
في خطوة مفاجئة هزّت الوسط الرياضي الوطني، أعلنت الحكمـة الدولية بشرى كربوبي اعتزالها النهائي لمجال التحكيم. خبرٌ بدا للوهلة الأولى مجرّد نهاية مسار مهني… لكنه في الحقيقة بداية سؤال كبير مازال يبحث عن جواب:
هل تستطيع الرياضة المغربية الاحتفاظ بنماذج استثنائية مثل بشرى؟
و بشرى كربوبي ليست مجرد اسم مرَّ في الملاعب. كانت صورة مشرقة للمرأة المغربية التي اخترقت حواجز الصمت، وواجهت تحديات الملاعب، وفرضت وجودها بجرأة، احترافية، وهيبة. رفعت العلم المغربي في محافل دولية كبيرة، وشرّفت التحكيم النسوي في زمنٍ يحتاج إلى نماذج مضيئة. لكن اليوم، برحيلها الهادئ، تُطرح أسئلة موجعة:
كم من “بشرى” غادرت قبلها دون ضجيج؟ كم من طاقات مغربية، موهوبة، مؤمنة، ومحترفة… خرجت من النافذة بعدما لم تجد من يحتضنها أو يدعمها؟ وكم من مسارات تنطفئ في الظل قبل أن تصل إلى الضوء؟

فاعتزال بشرى ليس مجرد قرار شخصي؛ إنه رسالة. رسالة تقول إن الرياضة الوطنية تحتاج إلى منظومة تُثمّن الكفاءات، تحميها، وتنفتح على إمكانيات التطوير بدل أن تدفعها نحو الباب الخلفي. فبشرى كربوبي قد تغادر الملاعب، لكنها تترك وراءها إرثاً من القوة والصمود والكفاءة. تترك درسا لكل فتاة حلمت أن تكون في الصفوف الأمامية، ولكل مسؤول ما زال يعتبر أن النجوم تُصنع وحدها.
شكراً بشرى… الرسالة وصلت.
والسؤال ما زال واقفاً ينتظر جواباً.



