أخبارالرئيسيةالمرأةالناس و الحياةثقافة و فنمجتمع

تأبين فاطمة المرنيسي: أيقونة الفكر النسوي وصوت المرأة المغربية

في يوم 30 نوفمبر 2015، ودع العالم المغربي والعربي إحدى أعظم المفكرات النسويات، الدكتورة فاطمة المرنيسي، تاركة فراغًا عميقًا في الساحة الفكرية والنضالية.

ولدت المرنيسي عام 1940 في فاس، في عائلة محافظة شهدت ظاهرة “الحريم”، التي شكلت لاحقًا منطلقًا لرؤيتها النقدية تجاه القيود الاجتماعية المفروضة على المرأة. منذ صغرها، أظهرت شغفًا بالمعرفة، وسعت إلى التعليم خارج نطاق الأعراف التقليدية، لتصبح لاحقًا واحدة من أبرز الأصوات النسوية في العالم العربي.

كرّست المرنيسي حياتها للدفاع عن حقوق المرأة، محللة التاريخ الإسلامي والاجتهادات الفقهية التي حدّت من دورها في المجتمع.أشهر أعمالها مثل “الحريم السياسي” و”شهرزاد ليست مغربية” لم تكن مجرد كتب، بل صرخات فكرية ضد الظلم الاجتماعي والديني الذي طال المرأة عبر التاريخ.

رحيلها لم يضعف تأثيرها، بل زاد من وهج إرثها الفكري. كرّست الجامعات الكرسي الفخري باسمها لدراسة قضايا المرأة، وأُطلقت محاضرات سنوية تخليدًا لفكرها وإسهاماتها، لتبقى المرنيسي مصدر إلهام للأجيال الجديدة في سعيها نحو المساواة والعدالة.

فاطمة المرنيسي لم تكن مجرد باحثة أو كاتبة؛ كانت صوت المرأة الذي يعلو فوق الصمت، ومرآة تطل بها المجتمعات على واقعها.

بذكراها، نتذكر شجاعة فكرها وإيمانها بأن التغيير يبدأ من الوعي والتعليم، وأن لكل امرأة الحق في أن تكون حرة ومتمكنة. اليوم، ونحن نقرأ إرثها، ندرك أن فاطمة المرنيسي ستظل نبراسًا يضيء دروب الباحثات والناشطات، وذاكرة حيّة للمرأة المغربية والعربية في رحلتها نحو الحرية والمساواة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button