أخبارالرئيسيةتقارير وملفاتجهات المملكة

طنجة تهتز بعد اعتداء بمادة حارقة..حكم صارم يفتح ملف التسول العنيف

أصدرت محكمة الاستئناف بطنجة حكما صارما بالسجن ست سنوات نافذة وغرامة مالية قدرها 1000 درهم بحق امرأة تمتهن التسول،بعد تورطها في رش سيدة بمادة حارقة لأنها رفضت منحها المال.
الحكم اعتبره حقوقيون وجمعويون رسالة قوية مفادها أن العنف المرتبط بالتسول لن يتسامح معه بعد اليوم.

تفاصيل الواقعة..
تعود الواقعة إلى شتنبر الماضي بمنطقة سيدي بوعبيد وسط طنجة حين باغتت المتهمة الضحيةَ ووجّهت إليها مادة يرجح أنها الماء القاطع مسببة لها حروقا خطيرة في الوجه والعنق. صدمة الساكنة كانت كبيرة خاصة أن الاعتداء تم في واضح النهار وفي منطقة معروفة بالحركة التجارية والمارة.

سكان الحي أكدوا أن الهجوم شكل نقطة تحول في النقاش حول ظاهرة التسول العدواني، بعدما تجاوزت الأمر إلى استخدام مواد خطيرة تهدد حياة المواطنين.

التحقيقات تكشف الوجه الآخر للمتهمة

لم تتوقف خطورة القضية عند الاعتداء وحده، فبعد توقيف المتهمة بدقائق، أسفرت عملية التفتيش عن حجز سلاح أبيض ، كميات من المخدرات، مواديشتبه استخدامها في الاعتداء وهو ما جعل المتهمة تواجه تهما ثقيلة، بينها محاولة القتل العمد باستعمال مادة حارقة ،الحيازة غير القانونية لسلاح ،استهلاك المخدرات مع ممارسة التسول بطريقة غير قانونية.

هذه المعطيات كشفت للمحققين أن الأمر لا يتعلق بمجرد متسولة عادية بل بممارسات خطيرة تتجاوز الفعل العابر إلى سلوك إجرامي منظم.

التسول.. من طلب الحاجة إلى تهديد السلامة العامة

تحول نوعي من الفقر إلى الاستغلال المغرب، شأنه شأن العديد من الدول يواجه منذ سنوات ارتفاعا في معدلات التسول،حيث لم تعد هذه الظاهرة مرتبطة فقط بالفقر،بل ظهرت شبكات تستغل النساء والأطفال لطلب المال بطرق احترافية.

تقارير جمعيات مدنية تشير إلى أن جزءا من المتسولين ينتمون لشبكات تدر أرباحا يومية كبيرة، يستعملون أساليب عدوانية أو ملحة ،يستهدفون المناطق التجارية والسياحية و يستغلون عاهات أو يحاولون اصطناعها لاستدرار العطف

التسول العنيف..خطر متصاعد

الاعتداءات المرتبطة بالتسول ليست جديدة، لكنها تزايدت خلال السنوات الأخيرة وتنوعت بين مضايقة المواطنين عند الإشارات الضوئية، واعتراض المارة ليلا، احتكاكات عدوانية مع النساء دحمل أدوات حادة لإخافة الضحايا و سرقات تحت غطاء التسول.

خبراء الأمن يؤكدون أن جزءا من هذه السلوكيات متصل بتعاطي المخدرات أو الانتماء لشبكات تستغل التسول كمصدر دخل يومي.

طنجة… مدينة سياحية تواجه ضغط التسول

باعتبارها مدينة سياحية وتجارية كبرى، أصبحت طنجة نقطة جذب للمتسولين الباحثين عن موارد مالية سريعة،وهو ما أدى إلى احتكاكات متزايدة مع السكان والزوار.
عدد من جمعيات المجتمع المدني دقت ناقوس الخطر منذ سنوات محذرة من تحول بعض المتسولين إلى بؤر عنف متنقلة.

ماذا بعد حكم طنجة؟

يرى عدد من المتابعين أن الحكم الأخير يجب أن يكون بداية لمسار واضح يشمل تطبيق صارم للقانون على أي تسول عدواني ، تعزيز حملات الشرطة ضد المواد الحارقة في الشارع ، معالجة جذرية لظاهرة الاستغلال التجاري للتسول، دعم برامج التكافل الاجتماعي للفئات الهشة و كذلك مراقبة الشبكات التي تستغل الأطفال والنساء

يجمع المراقبون على أن حادث طنجة ليس مجرد واقعة عابرة، بل هو مؤشر على حاجة المجتمع لإعادة التفكير في كيفية التعامل مع ظاهرة تتطور بسرعة وتتخذ أشكالا خطيرة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button