تطورات ميدانية ودبلوماسية في غزة والمنطقة

شهد قطاع غزة يومي الخميس والجمعة تطورات ميدانية ودبلوماسية متسارعة، في ظل تصاعد حدة الأزمة الإنسانية واستمرار القصف الإسرائيلي. وتضاربت التصريحات السياسية حول إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مع تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل.
الميدان العسكري والأزمة الإنسانية
تقليص القوات الإسرائيلية: أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن تقليص كبير لقواتها في قطاع غزة، حيث غادرت الفرقة 98 وعدة ألوية أخرى المنطقة. وذكرت مصادر أن هذا التقليص يهدف إلى إعطاء الوحدات فترة راحة وإعادة تنظيم، مع بقاء 8 ألوية فقط داخل القطاع، وهو أدنى عدد منذ بدء الحرب.
استمرار القصف: على الرغم من تقليص القوات، استمر القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على عدة مناطق، بما في ذلك خان يونس وبيت حانون، وأسفر عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى. كما تم استهداف منازل في مدينة غزة ودير البلح، مما أدى إلى سقوط شهداء، بينهم أطفال.
ضحايا المجاعة والمساعدات: تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، حيث أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن 1373 فلسطينيًا قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء منذ مايو. وأفاد الطبيب الأمريكي في مستشفى ناصر أن نقص الغذاء واضح على أجساد الأطفال، وأن معظم أمراضهم ناجمة عن سوء التغذية. من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن 104 شاحنات فقط دخلت القطاع يوم الخميس، وأن غالبيتها تعرضت للنهب، مؤكدًا أن الحاجة الفعلية لا تقل عن 600 شاحنة يوميًا. كما أدان وزير الخارجية الفرنسي منظومة مساعدات “مؤسسة غزة الإنسانية” ووصفها بـ”المخزية”.
مواقف سياسية ومفاوضات متعثرة
المفاوضات: تباينت التصريحات حول مستقبل المفاوضات. فقد أعلنت مصادر إسرائيلية عن وجود تفاهم مع واشنطن للانتقال من اتفاق جزئي إلى اتفاق شامل يتضمن إطلاق جميع الرهائن ونزع سلاح حماس. في المقابل، صرح وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش برفضه القاطع لأي مفاوضات جزئية، ودعا إلى استسلام حماس الكامل. وفي ذات الوقت، قالت حركة حماس إنها مستعدة للانخراط الفوري في المفاوضات حال وصول المساعدات لمستحقيها وإنهاء المجاعة.
المواقف الدولية: ازدادت الضغوط الدولية على إسرائيل. رحب كل من نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ والرئيس التركي أردوغان بقرار كندا ومالطا والبرتغال الاعتراف بدولة فلسطين. من جهته، أعرب الرئيس الأمريكي ترامب عن استيائه من هذه الخطوة، لكنه وصف الوضع في غزة بأنه “مفجع ومؤسف”. أما وزير الخارجية الألماني، فقد حذر من أن إسرائيل معرضة “لخطر العزلة”، في حين أعلنت سلوفينيا أنها أصبحت أول دولة أوروبية تحظر استيراد وتصدير الأسلحة من وإلى إسرائيل.
موقف أمريكي: أعلن البيت الأبيض أن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف سيتوجه إلى غزة لزيارة مراكز توزيع المساعدات ولقاء السكان، وأن الرئيس ترامب سيعتمد خطة جديدة للمساعدات بعد هذه الزيارة.



