أخبارالرئيسيةثقافة و فن

في حفل تكريمي مؤثر: القاضي الضحاك يهب خزانةكتبه(5000 مجلد) للمكتبة الوطنيةبالرباط

في حدث ثقافي وقضائي لافت، احتضنت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية صباح اليوم حفل توقيع وثيقة هبة خزانة الكتب الخاصة بالقاضي الجليل إدريس الضحاك، والتي تضم أزيد من 5000 كتاب ومجلد، لتُصبح ملكاً عاماً في خدمة الباحثين والطلبة والمهتمين بالمعرفة.

القاضي إدريس الضحاك، أحد أبرز رموز القضاء المغربي المعاصر، المعروف على نطاق واسع بتواضعه الجمّ، نزاهته المطلقة، وكرمه غير المحدود، اختار أن يتوّج مسيرته المهنية الحافلة بهذه الالتفاتة النبيلة، مؤكداً أن الكتاب هو أغلى ما يملكه الإنسان بعد إيمانه وأخلاقه.

حضر الحفل نخبة من الشخصيات البارزة، على رأسهم الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، و الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، إلى جانب عدد من الأساتذة الجامعيين الكبار، وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالمغرب، وجمع غفير من القضاة والمحامين والمثقفين.في كلمته الافتتاحية، أشاد الرئيس المنتدب للسلطة القضائية بالقاضي إدريس الضحاك، واصفاً إياه بـ«ضمير القضاء الحيّ» و«مثال التواضع والعلم والأخلاق»، مؤكداً أن هذه الهبة ليست مجرد تبرع بكتب، بل هي «إرث معرفي وأخلاقي يُضاف إلى رصيد الأمة».من جهته، قال الوكيل العام للملك إن القاضي الضحاك «جسّد طيلة عقود معنى العدالة المستقلة والنزيهة، وها هو اليوم يجسّد معنى الكرم المعرفي بأبهى صوره». وأضاف أن هذه الخزانة «ستظل شاهدة على رجل آثر أن يعيش ببساطة ويموت عظيماً».

الخزانة التي تم التبرع بها تضم مجموعات نادرة وقيّمة في مجالات الفقه والشريعة والقانون المقارن والتاريخ والأدب والفلسفة، إلى جانب مخطوطات أصلية وطبعات أولى نادرة جداً، جمعت بعناية فائقة على مدى أكثر من نصف قرن.

وقد أكد مدير المكتبة الوطنية أن هذه المجموعة ستُعالج وتُفهرس وتُوضع رهن إشارة الباحثين في أقرب الآجال، مشيراً إلى أنها «تُعد من أهم الهبات الفردية التي تلقتها المكتبة في تاريخها الحديث».

وفي لحظة مؤثرة، وقّع القاضي إدريس الضحاك وثيقة الهبة بيده، وقال بصوت هادئ وعميق: «لم أجمع هذه الكتب لنفسي فقط، بل لتكون يوماً في خدمة كل مغربي يبحث عن العلم والحق والجمال. أرجو أن ينتفع بها الجيل الصاعد كما انتفعتُ أنا وانتفع أساتذتي من قبلي».

اختتم الحفل بتسليم رمزي لمفتاح الخزانة إلى مدير المكتبة الوطنية وسط تصفيق حار استمر دقائق طويلة، في تأكيد على أن المغرب لا يزال ينجب رجالاً يصنعون التاريخ بأخلاقهم قبل أحكامهم.

بهذه الالتفاتة، يكتب القاضي إدريس الضحاك فصلاً جديداً من فصول العطاء اللامحدود، ليترك بصمة خالدة في ذاكرة القضاء والثقافة المغربيين معاً.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button