أخبارالرئيسيةثقافة و فن

صفر

صفر.. ماهذا رقم يندرج ضمن البياضات الفارغة ام حياة بئيسة بطعم الفقر لامعنى لها،صفر في تلك الأوراق المختبرية لامجال لتأويله بمزاجك او مزاحك،نقطة نظام أيها الرفيق،احذر ان تكون الصفائح دون الرقم المطلوب،فالدم لايمكنه ان يلعب لعبتين،او يرقص رقصتين … كريات حمراء وأخرى بيضاء بحجم الزئبق لايمكن القبض عليها،تتهاوى نحو الاسفل،لكنها تتشبث بالصعود نحو الاعلى ..لعله نزيف البواسير الملعونة يهدد المناعة،ولعلها آفة اخرى من زلزال غير معلن تمسك بتلابيب الوهم لعلها تحظى بغنيمة ..انت في الطريق الخطأ أيتها المترهلة،والعمل في الادارات والوكالات والمؤسسات يحتاج الى الاناقة والرشاقة والجمال والخفة،بأم عيني رأيت مسؤولا يشتم أجيرة …قال. لها بالحرف الواحد:” أيتها الجاموسة لامكان لك في مصنعنا”.
الفقر ليس عيبا،ولكن العيب الاكبر هو ان يسدي اليك احدهم معروفا وترده بالشر”
لاتقل لست محظوظا ،انتبه حواليك وافتح بصيرتك،والانتصار على الجسد المترهل والبطن المتدلية ليس عملية سهلة…انت محتاج للتداريب القاسية ،وانت محتاجة للايروبيك،نحت الجسم لايحتاج الى الازميل فقط بل الى إرادة قوية للتخلص من الشحوم والسموم.
صفر حلم…صفر انتظار…انا لست مكتب تشغيل….ولاوكالة وساطة…او مؤسسة استشارة قانونية…وانا لست طبيب تجميل أعيد تشكيل اجسام الفيلة والخرتيت والجواميس..كما اعترف لكم انني لست خبيرا في التخسيس..من اراد الغنى فليعتكف في أي بقعة او ارض يراها مناسبة للاعتكاف او الاعتصام…

بقلم/ ذ. خالد عبد اللطيف

انصحك يامدخن الكيف ألا تكون لصقة…او ظلا ثقيلا يصاحب الاخرين…سبحان الله الجهل والجاهلين دائما يبحثون على الإلتصاق بالحائط القصير..كن واقعيا مرة واحدة في حياتك…الجاموسة وباقي البقرات تريد أشياء كثيرة لاداعي لذكرها،لوكانت هند بنت النعمان حية بيننا…وليلى الاخيلية ودليلة لأعطتك دروسا في كيفية اتقاء الشبهات ورمي الشرفاء بما ليس فيهم…
لكي تغير وضعك…عليك أن تحمل جواميسك…وترحل من الحفرة حالا…اجمع اشلاءك ولاتنس ان تاخذ معك الذئبة…انت تسميها العوامة،ولكنها مثل جواميسك لاتسبح الا في المستنقعات الضحلة المليئة بالفيروسات..
التحاليل مربكة وترفع ناقوس الخطر… ماذا يعني الصفر…قال لي حبيب قلبي الطبيب امين… القضية حامضة ياخالي…قلت له:انا افتخر بك…ولو لم تدرس العلم في فرنسا،لقلت لي: اشرب ماء الحياة والبوفا فهي نافعة للجسم العليل..
قالت لي حادة قبيل موتها:خوذ كلام لي يبكيك ماشي لي يضحكك” اما عاشق الاتان فقال لي:ماوراء الغروب غير الظلمة”
لقد رايت الظلمة عام المسيرة حين جاءت زوبعة رملية محملة بغبار احمر…ولولا الالطاف الإلهية لهلكنا..كنت ساعتها في حضن عرابتي امي هذة رحمها الله…ملئت صدورنا وانوفنا وكل الثقب بغيس احمر…
الاوكسجين كان صفرا…ليموكلبين بنت الكلب دائما تهددني…تحول جسدي الى خريطة صفراء تشبه القرقم او الخرقوم…
مجلس العائلة وباقي مستشاري الاعشاب ينصحونني بأكل كبد الدجاج والعدس المطحون والباربا…تذكرت طفولتي حين اطعمتني امي كبد سلحفاة،قيل انها تصلح لارجاع الشرج الى مكانه…
قيل لي:”التحاليل مخربقين” قلت لهم حياتي كلها مخربقة منذ ان ولدت….
حين جلست بجانبي على مائدة الطعام…الممتلئة بما لذ وطاب من محمر ومحمر ومبخر…شمرت عن ساعديك…وشرعت في الأكل بشراهة ومهم..كأنما لم تبصر الطعام في حياتك..بعدها شرعت في الكلام عن الخير والاحسان والوطن وعن الصبر والشكر حتى قلت في نفسي:”هذا رجل لن تختار من الرجال غيره” ولكن فيما بعد عرفت انك مجرد سارق الاحلام،وبائع الاوهام…سبقه الجوع قبل الزلزال بعقود،ولو بقي هناك لعصف به الزلزال وارتاح الخلق منه،ولكن عمر الشقي بقي…
قالت لي الكريات البيضاء:”ماذا تنتظر من ابن آوى ان يعطيك غير ظرطات متتالية؟ كل لاتخجل…انت اصلا لاتخجل…وسنطيحتك اكبر من الصخور التي هشمت رؤوس الضحايا بمنطقة الحوز…
وحدها الصفائح الدموية ساندتني في المحنة،قالت لي بسخرية:” رأس وحيد القرن لم يزر طبيبا،ولا عمل تحليلا…
قال لي العيدوني:” بائع الوهم… شغلته الدنيا على الدين” تحدث في مكر على الجاموسة التي أخطأته…ضحك حتى بدت نواجذه…وضحكت بعده قبائل المغول من مغني احمق كان يرفع عقيرته بالغناء مخاطبهم:”خذوا المناصب والمكاسب…لكن خلوا لي الوطن” هل هناك احمق مأفون اكثر من هذا المجنون…
وذات غروب وانا اركض في الخلاء سمعت هذه الأغنية فوق منصة حزبية…صدقها الكثيرون..وبكى لها المغفلون…
قلت لصاحب السبسبي…لو اخذت جاموستك عند صاحب المنصة لمنحها شغلا…ان لم يكن في الحفرة ففي جزر الوقواق..
الانتظار صفر …كاميرات مكاتب الشغل والمعامل،والمستشفيات لاتريد حيزبونات ولاجواميس،بل تريد فراشات وتيتيزات وبلابل وحسناوات…وفي الحلم كدت انساق وراء بطة بيضاء….
ماذنبي انا ان لم تلد غير الهيشات والدحشات….
الجميلات ولدتهن الجميلات…فتكاثر عليهن الخطاب…من كل صوب وحدب
لوكنت الان مثلهن في الجمال لتسوقت بمراكز ظبي،والشارقة وميامي وزيوريخ، وتمتعت برؤية برج خليفة..او لاتوريفيل..او القاهرة او عمان.العتب على القبح والذمامة وليس على الفقر…
لاتكثر من مراقبة عبدالرحيم…بل راقب النجوم في الظهر الاحمر…
الصفر يتلوه الصفر…ومابين الصفر والصفر حكاية وسراب…ليت الصوت يكون كاذبا…حتى نسافر بلاعودة او وصية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button