الفنان المغربي نعمان لحلو يودع “غزلان” بائعة الفخار

في كارثة طبيعية هزت المغرب، تحولت أمطار غزيرة هطلت مساء الأحد 15 دجنبر على مدينة آسفي الساحلية إلى فيضانات جارفة، أودت بحياة أكثر من 40 شخصاً، وخلفت دماراً واسعاً في الأحياء القديمة والمنخفضة، خاصة حول باب الشعبة وواد الشعبة. ومن بين الضحايا، برزت قصة غزلان، بائعة الفخار البسيطة، التي أصبحت رمزاً للمأساة الإنسانية في هذه الفاجعة.
كانت غزلان، أماً لأطفال تعول أسرتها من بيع الفخار في سوق باب الشعبة، معروفة بين سكان آسفي بطيبتها وابتسامتها الدافئة. في فبراير الماضي، التقى بها الفنان المغربي نعمان لحلو أثناء زيارته للمدينة، حيث اشترى منها هو وأصدقاؤه بعض القطع الفخارية. ودعتهم غزلان بابتسامة وشكر صادق، كما يروي لحلو في تدوينة مؤثرة نشرها على فيسبوك بعد الكارثة:
“يوم 8 فبراير الماضي، كنت بآسفي، وذهبت لباب شبعة، والتقيت ‘غزلان’. اشتريت منها أنا وأصدقائي بعض الفخار… ودعتنا بابتسامة وشكر…. واليوم ودعتنا الوداع الأخير. رحمة الله عليك، وعلى من قضى في هذا المصاب الأليم.”
حولت الفيضانات المفاجئة محل غزلان الصغير إلى فخ مميت، حيث باغتت المياه الجارفة هي وابنها أمين داخل المحل. حاول الابن الشاب إنقاذ أمه ببسالة، لكن التيار القوي انتزعها منه، كما روى شهود عيان وتداولت فيديوهات على وسائل التواصل.

أصبحت صورة غزلان وهي تقاوم المياه، وصراخ ابنها، رمزاً للضعف أمام قوة الطبيعة، وللإهمال في البنية التحتية الذي يحول أمطاراً عادية إلى كوارث.
أثارت وفاة غزلان موجة حزن واسعة في آسفي وعبر الشبكات الاجتماعية، حيث وصفها الكثيرون بـ”بنت الخير الشريفة” و”محبوبة المدينة”.
و تحولت قصتها إلى أيقونة للفاجعة، تذكر بالتراكمات العمرانية وسوء التخطيط الذي يجعل الأحياء الشعبية عرضة لمثل هذه الكوارث.
تعد فيضانات آسفي الأكثر دموية في المغرب منذ عقد، مع تضرر عشرات المنازل والمحلات، وجرح العشرات.
وفي هذا السياق، أعلنت السلطات حالة طوارئ، وتواصل عمليات البحث والإنقاذ، فيما أغلقت المدارس أبوابها لأيام. يأتي هذا الحادث وسط تقلبات مناخية متزايدة، بعد سنوات من الجفاف، مما يطرح أسئلة حول الاستعداد للكوارث الطبيعية.
رحم الله غزلان وجميع ضحايا الفيضانات، وصبر أهاليهم وأسرهم. إنا لله وإنا إليه راجعون.



