمية.
وقال أستاذ الفلسفة الإسلامية في جامعة حلوان الأستاذ الدكتور عادل القليعي، إن واقعنا العربي يعج بالكثير من المتغيرات، ولا بد أن يتصدى لها المفكر العربي بميزان دقيق يوازن فيه بين الأصالة والحداثة.
وأشار إلى حجم المشروعات الثقافية في العالم، وفي العالم العربي، داعيا للاستفادة من كل نتائج تلك المشروعات بما يفيد مستقبل المجتمع العربي، محذرا من نسخ تلك المشروعات دون اعمال العقل فيها للتطوير عليها بما يفيد مجتمعاتنا.
وشدد على أهمية أن يكون هناك دور توعوي لأهل الفكر، للمساهمة في الوصول إلى حلول حقيقية لمشكلات المجتمعات.
ولفت الدكتور أحمد الحضرمي من سلطنة عمان إلى الأثر الكبير للثقافة في المجتمعات، لافتا إلى التطورات الهائلة على الصعيد التكنولوجي وصولا لمرحلة الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على حياة البشرية.
ونوه الحضرمي إلى تأثيرات التطورات المرتبطة بالثقافة على الوضع الاقتصادي للدول والفرد، مبينا أهمية محو الأمية التكنولوجية لتحسين مستويات الناس الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وشدد على أهمية اقتراب القوى الفاعلة في المجتمعات من عقول الشباب لاستثمار تلك الطاقات في صالح الجماعة كاملة.
واستعرض الدكتور جيا زينكنة من كردستان، جملة من التحديات الذاتية والموضوعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، وتأثيراتها على المجتمعات العربية، لافتا إلى أن مفهوم الدول الوطنية يمثل إحدى المشكلات التي يعاني منخا الواقع في المنطقة برمتها.
وتساءل في إطار حديثه عن الدول التي نريد، هل هي دولة العرق والقومية؟ أم دولة المواطن والمواطنة؟ موضحا أننا أمام معضلة كبيرة ونحن نبحث عن الإجابة عن هذا السؤال.
وبخصوص وظيفة المثقفة، أجاب، أن الوظيفة تتمثل في الانتقاد؛ وأضاف “الانتقاد لا ترغبه مراكز السلطة”، وتابع “نحن هناك نكون أمام مشكلة فلسفية كبيرة.
وأكد زينكة أن مجتمعات المنطقة بحاجة إلى هدم الأصنام التي تعيق الفكر الحر. متأسفا من انتاج المنطقة لمتعلمين على مستوى عالي من الشهادات الأكاديمية، دون أن تنتج مثقفين حقيقيين يعملوا على تطوير المجتمع.
الشاعر اللبناني عماد الترحيني عبر عن رأيه في المشهد الثقافي بغضب شديد، قائلاً: ” نحن بحاجة لتغيير أنفسنا وتهذيبها للنهوض ثقافيا واجتماعيا”.
وأبدى أسفه لوجود الشعر في درجة متأخرة “الشعر في موقع متأخر ويتفاوت من دولة لأخرى وهذا بسبب سياسات دولنا التي فرضت الحروب والسلاح فوق العلم والشعر”.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button