حين يكتب الرديف التاريخ… المغرب ينتصر بالنَّفَس قبل القدم

لم يكن نهائي كأس العرب مجرد مباراة كرة قدم، بل امتحانًا للأعصاب، ولشخصية منتخب يعرف كيف يسقط ثم ينهض. المنتخب المغربي (ب) فعلها مرة أخرى، وانتزع لقبًا عربيًا مستحقًا بعد ملحمة كروية أمام منتخب أردني عنيد، في أمسية لوسيل التي قالت الكثير عن معدن هذا الجيل.
هدف مبكر، ثم تراجع غير مفهوم، فقلب أردني للنتيجة، وكأن الكأس كانت تُسحب ببطء من بين الأيدي. لكن كرة القدم، كما الحياة، لا تعترف إلا بمن يؤمن حتى الثانية الأخيرة. هنا ظهر عبد الرزاق حمد الله، لا كمهاجم فقط، بل كفكرة: فكرة أن التجربة حين تُمنح الثقة، تُكافئ أصحابها. هدف التعادل أعاد الروح، وهدف الحسم في الوقت القاتل ختم الحكاية بتوقيع ثقيل.
هذا التتويج لا يُحسب فقط في سجل الألقاب، بل في دفتر الرسائل: الرديف قادر، والعمق الكروي المغربي حقيقة لا شعار. قد نختلف حول اختيارات المدرب أو فلسفة اللعب، لكن لا يمكن إنكار أن القميص الأحمر صار يلعب حتى آخر صافرة، وأن “النَّفَس المغربي” أصبح علامة مسجلة.
في النهاية، الكأس عادت إلى المغرب، لكن الأهم أن الثقة عادت إلى فكرة الاستثمار في اللاعب المحلي، وفي منتخب لا يُصنّف نجمًا… قبل أن يصنع نجوميته بقدميه.
مبروك لأسود العرب، ولجمهور لا يملّ الفرح حين يأتي متأخرًا.


