فاس تتحول إلى ورشة إفريقية ضخمة استعداداً ل “كان 2025” بقيادة والي المدينة

تشهد مدينة فاس هذه الأيام تحولات جذرية غير مسبوقة، مع انطلاق أوراش كبيرة تهدف إلى تجهيز “العاصمة العلمية” لاستضافة منافسات كأس الأمم الإفريقية 2025، تحت قيادة والي جهة فاس-مكناس، خالد أيت طالب، الذي يسعى إلى جعل المدينة نموذجاً مثالياً في تنظيم التظاهرات القارية الكبرى.
تحولت اجتماعات ولاية الجهة إلى ما يشبه غرفة عمليات تعمل على مدار الساعة، يجمع فيها الوالي مسؤولي شركات التهيئة والخدمات الجهوية مع الفاعلين المحليين، لضمان تقليص آجال الإنجاز ومعالجة أي عقبات تقنية، بما يضمن تنفيذ المخطط الشامل لتأهيل المدينة.
واختيار فاس لاستقبال المنتخب النيجيري ووصول الوفود والمشجعين من مختلف أنحاء القارة يفرض تجهيزات لوجستية عالية المستوى، تشمل تدقيق وحدات فندقية، وضمان مسارات تنقل سلسة بين الفنادق، ملاعب التدريب، والمركب الرياضي، لضمان تجربة ضيف متكاملة.
تشهد شوارع فاس الكبرى والساحات التاريخية عمليات تحسين شاملة، من غرس العشب والأشجار، إلى تحديث الإنارة الذكية التي تبرز المعالم المعمارية ليلاً، مع تعزيز شبكات التطهير لتفادي أي فيضانات خلال البطولة. كما تم تثبيت شاشات ضخمة ورفع أعلام الدول المشاركة، وإضفاء لمسات ضوئية على النافورات لتعزيز الأجواء الإفريقية.
في واد فاس، توشك منصات المشجعين على الانتهاء لتصبح فضاءات متعددة الاستخدام تضم شاشات عرض عالية الجودة، مناطق للتراث الفاسي والمطاعم، لتقديم تجربة ثقافية واجتماعية متكاملة للزوار.
وتقوم السلطات المحلية والأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية بتطبيق مخطط أمني شامل، يشمل تأمين التنقلات، إدارة تدفق الجماهير، حماية المناطق السياحية، وضمان سلامة المشجعين والزوار طوال فترة البطولة.
وتأتي هذه التحضيرات الكبرى في فاس تنفيذًا للرؤية الملكية التي تضع تأهيل المدن المغربية ضمن أولوياتها، وتمثل خطوة أساسية نحو تعزيز صورة المغرب على المستوى الدولي، وإثبات قدرته على تنظيم أحداث رياضية عالمية، وصولاً إلى التحضير لمونديال 2030. فاس اليوم ليست مجرد مدينة مضيفة، بل نموذج للانضباط والاحترافية في تنظيم الأحداث الكبرى، مع ورش عمل مستمر يرفع اسم المغرب عالياً في المحافل القارية والدولية.



