في ليلة كروية استثنائية عاشتها مدينة فاس، نجح المنتخب المغربي في تحقيق فوز ودي مهم على نظيره التونسي بنتيجة 2-0، في المباراة التي أقيمت مساء الجمعة 6 يونيو 2025 على أرضية الملعب الكبير بفاس، وسط حضور جماهيري غفير وأجواء حماسية أعادت الحياة الكروية للمدينة بعد غياب دام 16 سنة.
– عودة الأسود إلى فاس.. ومواجهة بنكهة المغاربي
اللقاء حمل طابعًا خاصًا كونه جمع بين منتخبين كبيرين من شمال إفريقيا، في إطار استعداداتهما لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 التي ستحتضنها المملكة المغربية، بالإضافة إلى التحضير لتصفيات كأس العالم 2026. وقد شهدت المباراة ندية كبيرة بين الطرفين، لا سيما في الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي رغم بعض المحاولات الخطيرة من الجانبين.
– أهداف الحسم في الشوط الثاني
بداية الشوط الثاني عرفت تحسنًا واضحًا في أداء “أسود الأطلس”، حيث فرضوا سيطرتهم على وسط الميدان بفضل تحركات عز الدين أوناحي، وسفيان أمرابط.
في الدقيقة 80، جاء الفرج عبر المدافع أشرف حكيمي، الذي استغل تمريرة محكمة، ليضع الكرة في الشباك التونسية بتسديدة قوية أعلنت عن الهدف الأول للمنتخب المغربي.
وفي الدقيقة 90+4، قتل أيوب الكعبي المباراة بهدف ثانٍ بعد هجمة مرتدة سريعة قادها مروان سنادي، الذي مرر كرة ذكية وضعت الكعبي في مواجهة مباشرة مع الحارس، ليُسكنها في الزاوية للمرمى التونسية ، مُعلنًا نهاية اللقاء بفوز مستحق لأسود الأطلس.
– جماهير فاس تصنع الحدث
جماهير العاصمة العلمية أبدعت في المدرجات، حيث امتلأت جنبات الملعب عن آخرها، وخلقت أجواء استثنائية تليق بقيمة المباراة. وقد شكلت هذه المواجهة عودة قوية لفاس إلى الخارطة الكروية الوطنية، ومنحت الجماهير فرصة تاريخية لمتابعة نجوم المنتخب عن قرب.
– قراءات فنية وأبعاد مستقبلية
هذا الفوز يمنح المدرب وليد الركراكي إشارات إيجابية حول مدى جاهزية لاعبيه، كما يفتح أمامه خيارات تكتيكية جديدة، خاصة مع تألق بعض الأسماء الصاعدة. كما يشكل هذا الانتصار دفعة معنوية قوية قبل الدخول في المعسكرات المقبلة استعدادًا للكان والتصفيات العالمية.
أثبت “أسود الأطلس” من جديد أنهم على الطريق الصحيح، في وقت يترقب فيه المغاربة استضافة تاريخية لكأس أمم إفريقيا. وبينما تنتظر الجماهير المزيد من المباريات التحضيرية، يبقى الأمل معقودًا على هذه المجموعة الذهبية لتحقيق إنجازات تُدوَّن بأحرف من ذهب في سجل الكرة المغربية.
