كرَّمْنَاكَ..لا لأنكَ تسعى للثناء

شعر: عبد السلام العزوزي
في مكناس، حيثُ الماء والزيتونُ على مد البصر
و الطيور في كل مكان تشذو والأزهار
وحكايا مجدِ مكناس التين و الزيتون والعطور
تنسجُها حضارة مملكة المغرب وتراثها على مدى قرون

***
نجتمعُ اليومَ،وهذه الكوكبة من الأعلام والأنوارُ تُكتبُ في الأذهان كما في العيونْ،
نُكرّمُ الإعلامَ…فارسَ الحرفِ المصونْ
ونكرم الثقافة..أيضا في مكناس الزيتون
***
أيها الاعلامي…يا من صنعتَ من الحروفِ رسالةً
وغزلتَ من صمتِ الزمانِ مقالةً
ونسجت من النبل بصمة على مدى الدهر زيتونة
تزهر حبا وشحذا للهمم والأخلاق حقيقة
***
دمت صونا للحرية و عن وجع الامة معبرا و للحق كنت صادحا
متزنا، جسورا رادعا لكل موج مضلل بطلا مغوارا
***
صوتُك في الأفقِ الشجِيِّ منارةٌ
يمحو الدجى، والحقُّ فيهِ بشارةُ
نصرتَ مع شدة الظروف ضيقٍ أمَّةً،
وصِرْتَ في دربِ المروءةِ شارةُ
***
والمثقَّفُ…ذاكَ نبضُ الفكرِ حينَ تَجلّى
أقلامُهُ تُروِي العقولَ وتهتدى..
ينير درب الأمة وبذوقها سما
يا مَنْ جعلتَ من وعيِ الشعوبِ مُنى
فيكَ التنويرُ من صمتِهِ، ارتقى
وصارَ علما في دربِ الهدى
***
في مكناس…عبقُ التاريخِ يملأُ كلَّ دار
مَن كانَ مثلكَ لا يليقُ بهِ سوى سُمُوِّ فخار
يا أيها الإعلاميُّ والمثقَّفُ معا في مدار،
منكَ نتعلَّمُ أن نكونَ مع الإصرار
ومنك القصائدُ تستمدُّ رُقيَّها في الابحار
مرة تسبح بقافيتك في كل البحور
ومرة تستهويك حرية الابحار في النثر
***
كرَّمْنَاكَ، لا لأنكَ تسعى للثناء
بل لأنَّك كنتَ للحقِّ والنبل و الوفاء
زرعتَ فينا صدقَ صوتٍ لا يلين مع الاشداء
وأبهرتنا بصونك لنبل رسالة الاتقياء
وإصرارك على هذا السخاء
فاستحققتَ التمجيدَ اليقين و الوفاء
و للقبطان دكدوك
ولنا جميعا بهاء هذا الاحتفاء



