أحلامٌ بلا خداع؟

أحلامٌ بلا خداع؟
وماذا لو لم تكن الأحلام كلها خداعاً؟
وماذا لو لم تكن خوفاً
من فقدان التوازن،
من غزو الارتباك،
من الضباب،
ومن المفاجآت،
ومن الاصطدام،
ومن التفاصيل المنسية،
ومن تأخّر المواعيد،
وإرجاء المُهل؟
ربما زرعت لي جناحين،
وربما لامستُ نجمةً،
أو عرفتُ ما كنت أجهله،
ولم أتردد في الشك،
وتألّمتُ… أقل.
ربما تعلمتُ
كيف أوجّه المصير،
وأحكم القدر،
كيف أُعيد للزمن خُطاه
حين بدأ يؤذينا،
كيف أصغي للطيور
في شجرة الكرز،
وهي تتبادل أسرارها،
كيف أتذكر أسماء الزهور،
والطيور،
وأخترع أسماءً
للتي لم يُعلّمني إياها أحد.
لكن، لو لا الأحلام
واحتيالها،
ما كان سيبقى لي؟
سوى واقعٍ هشّ،
يتغيّر شكله كلما نظرت إليه،
يتحوّل ملمسه بلمسة،
وتتفاوت أغواره مع كلّ فكرة عابرة.
غداً،
سأرحل حيث يمكنني أن أحلم من جديد،
وأصالح الخيبة،
حيث السراب… مجرد سراب،
والآفاق… محض خيال وافتراض،
والوعد… لا يعدو أن يكون وعداً،
ومعنى الكلمات…
لا أكثر من حركة مستمرة من اللايقين.
عبداللطيف زكي
الرباط، في 3 يونيو 2025



