“الحدث الإفريقي” يحلل أبرز أحداث اليوم 03-07-2025

✍️ إعداد وتحرير: مصطفى بوريابة
نطلّ عليكم اليوم الخميس 03يوليوز في “نشرة الحدث الافريقي” الخاصة بتحليل الأحداث الساخنةعلى الصعيد الوطني والافريقي والدولي، لنرصد لكم حراكًا وطنيًا ودوليًا متسارعًا يُجسّد رؤية المغرب الطموحة بقيادة الملك محمد السادس، ويؤكد موقع المملكة كقوة إفريقية صاعدة وفاعل أساسي في معادلات التنمية والاستقرار والابتكار في القارة الافريقية وحوض البحر الابيض المتوسط.
ونبدأ أولًا، من واجهة الحرب المستمرة ضد المخدرات، حيث تمكنت عناصر الشرطة بالصويرة بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من إحباط محاولة تهريب ضخمة زادت عن ثلاثة أطنان من مخدر الشيرا.
هذه العملية النوعية أسفرت أيضًا عن توقيف ثلاثة أشخاص يُشتبه في ارتباطهم بشبكات إجرامية دولية، في مشهد يُبرز يقظة الأجهزة الأمنية المغربية وتكامل جهودها في حماية المجتمع من تجارة السموم.
https://youtu.be/A64Eg4zaj-A?si=E1YTnTdbNAV5dOYB
وفي سياق موازٍ لجهود الأمن الاستباقي، تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية (BCIJ)، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، من تفكيك خلية إرهابية موالية لما يسمى بتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش). الخلية تتكون من أربعة متطرفين تتراوح أعمارهم بين 20 و27 سنة، كانوا ينشطون بين مدينتي تطوان وشفشاون، في خطوة جديدة تؤكد جاهزية المغرب لمواجهة أخطر التهديدات.
ومن الأمن الداخلي إلى السلامة الطرقية، حيث سجلت المملكة خلال أسبوع واحد فقط وفاة 31 شخصًا وإصابة أكثر من 2800 آخرين في أزيد من ألفي حادثة سير داخل المجال الحضري. أرقامٌ مقلقة دقت ناقوس الخطر، لا سيما مع تحرير أزيد من 47 ألف مخالفة مرورية وحجز آلاف المركبات، ما يبرز الحاجة الملحة لتطوير ثقافة السلامة وتحسين البنية التحتية للطرق.
أما على مستوى التعاون الأمني الدولي، فقد استقبل المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، رئيس جهاز الاستخبارات الإماراتية علي عبيد الظاهري. ويأتي هذا اللقاء في إطار تعزيز الشراكات الاستراتيجية وتبادل الخبرات لمواجهة التهديدات الإرهابية العابرة للحدود، خاصة في منطقة الساحل والصحراء.
وفي قلب ملف الذكاء الاصطناعي، أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن تنظيم المناظرة الوطنية الأولى حول الذكاء الاصطناعي يجسّد إرادة جماعية لوضع المغرب على خارطة الريادة الرقمية، عبر استراتيجية تأخذ في الاعتبار حماية المعطيات الشخصية والسيادة الرقمية والعدالة الاجتماعية.
وبالانتقال إلى الفلاحة والتنمية المستدامة، أبرز وزير الفلاحة أحمد البواري في روما توافق أولويات المغرب مع أجندة منظمة الأغذية والزراعة، خاصة من خلال مشاريع الاقتصاد الأزرق ومخطط “الجيل الأخضر” الذي نجح في مواجهة آفة الحشرة القرمزية واستعادة إنتاج التين الشوكي لصالح آلاف الفلاحين.
وفي خبر بيئي مهم، تمكنت السلطات من السيطرة بشكل كامل على الحريق الذي شبّ بغابة آيت إصحى في أزيلال، بفضل التدخل السريع لطائرتي “كنادير” وتعاون مختلف السلطات والمتطوعين. بينما تتواصل المراقبة الميدانية لمنع تجدّد النيران.
أما على صعيد الدبلوماسية الاقتصادية، فقد استقبل وزير الصناعة رياض مزور وفدًا اقتصاديًا سعوديًا رفيع المستوى، في إطار استكشاف فرص الاستثمار وتعزيز التبادل التجاري بين البلدين. وفي نفس السياق، زار وفدان دبلوماسيان من كوت ديفوار جهتي الداخلة والعيون للوقوف على الدينامية التنموية بالأقاليم الجنوبية التي أضحت قاطرة استثمارية للمملكة.
وفي مجال الطاقات المتجددة، صادقت اللجنة المشرفة على مشروع الهيدروجين الأخضر بالمغرب على مراحل جديدة بالشراكة مع تحالف يضم شركات عالمية كبرى، انسجامًا مع رؤية ملكية لتأكيد موقع المغرب كمركز إقليمي للطاقة الخضراء.
وفي الاقتصاد الرقمي، شارك خبراء ومؤسسات مالية في ندوة متخصصة حول البنوك المفتوحة والذكاء الاصطناعي والمالية اللامركزية، لتأكيد انخراط المغرب في التحول المالي العالمي، في وقت تجاوزت فيه الاستثمارات العالمية في هذا المجال 150 مليار دولار.
أما في ميدان الشغل، فقد أعلنت الحكومة عن توسيع التكوين بالتدرج المهني ليستفيد منه 100 ألف شاب سنويًا بدل 31 ألفًا، مع رصد ميزانية تبلغ 500 مليون درهم، وهو ما يشكّل خطوة نوعية لتقليص البطالة خاصة في صفوف الشباب غير الحاصلين على شهادات.
ومن جهة أخرى، أعلنت الحكومة أيضًا عن إعادة فتح ورش إصلاح التقاعد، استعدادًا لجولة جديدة من الحوار مع النقابات يوم 17 يوليوز الجاري، بهدف ضمان استدامة الصناديق وتحقيق توازن مع حقوق الأجراء.
وفي القطاع السياحي، وقّع المكتب الوطني المغربي للسياحة اتفاقية مع شركة “تشاينا إيسترن إيرلاينز” لتعزيز حضور المغرب في السوق الصينية، وهو ما سيساهم في استقطاب المزيد من السياح من هذه السوق الواعدة.
دوليًا، كتب برلماني بريطاني بارز أن المغرب يُعد “حصنًا للاستقرار” في إفريقيا، بفضل دوره الفعال في مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية قبل وصولها إلى أوروبا. كما جدد رئيس برلمان البيرو دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كحل وحيد وواقعي لقضية الصحراء.
أما على صعيد الإشادة الأممية، فقد أكدت منظمة “مجموعة الحقوق العالمية” تعاون المغرب المتميّز مع منظومة الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان، إلى جانب تأكيد المجلس الوطني لحقوق الإنسان التزام المملكة بالحق في بيئة سليمة وعدالة مناخية.
وفي المجال الاجتماعي، أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس تعليماته السامية بوضع 13 مركزًا جديدًا للصحة والإعاقة والتكوين المهني رهن إشارة الفئات المعوزة. وتشمل هذه المراكز: وحدات طبية للقرب، مراكز لتصفية الدم، مراكز لمحاربة الإدمان، وستة مراكز للتكوين المهني في مجالات متنوعة، بما يعزز فرص الشغل ويحسن جودة الحياة.
وأخيرًا، ومع استمرار موجة الحر، فعّلت مندوبية وزارة الصحة بإقليم مولاي يعقوب خطة تحسيسية موسّعة بمخاطر ضربات الشمس ولسعات العقارب، عبر 36 مؤسسة صحية لتأمين الوقاية والجاهزية.
بهذه الخطوات المتعددة والمتوازنة بين الأمن والاقتصاد والدبلوماسية والتنمية الاجتماعية، يمضي المغرب بثقة نحو الريادة الإقليمية والدولية تحت قيادة الملك محمد السادس، في مسار يُثبت يومًا بعد يوم أنّ التنمية الشاملة تبدأ من الإنسان وتعود إليه.



