الجيل الخامس للاتصالات: رهان المغرب الاستراتيجي لتسريع التنمية الاقتصادية

يراهن المغرب على إطلاق خدمة الجيل الخامس للاتصالات (5G) كخطوة استراتيجية حاسمة لتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية وتعزيز موقعه ضمن الاقتصادات الرقمية الصاعدة. يجمع الخبراء الاقتصاديون على أن هذه الطفرة التكنولوجية ستكون محركاً حقيقياً للنمو وداعماً محورياً للتحول الرقمي في جميع القطاعات.

محاور التأثير الرئيسية للـ 5G على الاقتصاد الوطني

أكد الخبراء أن الجيل الخامس سيمثل “قيمة مضافة حقيقية” للاقتصاد الوطني، حيث سيساهم بشكل مباشر في تحقيق نسب النمو المستهدفة.

1. تعزيز “الصناعة الذكية” (4.0) والفلاحة الرقمية:

• يوسف كراوي الفيلالي، خبير اقتصادي ورئيس المركز المغربي للحكامة والتسيير، اعتبر أن 5G سيعزز الفعالية الرقمية في عصر الصناعة 4.0 التي تعتمد على الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
• سيُمكن 5G من تطوير الفلاحة الرقمية عبر استخدام تقنيات تحديد المواقع (GPS) والري الإلكتروني، مما يسمح بإدارة عمليات السقي الموجه بدقة عبر التحكم عن بُعد.

2. رفع الناتج الداخلي الإجمالي وجذب الاستثمار الأجنبي:

• توقع الفيلالي أن يكون الأثر المتوقع للـ 5G واضحاً خلال السنوات الخمس المقبلة، حيث يمكن أن يسهم في رفع معدل النمو بنسبة نقطة مئوية إضافية من الناتج الداخلي الخام.
• أكد الخبير الاقتصادي محمد جدري أن توفير سرعة عالية في الربط بالإنترنت هو شرط أساسي لاستقطاب المستثمرين الدوليين الذين يعتمدون على تقنيات متقدمة مثل الفلاحة الذكية والطائرات بدون طيار والروبوتات.
• البنية الرقمية المتقدمة ستجعل المملكة وجهة أكثر تنافسية وتساهم في تحسين بيئة العمل عن بُعد.

3. تحسين الابتكار وتنافسية المقاولات وجودة حياة المواطنين:

• تحسين الابتكار: سيسهل الجيل الخامس ظروف الابتكار ويسرّع من وتيرة تحويل الاقتصاد الوطني إلى اقتصاد رقمي.
• تنافسية المقاولات: ستصبح الشركات قادرة على التعامل بسرعة وكفاءة أكبر مع شركائها ومورديها وزبائنها في الأسواق العالمية.
• جودة الحياة: سيُحسن 5G جودة الحياة لدى المواطنين ويسهل عليهم الولوج إلى الإنترنت بسرعة فائقة واستعمال التطبيقات والأجهزة الذكية بكفاءة كبيرة.

وختم الخبراء بالتأكيد على أن إطلاق الجيل الخامس هو أمر أساسي لا يمكن للمغرب أن يواصل مسار التحول الرقمي من دونه.