Hot eventsأخبارأخبار سريعة

“الأسود والورود” تتسبب في جدل: تزايد الهدايا الرقمية على “تيك توك” يثير مخاوف من “غسل الأموال” في المغرب

تشهد منصات التواصل الاجتماعي في المغرب، وبخاصة تطبيق “تيك توك”، تصاعداً غير مسبوق في تداول الهدايا الرقمية الافتراضية بين المستخدمين خلال البثوث المباشرة، ما أثار جدلاً واسعاً ومخاوف جدية بين الخبراء بشأن احتمالية استغلال هذه الآلية كقناة لـ غسل الأموال الرقمية أو تمرير تحويلات مالية خارج الأطر القانونية.

هدايا بمئات الدولارات وغياب الرقابة

تتنوع الهدايا الرقمية التي يتم إرسالها إلى صناع المحتوى بين رموز افتراضية تحمل أسماء جذابة مثل “ورود”، و”أسود”، و”سمك”، وهي رموز ذات قيمة نقدية حقيقية قد تصل قيمة بعضها إلى مئات الدولارات. هذه القيمة القابلة للتحويل إلى أموال نقدية تُحوّل الهدايا الافتراضية إلى أداة مالية فعلية.

ويُخشى أن تُستغل هذه العمليات من قبل بعض الحسابات لاستلام مبالغ مجهولة المصدر، أو لتنسيق عمليات مالية غير قانونية بعيداً عن أعين السلطات المالية الرسمية.

تحدي التشريع في الاقتصاد الرقمي

يشير خبراء في الاقتصاد الرقمي والقانون إلى أن السبب الجذري للمشكلة يكمن في غياب تشريعات واضحة لتنظيم المعاملات المالية الافتراضية في الفضاء الرقمي المغربي.

وأكد المختصون أن هذه البيئة غير المنظمة تُشكل تربة خصبة لمثل هذه الأنشطة. فالهدايا الرقمية، رغم ظاهرها الترفيهي والبسيط، قد تتحول إلى غطاء فعال لتبييض الأموال أو لخلق أرباح غير مشروعة، خاصة عندما يتم رصد تدفقات مالية كبيرة ومتزامنة على حسابات محددة دون مبرر واضح لمصدر الأموال.

دعوات عاجلة لإطار قانوني

يحذر المختصون من أن استمرار هذه الظاهرة دون تنظيم قد يؤدي إلى مخاطر مالية جسيمة تطال صانعي المحتوى والمستخدمين العاديين، فضلاً عن تهديدها لشفافية النظام المالي والاقتصاد الرقمي في المغرب.

وتتزايد الدعوات لضرورة وضع إطار قانوني ورقابي عاجل يحد من استغلال هذه الآليات ويُقنن التعاملات الافتراضية، بما يضمن الشفافية والمساءلة، ويحمي الاقتصاد الوطني من محاولات التلاعب المالي الرقمي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button