
في ليلة كروية وُصفت بـالزلزال في عناوين كبريات الصحف الأوروبية، صنع الحارس المغربي ياسين بونو التاريخ مجددًا عندما قاد الهلال السعودي لانتصار مدوٍ على مانشستر سيتي الإنجليزي بنتيجة 4‑3 في كأس العالم للأندية المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية. انتصار لم يُشعل فرحة الجماهير السعودية فحسب، بل وحّد المشاعر العربية من الخليج إلى المحيط، وأعاد إلى الواجهة الحديث عن مكانة اللاعب العربي في ملاعب الكبار.
– رجل المواعيد الكبرى في الصحافة العربية

الصحافة السعودية والعربية أفردت مساحات كبيرة للحديث عن بونو، حيث وصفته حسابات الهلال الرسمية بـرجل المواعيد الكبرى، فيما خصصت سبورت 360 تقريرًا كاملاً عن تحطيمه رقمًا قياسيًا بـ10 تصديات حاسمة في مباراة واحدة، مؤكدة أن بونو لم يحرس المرمى فحسب، بل ألهم زملاءه بروح قتالية جعلت الهلال يتجرأ على بطل أوروبا.
أما RT Arabic فقد وصفته بـالأخطبوط الذي وقف سدًا منيعًا أمام تسديدات هالاند وفودن،وكذلك تفاعل عشاق كرة القدم ومحبي ياسين بونو في العالم العربي عبر منصات التواصل الاجتماعي بعبارة : لو كان أوروبيًا أو برازيليًا لسمعنا تطبيلًا يفوق السماء، لكنه مغربي عربي عظيم لن يُطبل له أحد.
– دهشة واحترام في الصحافة العالمية

ردود الأفعال لم تتوقف عند حدود الصحافة العربية. في إنجلترا، عنونت talkSPORT: «إحدى أكبر صدمات كرة القدم.. الهلال يقصي مانشستر سيتي، فيما وصفت The Times البريطانية المباراة ب thriller لا يُنسى، وأشادت بتألق بونو الذي وصفته بـالحارس الممتاز الذي حافظ على حلم الهلال حيًا حتى الدقائق الأخيرة.
في إسبانيا، بلد بونو الثاني حيث تألق سابقًا مع إشبيلية، كتبت Cadena SER: الهلال السعودي يُحدث مفاجأة تاريخية في مونديال الأندية ويُقصي سيتي، مركزة على تصديات بونو التي كانت مفتاح الانتصار. حتى صحيفة AFP الفرنسية أشارت إلى أن بونو وقف كالأسد أمام أبطال أوروبا، في واحدة من المباريات التي ستبقى في ذاكرة البطولة.
– جمهور عربي يتجاوز الانتماءات

بعيدًا عن الأرقام والنتائج، كان الأثر الأهم لهذا الانتصار في التفاعل الشعبي؛ إذ تحوّلت حسابات الهلال، وحتى حسابات جماهير الأندية المنافسة محليًا، إلى ساحة للإشادة بـ بونو. المغاربة شعروا بالفخر لأن ابن بلادهم صار حديث الإعلام العالمي، والسعوديون تغنّوا بحارسهم الأسطوري، فيما توحّد العرب جميعًا خلف لاعب أصبح رمزًا للإرادة العربية أمام هيمنة الأندية الأوروبية.
وتناقلت مواقع التواصل صور بونو مع تعليقات مثل: بونو فخر العرب، وأسطورة مغربية تُسقط السيتي، وأعاد كثيرون نشر صور لقطاته الحاسمة أمام هالاند ودي بروين. وفي فيديو قصير تداوله الآلاف، ظهر هالاند وهو يربت على كتف بونو عقب المباراة في مشهد لقي إعجابًا واسعًا.
– ما وراء الأرقام: رمزية بونو
https://youtu.be/ChzSzzAwY7k?si=17WmNH2nKKFWAkgz
الرقم الذي حققه بونو – 10 تصديات حاسمة – ليس مجرد إحصاء، بل رسالة بأن اللاعب العربي قادر على صنع الفارق في أصعب المسابقات. وهو أيضًا تكذيب عملي للأحكام المسبقة في الإعلام الأوروبي التي تقلل من قيمة اللاعبين القادمين من المنطقة العربية.
وبينما ينظر البعض للبطولة كحدث ثانوي مقارنة بدوري الأبطال، جاء أداء بونو ليعيد صياغة المعادلة: المجد يُصنع بالميدان لا بالتوقعات، وأن قلوب الجماهير العربية قادرة أن تُلهم نجمًا ليصنع تاريخًا باسم الملايين.
تألق ياسين بونو أمام مانشستر سيتي لم يكن انتصارًا شخصيًا فقط، بل كان درسًا في أن الموهبة لا تعرف جغرافيا، وأن الإصرار يصنع أساطير لا تقل عظمةً عن نجوم أوروبا وأمريكا اللاتينية. ليلة الهلال ضد السيتي أكدت أن العالم كله يمكن أن يتفق أحيانًا على كلمة واحدة: بونو.. أسطورة عربية حقيقية.



