Hot eventsأخبارفي الصميم

هل الأحزاب السياسية قادرة على إنتاج نخبة قادرة على تفعيل مضامين خطاب العرش؟

يعتبر خطاب العرش لسنة 2025 وثيقة مرجعية وخارطة الطريق لتأسيس رؤية واضحة المعالم من أجل ترتيب الأولويات بمنطق شمولي يجمع بين التنمية والعدالة، وبين السيادة والانصاف الترابي.
فمكانة المغرب اليوم، وانطلاقا من مجموع الاوراش التي عرفها في العديد من القطاعات لا تقاس فقط بالأرقام والمؤشرات، وإنما بما يحقق العدالة الاجتماعية والمجالية معا.

بقلم/ ربيع كنفودي

وأكيد، أن خطاب العرش، وجه رسائل واضحة المعالم لكل الفاعلين والمتدخلين، بقدر ما هي دعوة، هي إلزام للانخراط الواعي والمسؤول في بناء مشروع وطني متكامل، يجعل من العدالة الاجتماعية ركيزة أساسية للتنمية، ومن التوازن المجالي الترابي شرطا ضروريا لتحقيق الأهداف المتوخاة.

وهنا لا بد من طرح سؤال جوهري، حول الآليات التي سيتم اعتمادها لتنزيل ورش المغرب الجديد الذي لا يقبل سرعتين، وتبقى أهم آلية للاشتغال والتنزيل هي “المنتخب” بصفة عامة.
هل يتوفر المغرب اليوم على منتخبين لهم من الكفاءة والحس بالمسؤولية لتنزيل ما تضمنه خطاب العرش من رسائل وتوجيهات؟ هل الأحزاب السياسية اليوم قادرة على تقديم نماذج لمنتخبين همهم الوحيد والأول والأخير خدمة الوطن والمواطن كما أكد على ذلك جلالة الملك؟ هل الأحزاب السياسية خصوصا تلك التي ترغب بالعودة الى تدبير الشأن العام قادرة على تقديم منتخبين على قدر المسؤولية والمهام واختصاصات المؤسسة التشريعية، أم سنجد أنفسنا أمام أشخاص رغبتهم الأكيد الحصول على المقعد والامتيازات ليس إلا..؟


هل الأحزاب السياسية وفي مقدمتها الأغلبية الحكومية اليوم، ستكون على الموعد وتقدم لنا نماذج تقترحها على الملك، لها من الكفاءة والحس الوطني أولا وأخيرا لتنزيل الورش الجديد الذي دعا إليه جلالته، أم ستقدم لنا أشخاصا أساؤوا فعلا للتدبير الحكومي في كلامهم وخرجاتهم وشطاحاتهم؟. المغرب اليوم ليس بحاجة الى ما يعرف لون “التقاشير”، وليس بحاجة إلى من يدعي أنه حقق إنجازا في القفطان او الزليج او ما شابه ذلك، وليس بحاجة لمن يسيء الى المؤسسات ويتحدث كأنه هو الآمر الناهي ويقول “شغلوا هداك”، وليس لمن يتهرب من الضرائب وليس لمن يخدم أجندة رئيس أو وزير، وليس بحاجة لمن يهدده داخل قبة البرلمان ويتبجح بمعرفة ثلثي رجال الأعمال، او يهدد من طالب بالعيش الكريم والعدالة الاجتماعية التي أكدها جلالة الملك حين قال جلالته: “غير أنه مع الأسف ما تزال هناك بعض المناطق، لاسيما بالعالم القروي، تعاني من مظاهر الفقر والهشاشة بسبب النقص في البنيات التحتية والمرافق الأساسية.
وهو ما لا يتماشى مع تصورنا لمغرب اليوم، ولا مع جهودنا في سبيل تعزيز التنمية الاجتماعية وتحقيق العدالة المجالية..” وليس، وليس..
إنما المغرب اليوم بحاجة ماسة لمثقفيه ومفكريه وأطره وكفاءاته وخبرائه في كل المجالات لتحقيق الأهداف ورسم صورة المغرب الذي نتوخاه جميعا مغرب الكرامة، مغرب العدالة الإجتماعية، مغرب الإنصاف مغرب التكافؤ.

إذا كنا فعلا نرغب في تنزيل ما دعا إليه جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش، فقد حان الوقت أن تتخلى الأحزاب السياسية عن خطابها البعيد عن المنطق والواقع والحقيقة، وأن تصلح ذاتها مع المواطن، وتعمل على تجديد نخبها ومنتخبيها، فحصيلتها في الإعتقالات والمتابعات تؤكد أنها ليس فقط أساءت الإختيار، وإنما تسببت في الأزمة في التهميش في الهشاشة. فالمال والسلطة لا يمكن أن يجتمعا في مكان واحد، واجتماعهما يؤدي الى الصورة التي تم تشخيصها في خطاب العرش، الفقر ثم الفقر ثم الفقر خصوصا في العالم القروي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button