أمال برادة.. الكتابة “شريان حياة وملاذ روحي”

في البداية اود ان اتقدم بالشكر الجزيل لموقع الحدث الافريقي في شخص الاستاذ مصطفى بوريابة على الاستضافة.
بداية ماذا تعني الكتابة اليك؟
– الكتابة بالنسبة لي شريان الحياة. هي بمتابة علاج نفسي ومهرب الوذه كلما احسست بالرغبة في التنفيس عن مشاعر او افكار تراودني ويتعسر علي التعبير عمها شفويا لسبب من الاسباب التي تفرضها اصول التواصل الايجابي.
كيف ابتليت بهم الكتابة ومن كان له الفضل في هذا التوجه الادبي؟
– منذ طفولتي وانا احب تدوين خواطري وكتابة ابيات شعرية اتقاسمها مع اصدقاءي واساتذتي الذين كانوا يشجعونني على الكتابة ويتاملون لي بمستقبل واعد في مساري الادبي.

و بعد مغادرة ابناءي لبيت العاءلة اضحت الوحدة تقلق مضجعي وكانت الكتابة هي المنقذ والملاذ الروحي حيث شاركت في مسابقة على الانترنيت مع دار النشر الفرنسية les” persees ” بقصيدتين باللغة الفرنسية. كان الاختيار ايجابيا وطلب مني بارسال اربعين قصيدة من اجل نشر ديوان شعر. كان لابني المقيم في الديار الفرنسية الفضل في السهر على النشر وكان ميلاد ديواني الاول في الشعر باسم الروح الاحادية. “Ame solitaire “.

ما هو احب الفنون الابداعية اليك ولماذا هذا الاختيار؟؟
– في البداية كان الشعر الفن الابداعي المفضل لدي لان الملكة كانت زاخرة ولا زالت. ولكن بعد ذلك اردت ان اكتب الرواية ايضا وفعلا نشرت روايتين واحدة باللغة العربية والتانية بالفرنسية وقد ترجمت هاته الاخيرة لللغة الانجليزية من طرف دكتور جامعي بالنيفادا. . كما كتبت حكايتين للاطفال . التنوع محبذ عند الكاتب اذا كانت ملكته تساعده على ذلك.
كتابة الشعر صارت مثل الفطريات …. في كل موقع ومكان من وسائل التواصل الاجتماعي نجد شعراء وقصائد ليس لها من الشعر شيء…. ما تعليقك عن الحالات هذه؟
– ماذا عساني ان اقول. فعلا هي ظاهرة اكتسحت وسائل التواصل الاجتماعي . منها الصالح والطالح. وهنا اذكر مقولة احد الناشرين صديق لي. قال لي عندما سالته عن بعض الدواوين التي كانت معروضة عن سبب نشرها وهي لا تمت للشعر بصلة. ان تلك مسالة عادية قاءلا: “كيف سيفرض الادب المميز نفسه اذا لم يكن هناك مجال للمقارنة مع المصنف بالرديء”.

لم اكن اشاطره الراي ولكن ما يزعجني كثيرا هو ذلك الشعر الذي ينظم على منوال قصاءد الاخرين وفي بعض الاحيان بسرقة اعمالهم الادبية دون اي مراعاة للملكية الادبية. وهنا تفرض المقولة الاتية نفسها: ” ان لم تستحيي فافعل ما شءت” .
تكتبين الشعر منذ سنوات طويلة باللغتين العربية والفرنسية! اي اللغتين تحسينها اكثر نبعا في تعاملك مع القصيدة؟
– في الحقيقة احب الكتابة باللغتين. ويبقى النبع الوفير حسب ما تفيض به الملكة. اعتذر عن كثرة استعمالي لهذا المصطلح ولكن ما اريد ان اؤكده هو انني لا انضم شعرا عند الطلب . ادون مشاعري افكارا دون سابق انذار.

هل تعتقدين ان القصيدة ما زالت تقرا من قبل الناس؟؟؟ام تراها تبقى حكرا على المهتمين فقط!؟؟
– كل فن له عشاقه. القصيدة كانت ولا تزال صوت صريخ لاحاسيس فياضة بالالم والحنين ، بالحب والاستنكار، بالمودة والعتاب الى ما ذلك من مشاعر تعبيرية عن مواقف اجتماعية، سيكولوجية، سياسية او غيرها.
حدثينا عن تجربتك ومشاركتك في معرض الكتاب بباريس؟
– كانت تجربة رائعة حيث كان المغرب، موطن راسي، ضيف الشرف على المعرض هاته السنة. كنت احس بالفخر والاعتزاز وانا اوقع كتبي لقراء واصدقاء من الجالية المغربية المقيمة بباريس. كما اذهلني الكم الهاءل من الزوار الوافدين على المعرض والمتعطشين للقراءة والبحث عن الجديد من الاصدارات في شتى الميادين. هناك احسست ان الكتاب الورقي لازال بخير وان الثقافة الرقمية لم تكتسح بعد مساحته بصفة كلية. كما انه كان فضاءا رحبا للتواصل والتعارف وتبادل الافكار والتجارب.

هل تنوين الانتقال الى نوع اخر من الابداع مثلا كتابة الرواية او القصة او غيرها!؟؟
– كما قلت لك اخي سابقا. لقد كتبت روايات وقصص للاطفال وترجمت كتبا من اللغة العربية لللغة الفرنسية . انا لا اعتير هذا انتقالا نوعيا لانني لازلت احب الشعر باللغتين واكتبه كلما جادت قريحتي بذلك.
هل تؤمنين بالكتابة النسائية؟
– بالطبع لان الكتابة لاتعرف لا جنسا ولا دينا ولاوطنا. الكتابة فن للتعبير يتجرد من كل الحيتيات كيفما كانت نوعيتها. هي نوع من الابداع المحايد عنوانه الحرية تم الحرية في تدوين الخواطر والاحاسيس. لذا فمن المستحب ان يلغى مصطلح الكتابة النساءية ويقتصر على فن الكتابة بشكل عام.
ما تقييمك للإبداعات النسائية بالمغرب ان كنت تتبعين الساحة الأدبية الثقافية وما ينشر باستمرار!!!
– كما قلت هناك الصالح والطالح في الابداع سواءا كان نسويا ام ذكوريا. عرفت الساحة الثقافية المغربية ابداعات نساءية متميزة ذات صيت عالمي منذ زمن بعيد وطوال العصور كالشاعرة سارة الحلبية و الكاتبة الشهيرة فاطمة المرنيسي والفنانة التشكيلية الشعايبة والكاتبة خناتة بنونة والشاعرة تريا السقاط إلى جانب جيل جديد من النساء المبدعات اللواتي بصمن المجال التقافي بابداعاتهن سواءا في الشعر او الرواية او النقد او الفن التشكيلي وما الى ذلك من انواع الابداع.
ماذا عن تجربتك مع النشر؟ الجوانب الايجابية والسلبية؟!
– هي تجربة مشوقة وغنية بالمعارف حيث اعتبر ان انضمامي للجنة المشرفة على النشر بدار النشر الفرنسية “قافلة الفنون” التي يراسها الاديب المخضرم فتحي بوراس الملقب ببارولا والمقيم بين الديار الفرنسية والمغربية والذي يعمل جاهدا على نشر حب الكتابة لدى الاطفال وكل من له قريحة الابداع دون استثناء، مهما كانت جنسيته ام جنسه ام مستواه الاجتماعي. ونحن في اللجنة المشرفة نعمل ساهرين على ضمان الجودة واحترام المعايير في الكتابة قبل النشر.
هل يؤتر تكوينك كأخصاءية نفسية على إبداعاتك؟.
– من البديهي أن يكون للتكوين حضور قوي في مسار الفرد. أحببت أم كرهت ينبجس التحليل السيكولوجي لكتاباتي شعر كانت ام رواية وحتى في علاقاتي الاجتماعية أميل للتدقيق في سلوك الاخر وعقليته اللاشعورية.
أظن ان لك حضور في أنشطة المجتمع المدني.
– بالطبع أشغل منصب مستشارة “بمؤسسة يوم فاس” والتي اعمل جاهدة على إعادة مجد هاته المدينة العتيقة كما أحل نفس المنصب “بمعهد صروح للثقافة والإبداع”. هاته الجمعية التي تسهر على نشر الابداع الثقافي في كل تجلياته. بالإضافة انا عضوة ايضا “بمؤسسة بوابة فاس” التي تكرم في دورتين كل سنة تلة من المبدعات والمبدعين المغاربة في شتى الميادين. وقد حظيت بتكريم منها دورة اكتوبر من السنة الماضية.
اترك لك كلمة اخيرة.
– املي الاتبقى الساحة الثقافية في المغرب حكرا على بعض الاسماء المعروفة من االمبدعات والمبدعين الذين اشتهروا بالديار الاجنبية والذين يستفيدون من عرض اعمالهم بالمعارض الدولية والمراكز التجارية الكبرى بالاولوية ويتم دعوتهم بالاسبقية لكل المنتديات والمهرجانات الثقافية وكذا القنوات الاعلامية.
– حبذا لو تلتفت وزارة الثقافة المغربية وكذا القنوات الاعلامية المغربية للمبدعات والمبدعين الجدد داخل الوطن وتمنحهم فرصة التعريف بمنجزاتهم التي لا تقل اهمية عن سابقيها.
– اعيد مرة اخرى شكري وامتناني لكم عن الاستضافة وعن هذا الحوار الشيق. اتمنى ان اكون عند حسن ظنكم.



