لقاءات أحمد كنون بباريس مع سلاليي الجالية المغربية: انخراط فعال في ورش التنمية والعدالة العقارية

في خطوة تعكس حرص المملكة المغربية على تعزيز الروابط مع جاليتها المقيمة بالخارج، وتكريس مبادئ الإنصاف والعدالة المجالية، شهدت العاصمة الفرنسية باريس تنظيم سلسلة من اللقاءات الهامة بين الخبير في مجال الأراضي السلالية، ورئيس الهيئة الوطنية للجماعات السلالية مولاي أحمد كنون، وأفراد من الجماعات السلالية للجالية المغربية المقيمة بفرنسا، أطرتها جمعية المهاجر للتنمية ومساندة مغاربة العالم AMDSMD و منتدى شباب المختارية بالداخل والخارج.
و قال الخبير السلالي مولاي أحمد كنون، خلال هذا اللقاء التواصلي صباح اليوم السبت 17 ماي 2025 بباريس، “أشكر عبد اللطيف أمزيل رئيس منتدى شباب المختارية بالداخل والخارج الذي أتاح لي فرصة تأطير هذا اللقاء بدعوة كريمة من فؤاد دحاني رئيس جمعية المهاجر للتنمية ومساندة مغاربة العالم AMDSMD الذي نظم هذا اللقاء لي مع بعض الإخوة من الجالية المغربية المقيمة في فرنسا.
وأضاف كنون” سنجعل من اليوم الوطني للمهاجر لهذه السنة مدخلا حقيقيا من أجل وضع خارطة طريق للتسوية النهائية لملف العقار المحبس رقم س13990بسيدي رحال الشاطئ بعمالة برشيد والذي تترافع من أجل حلحلة بعض مشاكله جمعية المهاجر ذات المقر بالدار البيضاء”.

رؤية استباقية للتواصل مع الجالية
تأتي هذه اللقاءات وأخرى في سياق وطني يتسم بتحديث المنظومة القانونية والتنظيمية للأراضي السلالية، وتوسيع دائرة المستفيدين من الحقوق الجماعية، بما يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تمكين المواطنات والمواطنين من الولوج العادل والعصري إلى الأراضي الجماعية واستثمارها في تنمية العالم القروي.
و عرفت اللقاءات حضور عدد مهم من أفراد الجالية المغربية المنحدرين من مختلف الجماعات السلالية، إلى جانب ممثلي هيئات مدنية وحقوقية، وفاعلين في المجال العقاري والقانوني. وشكلت هذه اللقاءات فضاءً مفتوحًا للحوار، وتبادل الرؤى حول التحديات التي تواجه أبناء الجالية في ما يخص حقوقهم السلالية، وآفاق الإصلاح المرتقب.

قضايا محورية على طاولة النقاش
ركزت المحاور الرئيسية للنقاش على جملة من القضايا التي تشغل بال الجالية السلالية، من أبرزها تدبير ممتلكاتهم الجماعية من المهجر، بسبب الإجراءات المعقدة، وطول المساطر الإدارية، وغياب آليات فعالة للتواصل مع السلطات المحلية بالمغرب. وتم التأكيد على ضرورة تحديث هذه الإجراءات، وتوفير منصات رقمية تُمكن أفراد الجالية من متابعة ملفاتهم العقارية عن بعد.
ضمان التمثيلية السلالية للجالية
شكل مطلب إشراك الجالية في هيئات التمثيل السلالي أحد أبرز محاور النقاش، إذ عبّر عدد من المتدخلين عن استيائهم من الإقصاء غير المبرر الذي يعاني منه أبناء الجالية في هذا الباب، رغم احتفاظهم بروابط قانونية وعائلية قوية بأراضيهم الأصلية.

تمكين النساء السلاليات
أشاد الحاضرون بالتقدم الذي عرفته حقوق النساء السلاليات بفضل القوانين الجديدة، غير أنهم أكدوا على ضرورة مواصلة الجهود لضمان التنزيل الفعلي لهذه الحقوق على أرض الواقع، ومواجهة الذهنيات المحافظة التي تحول دون استفادة النساء من حصتهن الشرعية في الأراضي الجماعية.
التنمية المجالية واستثمار الجالية

وجه مولاي أحمد كنون دعوة صريحة إلى أفراد الجالية السلالية من أجل الانخراط في المشاريع التنموية داخل مناطقهم الأصلية، سواء عبر الاستثمارات الفلاحية أو دعم التعاونيات أو تمويل مشاريع السكن والبنية التحتية، مع التشديد على ضرورة إزالة العقبات التي تعيق هذه المساهمات، وخلق بيئة قانونية مشجعة ومحفزة.
رسائل قوية من مولاي أحمد كنون
في مداخلاته، أكد مولاي أحمد كنون على أن المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس ماضٍ في إصلاح شامل وعميق لمنظومة الأراضي السلالية، بما يضمن الاستغلال الأمثل لهذه الثروة العقارية الجماعية، ويدعم مسار العدالة الاجتماعية والمجالية.
كما أشار إلى أن الجالية المغربية السلالية تشكل عنصرًا حيويًا في هذا الورش الوطني، نظرا لخبرتها، وإمكاناتها المالية، وارتباطها العاطفي بأرض الوطن. وأضاف أن الحوار المباشر مع أبناء الجالية يشكل ركيزة أساسية لتصحيح الاختلالات، وتجويد السياسات العمومية المرتبطة بهذا المجال.

خاتمة: نحو تمكين فعلي لأبناء الجالية السلالية
عكست هذه اللقاءات الدينامية الجديدة التي يشهدها ملف الأراضي الجماعية، والرغبة المشتركة بين الدولة وأبناء الجالية في إيجاد حلول واقعية وعادلة. ومثّلت مناسبة لتجديد العهد بين مغاربة العالم ووطنهم الأم، على أساس المشاركة، والعدالة، والتنمية المستدامة.



