في خطوة تنظيمية غير مسبوقة، أعلنت السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية في موريتانيا عن إطلاق منصة السجل المهني للصحفيين، والتي ستكون المنصة الرقمية والرسمية الوحيدة المعتمدة لتسجيل الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في البلاد، سواء في القطاع العمومي أو الخاص.
ويأتي هذا القرار انسجامًا مع الإطار القانوني المنظم للعمل الصحفي في موريتانيا، واستنادًا إلى النصوص التشريعية المؤسسة للسلطة العليا والصلاحيات المخولة لها، لاسيما ما يتعلق بمسك وتدبير السجلات المهنية للعاملين في القطاع الإعلامي.
ووفقًا للبيان الصادر عن الهيئة، فإن المنصة الجديدة تهدف إلى توفير فضاء رقمي موحد يتيح للصحفيين والمشتغلين في الحقل الإعلامي تسجيل بياناتهم ومؤهلاتهم المهنية والأكاديمية، مع إمكانية الحصول على إفادات موثقة ومعتمدة تصدر حصريًا عن السلطة المختصة، مما يعزز الشفافية ويكرّس الاحترافية في الممارسة الإعلامية.
وأكدت السلطة العليا أن منصة السجل المهني ستشكل المرجع الرسمي والوحيد لتصديق الوثائق ذات الطابع المهني، مشددة على أن التسجيل فيها سيكون إجباريًا لكافة الصحفيين العاملين، بالإضافة إلى جميع المؤسسات الإعلامية الناشطة داخل التراب الموريتاني.
ومن المنتظر أن تسهم هذه المنصة في إرساء قواعد أكثر صلابة لتنظيم القطاع الإعلامي، من خلال ضبط خارطة الفاعلين فيه، وتمكين الجهات المعنية من تتبع وتقييم المسارات المهنية للصحفيين، وتسهيل التعاون بين المؤسسات الإعلامية والهيئات التنظيمية على أسس مؤسساتية واضحة.
ويُنظر إلى هذه المبادرة على أنها خطوة محورية نحو مأسسة العمل الصحفي في موريتانيا، في وقت تتزايد فيه الدعوات لتطوير أداء الإعلام الوطني، ورفع تحديات المصداقية والمهنية وسط متغيرات متسارعة يشهدها المشهد الإعلامي إقليميًا ودوليًا.
