مشغولون بالانتصار وسط الخراب …

مشغولون بالانتصار وسط الخراب …
تحت ضغط الخرافات،
ومُجبَرون على التأجيل،
يتقدّمون أم يتوقّفون؟
أيبتهجون أم ينتحبون؟
يُصفّقون لأنفسهم، أم يواسونها؟
يرقصون، أم يرتدون السواد؟
يقيمون أعراسًا أم جنائزاً؟
وهم يعلمون أنه في النّهاية ستتهاوى قِلاع الورق،
ولو بعد حين،
وستولع الخنادق …
يتمنّون النسيان عنوة،
أن لم يكونوا دخلوها،
أن تحملهم سيقانهم،
أن تعود الأزهار للحقول،
والعصافير للأشجار،
وينكرون الحقائق،
يُعلون من شأن الهدوء،
ولا يمنحونه ما يستحق،
يُبرّرون الوهم،
يشكّون بالبقاء،
يتفادون الخيوط المهترئة،
يُثيرون الخطأ،
يُطيلون أمد المؤقّت،
يفرضون إيقاعًات لا تُحتمل،
ثم يصرخون: كفى!
يجرؤون أخيرًا على التنفّس.
يلوذون للملاجئ كما تلوذ الجرذان لأوكارها،
والسماء ملتهبة،
والشوارع تعُدّ أنفاس الصَّرعى،
والثعابين خرجت من جحورها تسعى …
وهم يحكمون بتفويضٍ لاشرعي،
يُخيفون، لا يُقنعون،
يزرعون الرهبة بدلًا من الرجاء،
يدفعون المعركة إلى شفير الهاوية،
يكرهون الصمت،
يصطنعون التروّي،
يستخرجون ما كانوا دَفنوه…
يقمعون ما تجرّؤوا على تخيّله،
يُعرّون ازدراءهم بالحقيقة،
يُسقِطون التردّد،
يتعانقون حتى العمى،
ويُفجّرون العيون بالأنامل.
يُحصون الخروقات،
ثم يُعيدون الكَرّة،
ويُفسّرون النهاية…
كما يشتهون.
وكُتِب نصُّ السّرد في غيابهم،
لن يقرؤونه،
وسيبصمون عليه …
عبداللطيف زكي
الرباط، في 24 يونيو 2025



