Hot eventsأخبارأخبار سريعةعين الحدث الافريقي

المغرب بين رهانات انتخابات 2026 وإشعاع الإنجازات التنموية والدولية

مع اقتراب انتخابات 2026، يبدو المشهد السياسي المغربي مرسوما على إيقاع تنافس محصور بين أحزاب التحالف الحكومي الثلاثة: التجمع الوطني للأحرار، والأصالة والمعاصرة، والاستقلال، في وقت تعيش فيه المعارضة بكل أطيافها أزمة تموقع وفقدان ثقة، بعدما كانت تشكل في استحقاقات سابقة عنصرا أساسيا في إعادة تشكيل موازين القوى. هذا التحول، الذي يعزوه الخبراء إلى ضعف التنظيم وتكلس النخب وعدم تجديد الخطاب، يطرح أسئلة عميقة حول المشاركة المقبلة، خاصة في ظل الحاجة إلى استعادة الثقة بين المواطن والفاعل السياسي.

وفي سياق مواز، تجسدت الروابط الروحية المتجذرة للمملكة في إشراف لجان ملكية على تسليم هبات ملكية لشرفاء الزاويتين الحراقية والريسونية بتطوان، وكذا لشرفاء ضريحي أبي علي الحسن اليوسي وسيدي علي بوسرغين بصفرو، تخليدا للذكرى السابعة والعشرين لوفاة جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني.

أما على الساحة الدولية، فقد بصمت المغربية خديجة بندام على إنجاز تاريخي بتعيينها أول امرأة في العالم تترأس المجلس الدولي للجمعيات النووية، وهو ما يعزز الحضور الوازن للمغرب في الهيئات الاستراتيجية.

وفي ارتباط بأبناء الوطن بالخارج، اختتمت عملية “مرحبا 2025” بتسجيل عبور قياسي يفوق أربعة ملايين مغربي، لترسخ ربع قرن من تجربة إنسانية رائدة تجسد عمق الصلة بين الجالية ووطنها الأم.

اقتصاديا واجتماعيا، تجاوز عدد المستفيدين من التأمين الإجباري عن المرض 24 مليون مواطن، فيما صرفت الحكومة أزيد من 40 مليار درهم في إطار الدعم الاجتماعي المباشر. كما تقدم المغرب تسع مراتب في مؤشر الابتكار العالمي محتلا المرتبة 57، وهو أفضل تصنيف له على الإطلاق، بينما سجلت ودائع الأسر المغربية لدى البنوك أزيد من 948 مليار درهم، ما يعكس دينامية مالية متواصلة.

وفي الشق الاجتماعي، أكد وزير التشغيل يونس السكوري أن الشباب يحظون بأولوية خاصة ضمن الاستراتيجية الحكومية، بينما وضع تقرير دولي المغرب ضمن الدول الإفريقية الرائدة في الاستثمار الفضائي إلى جانب مصر ونيجيريا وأنغولا، في مؤشر على توجه استراتيجي نحو المستقبل.

وفي مجال التعاون جنوب ـ جنوب، وقع المغرب ورواندا اتفاقية لتعزيز التعاون في تدبير المؤسسات السجنية، في وقت أعلنت فيه وزارة الأوقاف إعادة فتح 1239 مسجدا متضررا من زلزال الحوز بعد تأهيلها، تأكيدا لروح التضامن وإرادة البناء.

أما في بعدها الاستثماري، فقد سلطت وكالة “إنتربرايز أيرلند” الضوء على المؤهلات الهائلة التي تجعل من المملكة سوقا استراتيجية ومتنامية للشركات الإيرلندية، بفضل موقعها الجغرافي واستقرارها السياسي واقتصادها الدينامي.

هكذا، تتقاطع رهانات السياسة الداخلية مع إنجازات التنمية وروح التضامن والانفتاح الدولي، في مشهد يرسم صورة المغرب كبلد يتحرك بثبات على واجهات متعددة، ويستعد لدخول استحقاقات 2026 وسط رهانات المشاركة والثقة ومواصلة إشعاعه الإقليمي والدولي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button