أخبارالرئيسيةحضارات

دمنات..التاريخ والمجال والمقاومة

صدر حديثا ضمن منشورات السرديات كتاب جديد بعنوان” دمنات.. التاريخ والمجال والمقاومة”، في (376صفحة من الحجم الكبير) ويضم بين دفتيه أشغال الملتقى الثامن عشر لمختبر السرديات، بشراكة كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات ومختبر اللغات والفنون والعلوم الإنسانية -سطات، مع حول “دمنات.. المجال التاريخ والمقاومة”، والمنظم يوم السبت 20 ماي 2023 بامينفري بمدينة دمنات، وقد صدر بدعم من كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات.
يحتوي الكتاب الذي خضع للتحكيم التخصصي ولجنة عليمة مواكبة، على 22 مداخلة توزعت على ثلاثة فصول :
الفصل الأول : الأطلس الكبير الأوسط، التاريخ والمجال والمقاومة.. شارك فيه: سعيد كمتي – رشيد شحمي – ابورك يونس – أحمد منوار – أحمد عمالك- أنس بن اشو- محمد العلوي- طارق الهامل – نعيم الخرازي-محمد جليد.
الفصل الثاني : الثقافة والتراث : الموروث المادي واللامادي.. شارك فيه :عبد الكريم جلال- بوشراء عقاوي- محمد أبحير- محمد رفيق- مصطفى كوندي- عبد الحكيم السمراني- عائشة المعطي- محمد البكاري.
الفصل الثالث: الشعر النسائي الأمازيغي بالأطلس الكبير، مريريدة نايت عتيق وأشعار بوكافر، بمشاركة: لحسن افركان- للاصفية العمراني – يونس لشهب – الحسين السيمور – رشيد أبلال.
صدر الكتار بإشراف وتحرير شعيب حليفي، وبتنسيق عام لإبراهيم أزوغ وسالم الفائدة؛ أما اللجنة العلمية فقد ضمت في عضويتها: عبد القادر سبيل- محمد الوهابي- أحمد الوارث- عائشة المعطي- فيصل الشرايبي- جمال بندحمان.

وهذا ملخص عن المقالات التي ضمها كتاب (دمنات.. التاريخ والمجال والمقاومة):

ضمّ الفصل الأول (الأطلس الكبير الأوسط (التاريخ المجال المقاومة) عشرة بحوث علمية رصينة. المقالة الأولى للباحثين احماد منوار وسعيد كمتي: “دمنات: العمق التاريخي والمقومات التراثية: التراث مدخل للتنمية المحلية وإعادة الاعتبار” حيث بيّنا بأنه بعدما عرفت مدينة دمنات ازدهارا عمرانيا، وشكلت قطبا تجاريا جهويا ووطنيا عبر التاريخ، حسب ما أورده العديد من المؤرخين، فقد أصابها الركود في هذه الحقبة المعاصرة، لتصبح نفس البقعة المجالية، التي كانت مجالا حيويا في الاقتصاد المغربي خلال مختلف الفترات التاريخية، تعيش اليوم تقهقرا وانكماشا على جميع المستويات. ويعبر هذا الوضع على أن المدينة تحولت من مركزية تاريخية إلى هامشية معاصرة الشيء الذي يفرض البحث عن مقاربات جديدة من شأنها المساهمة في تنمية المدينة، بالنظر إلى أنه يستعصي استرجاع الظروف التاريخية التي ساهمت في ازدهارها المدينة تاريخيا، لكن ابتكار وتبني مقاربات جديدة وحديثة للتنمية المجالية عبر المقاربة التراثية من شأنها المساهمة في إعادة البريق التاريخي للمدينة والمكانة التي تستحقها على الصعيدين الوطني والجهوي.

أما رشيد شحمي فقد ركز في بحثه “دينامية المجال القبلي في دمنات ما بين القرن 10 م ونهاية القرن 16″، على التغير البنيوي بجبال الأطلس الكبير الأوسط وبمجال دمنات، المتمثل في اختفاء الكتلة القبلية القديمة هسكورة ما بين القرنين 14 و 16 م، مؤكدا على أن هذه التحولات التي مست القبائل وتقسيماتها لم تكن سوى إرهاصات لما عرفه القرن 16م، الذي شكل، بكل المقاييس عتبة التحولات في الإطارات الجغرافية البشرية؛ إذ شكل مرحلة الخلخلة القبلية المغربية وتغيير الخريطة البشرية، بعد أن اختفت الاتحاديات الكبرى كهسكورة، وظهرت قبائل صغيرة حول دمنات، كفطواكة وغينولتان وغجدامة وهنتيفة وكلاوة.

وتناول يونس ابورك: في مقالة بعنوان “جوانب من التاريخ الاجتماعي والسياسي ليهود دمنات خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر (1880- 1900)” الشروط التاريخية التي أدت إلى قدوم اليهود للمجال الهسكوري، وتناول الحيثيات المرتبطة بهذا الاستقرار لعب يهود دمنات دورا مهما في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة خلال الفترة المعاصرة، وتعايشوا مع الساكنة المحلية في سلام وأمان، حتى تدخلت الإمبريالية الاستعمارية الأوربية لتفكيك روابط التعاضد التي جمعت الطرفين، فبعدما كان التعاون سيد العلاقة بين يهود دمنات وسكانها المحليين لقرون من الزمن، سيتحول هذا الود والتعايش السلمي إلى عداء وفتنة، أججها الأجانب لتسهيل استعمار التراب المغربي، فأثر هذا التدخل على علاقة اليهود بالمخزن والمجتمع.

في ما قارب أحمد منوار في دراسة بعنوان “تمثلاث الساكنة المحلية للمشهد الحضري لمدينة دمنات” المشهد الحضري من منظور المخيال الاجتماعي باعتباره آلية أساسية وفعالة في فهم جانب مهم من الواقع الحضري وتحليل مكوناته ورصد حاجياته. وعلى هذا الأساس يسعى هذا المقال إلى تعميق فهم المميزات والاختلالات الحضرية التي تطبع مدينة دمنات التاريخية، وهو ما يسمح بالمساهمة في بناء تصور علمي باتت أهميته متزايدة في عملية التهيئة الحضرية المعاصرة. ويوضح هذا المقال جوانب من واقع المشهد الحضري من منظور تمثلات الساكنة المحلية، وذلك من خلال الجواب على السؤال التالي: كيف تدرك الساكنة المحلية خصوصيات المشهد الحضري لمدينة دمنات التاريخية؟.

وتمثلت مساهمة أحمد عمالك في “تقديم الرحلة الحجازيّة لمحمّد بن أحمد الغجدامي” مستخرجة من كتاب “التسلّي عن الآفات بذكر الأحوال وما فات” في إطلالة عجلى عن رحلة الغجدامي الحجازيّة، والتي لم تكن سوى أحد فصول مذكّراته التي لم يحرّرها إلّا بعد مضي ما يربو عن أربعين سنة، كما شهد هو نفسه بذلك. ولعلّ ما يمكن أن يلفت الانتباه في هذه الرحلة، وما يضفي عليها بعض الأهمّيّة أنّها ضمت معلومات إن لم نقل إنّها نادرة، فإنّها عزيزة التداول في المصادر المعروفة إلى حدّ الآن.

وقدم أنس بن اشو دراسة بعنوان: سرديات الرحلة العلمية إلى دمنات ونواحيها للعلامة محمد الغجدامي من خلال كتابه “التسلي عن الآفات بذكر الأحوال وما فات”. حيث بيّن الباحث كيف تعددت أسباب الرحلة لدى العلماء، وكيف تعددت مصنفاتهم ومناهجهم في توثيق هذه الرحلات العلمية بين من يخصها بالتأليف كالرحلات الحجازية، وبين من يضمها لبرنامجه أو ثبت شيوخه، وبين من يأتي بها ضمن مذكراته وهذا حال كتاب: ” التسلي عن الآفات بذكر الأحوال وما فات “للعلامة محمد بن أحمد الغجدامي (ت1374هـ/1955م). فالكتاب وثيقة تاريخية وجغرافية وأدبية هامة لا غنى عنها للباحث في تاريخ دمنات ومحيطها المجالي، بل هو في كثير من أحداثه المصدر الوحيد لها، خصوصا وأن الأمر يتعلق بالثلث الأخير من القرن التاسع عشر.

وتمحورت مقالة محمد العلوي “تاريخ وحضارة دمنات العريقة ومساهمتها في مقاومة الاستعمار الفرنسي” حول الدور الهام والريادي الذي لعبته قبائل منطقة دمنات في ميدان المقاومة المغربية. التي اعتبرت احدى أهم مراكز الجهاد التي تصدت للمستعمر الفرنسي بالتضحيات الفردية والجماعية، وذلك برفضها لأية مسالمة مع جيش الاحتلال. وكان رفض الاحتلال بمثابة نواة هدم لجهاز “الحماية” وكشفا مبكرا للنوايا الاستغلالية ورفضا قاطعا للاستعباد والاستبداد واغتصاب حقوق الأفراد والجماعات وانتهاك للحريات والوقوف أمام سياسة ترمي إلى اشاعة البؤس والجهل والحرمان، بحيث أبدت ساكنة المنطقة مقاومة شرسة وعنيفة ضد القوات الفرنسية، لمدة تزيد عن 21 سنة، غير أن هذا الصمود ما كان له أن يتحقق على هذا الشكل، إلا بفضل قواد وزعماء لهم ما يميزهم عن غيرهم من شجاعة نادرة في التصدي للمستعمر ومن مهارة فائقة في قيادة العمليات وإفشال مخططات هذا المستعمر؛ مثل: (الشهيد حمان الفطواكي والفقيه محمد البصري، المقاوم أولعيد أحساين وغيرهم…) إلى جانب الدراية الكبيرة بخبايا طبيعة الأرض والحنكة في حسن استعمالها.

وسعت مساهمة طارق الهامل إلى تقديم “إضاءات حول تاريخ مدينة دمنات وبعض أعلامها من خلال “معلمة المغرب”؛ حيث تقدم الورقة نبذة تاريخية عن مدينة دمنات وتعريفا ببعض رموزها الذين بصموا تاريخها في عدة مجالات (السياسة، الثقافة، الاقتصاد، المقاومة…)، وذلك من خلال موسوعة “معلمة المغرب”، بالتركيز على بعض الأسماء الواردة في هذه الموسوعة على سبيل المثال لا الحصر تبعا للترتيب الكرونولوجي في سرد سيرة الأعلام الدمناتيين.
وفي سياق التعريف ببعض أعلام المقاومة الوطنية تناول نعيم الخرازي في ورقة بعنوان “أدوار محمد الفقيه البصري في الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير” معتبرا محمد الفقيه البصري رمزا من رموز حركة المقاومة المسلحة وجيش التحرير، وأحد أبرز قادة المعارضة الراديكالية لنظام الحسن الثاني، وواحدا من أشهر السياسيين المغاربة على الصعيد العربي. كما اعتبره شخصية غامضة ومثيرة للجدل، وقد ركز المقال بشكل خاص على جوانب من نشأته وتكوينه، ونضاله ضد الاستعمار أواخر عهد الحماية وأدواره في حركة المقاومة وجيش التحرير غداة الاستقلال.

وأعد محمد جليد ورقة بعنوان مركز ‘نُكْني’: مبادرة غير حكومية في وادي تساوت من خلال تقرير في بحث ماستر.سعى بقراءته لهذا التقرير إلى تلخيص محتويات بحث ناقشته الطالبتان ‘مريم كونتي’ “وجيوليا روندينيني” بجامعة “ديغلي ستودي دي روما” الإيطالية، بعنوان مركز نُكْني، وذلك ضمن فقرات ثلاث: تتناول الأولى المعطيات المكانية والإنسانية والثقافية التي يزخر بها وادي تساوت؛ وتعرض الثانية الصعوبات الجغرافية وتحديات النهوض بالأوضاع الاجتماعية، فيما تقدم الفقرة الثالثة المحاور الأساسية التي ارتكز عليها تدخل المجتمع المدني في وادي تساوت، من خلال المبادرة التي جاءت بها “مؤسسة أكثيون خيودا”.

أما في الفصل الثاني من الكتاب “الثقافة والتراث الموروث المادي واللامادي” الذي ضم سبع دراسات بالعربية والفرنسية، لإضاءة قضايا تتصل بالموروث الثقافي وإشكالاته، فقد استهل بمقالة مشتركة بين الباحث عبد الكريم جلال والباحثة بوشراء عقاوي تمحورت حول ” التراث المادي واللامادي المخازن الجماعية بدوار مكداز/إقليم أزيلال”، المخازن الجماعية باعتبارها تراثا معماريا أصيلا تزخر به جهة بني ملال خنيفرة، ومحط اهتمام الباحثين والمهتمين، والحفاظ عليه يستدعي الحفاظ على ذاكرة المكان ( كما يقول Laurier Turgeon .( هذا من جهة، ومن جهة أخرى، لقد بات لزاما رفع الغشاوة عما تبقى من ذلك المخزون التراثي الذي يعتبر جزءا من تاريخ نطاق تادلا عامة، ودوار مكداز بصفة خاصة، إذ لعب أدوارا طلائعية على مستوى مراقبة المجال وحراسته من الهجمات المباغتة، وشكل مكانا لتخزين المنتوجات الزراعية وغيرها لمدة أطول خوفا من الغد وما يحمله من مفاجآت.

وتناول محمد أبحـير: “الأدب الشفوي في منطقة دمنات أنواعه وقضاياه”. وهذا العمل هو محاولة استحضار جزء مهم من ” الذاكرة الشعبية ” بالمنطقة تعريفا وتصنيفا ودراسة وقد تطرق الباحث في دراسته لأشكال ومصادر التوثيق، من خلال الاعتماد على الكتابات المحلية ومؤلفات الهامش التي تؤرخ لمراحل مهمة من تاريخ المنطقة، كما أشار الباحث إلى مكونات التراث الشعبي لدمنات سواء على مستوى النثر أو الشعر الذي يتميز بالغنى الثقافي والتاريخي، بالإضافة إلى مميزات وخصائص التراث الشفهي للمنطقة والتي تتميز بالتفاعل بين اللغة العربية،، والدارجة المغربية بالإضافة إلى الأمازيغية، وذلك راجع لموقع دمنات الجغرافي الذي يعكس غنى وتنوع الموروث الشفهي الشعبي، وفضاء للتلاقح الثقافي.

وبحث محمد رفيق في مقالته الموسومة بـ”الأمثال الشعبية الأمازيغية بأطلس آيت سخمان” باعتبارها شكلا سرديا قصيرا عبوريا للبنية الزمانية، وتراثا رمزيا يرسخ أبعادا اجتماعية واقتصادية وقيما أخلاقية؛ إذ تكتسي الأمثال الشعبية، بهذا الرصيد الغني، حمولة ثقافية متعددة المشارب والمظان ومتنوعة الأثر والتأثير. وتتجسد هذه القيمة المعيارية في العديد من الوظائف التي تزخر بها الأمثال الشعبية بملفوظها اللسني الأمازيغي. لذلك، شكل هذا الموروث الثقافي والرمزي بنية تحمل وظائف متعددة في حياة القبائل بالمجال المدروس، من خلال رسم معالم التماسك الاجتماعي، وتصوير بنى العلاقات الاجتماعية ورصد الحياة فيها، والتعبير عن نمط العيش وطرق تدبيره.

وخصص مصطفى كوندي في مقالة بعنوان “المدارس العتيقة بدمنات وأحوازها قبل وبعد الاستقلال: المدرسة العتيقة لمسجد أرحبي والمدرسة العتيقة لتيزي نوبادو نموذجا” للمدارس العتيقة بدمنات وأحوازها بوصفها تراثا ثقافيا مهما يشمل ما هو مادي وغير مادي موروث عن الأجداد ويعبر أيضا عن إبداعهم في تشييد المعمار، وكذا عن حبهم للعلم، كما تناول الباحث دورها في التعليم العتيق بمنطقة دمنات وأحوازها، ولدى قبائل إينولتان بصفة عامة والذي يحظى باهتمام كبير، ويتجلى ذلك من خلال البنايات المعمارية التي وصلت إلينا، ومن خلال المصادر الأدبية المتوفرة التي تؤكد انتشار التعليم العتيق في كل أنحاء المنطقة.

وتناول عبد الحكيم السمراني: في مقالة بعنوان “تاريخ الخزائن والمكتبات التادلية الخاصة” المكتبات الخاصة دون غيرها؛ متتبعا نشأتها، وراصدا ذخائرها، ومصائرها. ومن أهم المكتبات التادلية الخاصة التي ذكرها: (مكتبة الصومعيين بتادلا – مكتبة مولاي زيدان- مكتبات زاوية أبي الجعد).

المقالة السادسة في الفصل قدمتها الباحثة عائشة المعطي بعنوان “قراءة في كتاب “القول الجامع في تاريخ دمنات وما وقع فيها من الوقائع”. ويعتبر كتاب القول الجامع في تاريخ دمنات وما وقع فيها من الوقائع وثيقة ثمينة تؤرخ لمدينة دمنات منذ تأسيسها الى السنوات الأولى من عهد الاستقلال، وترجع أهمية هذا الكتاب إلى كونه يقدِّم مجموعة من التفاصيل عن فترة سادت فيها سيطرة القواد واستبدادهم، الأمر الذي ساهم في تكريس سلطة الحماية على المغرب، إضافة إلى أنه يتناول بعمق العلاقات المتوترة بين المدينة والبادية المغربية.

وحصر كل من أنس بن إشو ومحمد البكاري، في مقالتهما باللغة الفرنسية Patrimoine architectural de la région d’Oueltana, province d’Azilal (Maroc) : enjeux pratiques et symboliques، موضوعها في المناظر والمباني القروية الطبيعية بأزيلال ودورها في تبيان مؤهلات الإقليم والارتباط الوثيق للإنسان بالبيئة، وكذا ما تتيحه من فرص للاستثمار. وتناول الباحثان كذلك موضوع المباني القروية باعتبارها كيانا تراثيا حقيقيا في السياق الجبلي المغربي من خلال الحفاظ على كل خصوصيات هذا البناء في شكله الأصلي وفق مقاربات مختلفة وقضايا متعددة.

وتمحور الفصل الثالث من الكتاب حول: “الشعر النسائي الأمازيغي بالأطلس الكبير، مريريدة نايت اعتيق وأشعار بوكافر”. من خلال خمس دراسات حول الإبداع الشعري والغنائي النسائي البدوي، حيث ركز في البداية لحسن إفركان في مقالة بعنوان :” هكذا تكلمت مريريدة قراءة في ديوان أغاني تساوت” على الشاعرة الأمازيغية الشهيرة مريريدة نايت اعتيق التي تعكس صوت المرأة التي سخرت كلامها لإيقاف نزيف الحياة، وفضح زيف العلاقات الاجتماعية، وتوثيق جروح المستعمر الدخيل بعرض كثير من ملامح دمار الإنسان والمكان، كما أن أعمالها قد حوت قدرا واضحا من التكثيف البلاغي والأسلوبي، تشهد عليه الاستعارات المركبة التي وظفتها، كما تفصح عن إمكانات في المزج بين اللغة المباشرة واللغة الشعرية، عبر نصوص حاملة لحكم مختلفة عن الحياة والحب والقدر.

وحظيت قصائد وأشعار بوكافر بدراسة وافية في مقالة الأستاذة للاصفية العمراني “مختارات شعرية من ديوان بوكافر 1932-1933» القصائد الشعرية التي قيلت ونظمت زمن معارك بوكافر بجبل صاغرو بين ساكنته من أيت عطا والجيش الفرنسي، المساند بالطوابير المخزنية ومحاربي الباشا الكلاوي، ما بين سنتي 1932 و1933. حيث قدمت الباحثة مجموعة من النصوص الشعرية التي نظمت حول المقاومة المسلحة بالجنوب المغربي بصفة عامة، ومنطقة بوكافر بصفة خاصة، خلال النصف الأول من القرن الماضي.

وفي المقالة التي أعدها يونس لشهب قدّم الباحث فيها “قراءة في كتاب: LES CHANTS DE LA TASSAOUT Mririda n’Ait Attik traduit du Tachelhit par René Euloge. وقد سعى الباحث في قراءته إلى تحقيق مطلبين أساسيين: تمثل الأول في الوقوف على خصوصية ترجمة الأديب والشاعر الفرنسي روني أولوج شعر مريريدة، وعلى ما تميزت به، والثاني مقاربة جوانب من شعرية مريريدة، كما خبرها المترجم من النصوص الأصلية في لهجتها الأصلية، تاشلحيت.
وركزت مقالة الباحث الحسين السيمور “الجنسانية والكولونيا لية الفرنسية: محطات من سيرة الشاعرة الأمازيغية مريريدا نايت عتيق”)Colonial Encounters in Gendered Settings: Rewinding History, Debunking Amnesia and Revisiting a Moroccan Amazīgh Courtesan, Mrīrīda n’ait ‘Atiq.(على تجربة مريدة نايت عتيق، باعتبارها شاعرة غنائية شعبية أمازيغية، همشتها الكتابات التأريخية وتعرضت لنسيان عنيف من طرف المهتمين بالذاكرة الشعبية. تشهد لها منطقة الأطلس بتنقلاتها الدائمة بين الأسواق المحلية والمداشر؛ حيث أعادت لنا من خلال أشعارها تصورا لتجوالها الجسدي والروحي ولاضطرابات الحياة اليومية في القرى الجبلية ووديان تساوت وأزيلال. وقد تناولت الورقة تجربة مريريدة الفردية من خلال لقائها بروني أولوج، المعلم الفرنسي، وحاولت استجلاء الخطابات الثقافية التي أسست لهذه العلاقة في مرحلة تاريخية معينة بالمغرب.

ويعود رشيد أبلال إلى البحث في “الأبعاد الجمالية والأخلاقية في أشعار مريريدة بعنوان
” MRIRIDA et Magdaz : Le Chant féminin Amazigh de l’esthétique àl’éthique” قدم الباحث الفنان الشاعر والكاتب روني أولوج وحزمة من خلاصات رحلته بقمم جبال الأطلس الكبير المهيبة والتي يجلي من خلالها آيات الجمال والجلال لطبيعة متوحشة ولا محدودة العطاء والبذل. طبيعة وادي تساوت القاسية بمائها الذي لا ينضب وقممها الشامخة الأبية التي تضم في جيوبها الخفية قبائل وتجمعات سكانية متناثرة ومتنوعة اللغة والثقافة غير أنها موحدة الطباع والتاريخ والمصير.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button