Hot eventsأخبارأخبار سريعةالذكاء الاصطناعي AIالعالمالعلوم والتكنولوجياالناس و الحياةمال و أعمالمجتمع

بايدو تُحدث ثورة في البث المباشر: أول أفاتار ذكاء اصطناعي يحقق 55 مليون يوان مبيعات في 6 ساعات

بعد الإنجاز التقني التاريخي لشركة بايدو الصينية في 15 يونيو 2025، حين أطلقت أول بث مباشر مرئي بالكامل عبر أفاتارات ذكاء اصطناعي على منصتها “Youxuan”، تتجه الأنظار عالميًا إلى مستقبل العلاقة بين التكنولوجيا، تجربة المستخدم، وسلوك المستهلك في الأسواق الرقمية.

البث، الذي استمر حوالي 6.5 ساعات، استقطب أكثر من 13 مليون مشاهدة مباشرة وحقق مبيعات إجمالية قدرها 55 مليون يوان صيني، أي ما يعادل نحو 7.7 مليون دولار أمريكي. وقد تفوق هذا الرقم على معظم بثوث البائع الشهير “لو يونغهاو”، الذي تم محاكاة صورته وصوته بدقة عالية في الأفاتار المستخدم.

– تفاعل المستخدمين: بين الدهشة والتساؤل

أظهرت استطلاعات رأي محلية على منصات مثل Weibo وZhihu أن نحو 78% من المستخدمين أعربوا عن إعجابهم بالدقة والسرعة، واعتبروا التجربة “مستقبلية”، بينما 22% منهم عبّروا عن تحفظات تتعلق بـ”فقدان اللمسة البشرية”، و”الشكوك في أصالة التفاعل”.

وتجدر الإشارة إلى أن الأفاتارات نفّذت خلال البث أكثر من 8,300 حركة وتعبير وجه، مما منح المشاهد شعورًا أقرب للتفاعل الطبيعي، مستفيدة من نموذج ERNIE التوليدي الخاص ببايدو، الذي يعتمد على مكتبات لغوية وسلوكية ضخمة.

– الأسواق الدولية: فرص واعدة… وتحديات ثقافية

تشير بيانات شركة iiMedia Research إلى أن حجم سوق “البشر الرقميين” في الصين سيصل إلى 640 مليار يوان (حوالي 89.7 مليار دولار أمريكي) بحلول نهاية 2025، في حين يتوقع أن تتجاوز قيمة سوق البث المباشر للتجارة الإلكترونية 2 تريليون يوان (نحو 280 مليار دولار).

هذا النجاح أثار اهتمام الأسواق الدولية، حيث بدأت شركات في الولايات المتحدة، الإمارات، وفرنسا في دراسة إمكانات استخدام الأفاتارات الذكية في مجالات:

– بيع الأزياء والمستحضرات عبر بث مباشر بـ “مقدمي خدمة افتراضيين”

– تقديم دورات تدريبية وتعليمية بأسعار منخفضة وبتفاعل آني

– دعم العملاء عبر وجوه رقمية متاحة 24/7 بدون تكلفة إضافية

تقول شركة Deloitte في تقريرها نصف السنوي لسوق الذكاء الاصطناعي إن “الأفاتارات يمكن أن تزيد معدل التحويل في المبيعات بنسبة تصل إلى 35% مقارنة بالبث التقليدي، شريطة التكيّف مع الثقافة والسياق المحلي.”

– تحديات الخصوصية والثقة

رغم الحماسة، تبقى التحديات قائمة. من أبرزها:

– الخصوصية القانونية: هل تملك الشركات الحق في محاكاة شخصية مشهورة؟ وماذا عن حقوق الجمهور؟

– التمييز بين البشري والآلي: هل سيتم إلزام الشركات بالكشف عن أن مقدم البث هو أفاتار؟

– الثقة: في ظل غياب ردود فعل بشرية حقيقية، كيف سيُقنع المستهلك أن المنتج حقيقي أو أن العروض غير مضلّلة؟

يقول البروفيسور “جوناثان هو” من جامعة سنغافورة الوطنية: “الثقة في البث التجاري مبنية على الأصالة والانطباع الفوري… وهو ما لم تنجح فيه الأفاتارات بنسبة كاملة حتى الآن.”

– عصر جديد من البث قادم

قدّم بث بايدو تجربة غامرة جمعت بين التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي والتفاعل التجاري، لكن مستقبل هذه التقنية مرهون بقدرتها على إقناع البشر بأنها ليست فقط فعالة… بل أيضًا جديرة بالثقة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button