أخبارالرئيسيةجهات المملكة

المغرب في صحرائه… والصحراء في مغربها: الحسم السياسي والارتباط الوجداني

منذ فجر التاريخ والمغرب وصحراؤه نسيج واحد، لا تفصل بينهما المسافات ولا تغيرهما الأحداث. فالقضية الوطنية الأولى ليست مجرد ملف سياسي، بل هي قضية انتماء وهوية وامتداد حضاري ضارب في عمق الوجدان المغربي. لقد كانت وستظل الصحراء جزءاً لا يتجزأ من التراب المغربي، أرضاً وولاءً وتاريخاً.

لقد حسم المغاربة، ملوكا وشعباً، موقفهم من هذه القضية منذ أمد بعيد، حين ساروا صفاً واحداً في المسيرة الخضراء الخالدة، مجسدين أسمى معاني التلاحم بين العرش والشعب، ومؤكدين أن لا تفاوض على وحدة الوطن ولا مساومة على سيادته.

أما اليوم، وبعد أن جدد مجلس الأمن الدولي دعمه للمقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي تحت السيادة المغربية، فقد تأكد للعالم أجمع أن المغرب يمضي بثبات في مسيرته التنموية والدبلوماسية، مؤمناً بعدالة قضيته ومراهناً على شرعية مقترحه الواقعي، الذي يضمن الكرامة والعيش الكريم لأبناء الصحراء في ظل وطنهم الأم.

وإذا كانت بعض الأطراف لا تزال تتذرع بشعارات بالية تحت مسمى “تقرير المصير”، فإن الواقع والتاريخ والجغرافيا يؤكدون أن مصير الصحراء المغربية حُسم ميدانياً وشعبياً، وأن من يتحدث عن تقرير المصير عليه أن يبدأ أولاً من أرضه، حيث تسكن شعوب وقبائل تطالب بالحرية والعدالة داخل التراب الجزائري نفسه.

أما أبناء الصحراء المغربية، الذين انحدر أغلبهم من جذور وأصول مغربية عريقة، فقد اختاروا طوعاً الارتباط بوطنهم الأم، يعيشون في أمن واستقرار، ويساهمون في بناء مغرب الحداثة والازدهار. فالمغرب لم يغلق يوماً أبوابه، بل فتح ذراعيه لكل من ضلّ الطريق، مرحباً بعودتهم إلى حضن الوطن الكبير، وطن الكرامة والحرية.

وإذ يمضي المغرب قُدُماً في طريق التنمية والبناء، بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، فإنه يفعل ذلك مستلهماً شعار الأجداد الخالد:
“الله – الوطن – الملك”.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button