تأملات زروالية

بقلم: ع. الزروالي
عجبًا لأمر الناس في هذا الزمن، إذا لم تفعل ما يريدون، أصبحت لا تعجبهم. فنحن لا نحتاج مزيدًا من المعارف ولا مزيدًا من الكلام. كل ما نحتاجه هو قليل من القلوب الصادقة فقط.
يبدع الإنسان في انتقاد الآخرين، ولكنه أعمى عن سلبياته، وإن أصعب شيء في الحياة، أن تجد نفسك مُجبرًا على تجاهل أشخاص كانوا في السابق أجمل اهتماماتك، حيث إن هناك من يكون حضوره في حياتك علامة فارقة، وهناك من يكون علامة فارغة.
فكلما عاشرت الناس ازددت يقينًا أن الأخلاق مثل الأرزاق تمامًا. فالبعض إذا وجد من يسعده اليوم، نسي من أسعده بالأمس. ثم إن ما يضيع العلاقات الجميلة بين الناس، هو الفهم الخاطئ، وامتزاجه بالكبرياء.
لذا إياك أن تؤذي نفسك بالصبر على علاقات كثيرة الشدة، كثيرة الاستفزاز، مليئة بالوجع وسوء الظن، قد تجعلك تعيش عمرك كله تلهث للتبرير وإثبات براءتك.
فالعلاقات لم تُخلق إلا من أجل أن نسعد بعضنا البعض. وخلاصة القول: فالبيئة التي تزعجك قم بتغييرها بالمرة، ولا تشارك في الحوارات السلبية والنقاشات الحادة، ولا تفكر في الماضي بل خَطِّط إيجابيًا للغد.
ومن يجرحك اجعل بينك وبينه مسافة كافية، ولا تكثر الاحتكاك به، ومن يغمز ويلمز في الكلام تجنب الحوار معه، إذ بذلك تُغلق باب الشر، ومن يكيد لك ويستغلك فوض أمره للباري تعالى، فهو القادر.
كل صباح ونحن، بحول الله، سعداء بقلوب بيضاء، ووجوه مشرقة ومبتسمة، آمنين مطمئنين، والفرح يعم حياتنا، والعافية تملأ أجسادنا، سائلًا الباري تعالى أن لا يرفع عنا غطاء ستره، ولا يبتلينا فيما لا نستطيع عليه صبرًا…



