“كاف 2025 ومونديال 2030″ فرصة لـ”ثورة استثمارية” مشروطة بتغيير العقليات

افتتحت الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين بأكادير، بشراكة مع النادي الجهوي للصحافة وجماعة أكادير، موسمها الرياضي 2025-2026 بتنظيم ندوة فكرية هامة حول موضوع: “التظاهرات الرياضية الكبرى: فرص التنمية وأثرها الإيجابي على المجتمع والاقتصاد.. كأس أمم إفريقيا 2025 ومونديال 2030 نموذجاً”.
الندوة، التي أقيمت تخليداً لذكرى ربع قرن على تأسيس الرابطة، استضافت الدكتور عبد الرحيم غريب، الأستاذ الباحث في الحكامة الرياضية، الذي قدم تحليلاً معمقاً لفرص التنمية التي تتيحها استضافة المغرب لهاتين التظاهرتين العالميتين.
التنمية الاقتصادية بين “مضاعف الاستثمار” والبنى التحتية
شدد الدكتور غريب على أن التقييم العميق للأثر الاقتصادي لهذه التظاهرات يتجاوز المقاربة التبسيطية التي تركز على عدد السياح، نحو مقاربة تركز على “مضاعف الاستثمار” ووقعها على الناتج الداخلي الخام. وقدم أمثلة لدول حققت إقلاعاً اقتصادياً بعد استضافة المونديال، مثل إسبانيا وجنوب أفريقيا وروسيا.
وأوضح الدكتور أن احتضان المغرب لكأس إفريقيا 2025 ومونديال 2030 سيُحدث “ثورة استثمارية مهمة”، تسهم في تحسين مناخ الاستثمار وتجويده، والاستفادة من التغطية الإعلامية الدولية لتسويق صورة المغرب.
النجاح الاجتماعي يقتضي مقاربة تشاركية وتغيير العقليات
أبرز المحاضر أن الوقع الاقتصادي سيكون “جد مهم على المدى القريب والمتوسط والبعيد”، لكن الأثر الاجتماعي سيكون أكثر أهمية، شريطة الالتزام بمحددات أساسية:
- الوعي بالمسؤولية الوطنية: اعتبار نجاح التظاهرات مسؤولية الأمة بكل أطيافها.
- المقاربة التشاركية: ضرورة إشراك فعاليات المجتمع المدني، والقطاع الخاص، خاصة المقاولات الصغرى والمتوسطة عبر الفدرالية المغربية لمهنيي الرياضة لتمكينها من اكتساب الخبرة.
- البحث والتطوير: أهمية إنجاز الدراسات الميدانية لتثمين الإيجابيات وتجويد النواقص.
توصيات لضمان الأثر الإيجابي
خلصت الندوة إلى مجموعة من التوصيات الهامة التي تركز على ضرورة التكوين الميداني للمتطوعين والطلبة، إقامة أنشطة موازية ثقافية وفنية، تسيير الملاعب بمقاربة استثمارية دائمة بالشراكة مع القطاع الخاص، وإشراك جمعيات المناصرين في حملات التحسيس بأهمية التعايش والتسامح لتفادي أعمال الشغب.
وتم التأكيد على أن التظاهرات الرياضية الكبرى تقوي وشائج التلاحم وترسخ روح المواطنة والانتماء في المجتمع.



