تصعيد غير مسبوق في غزة.. عشرات الشهداء والمصابين وسط غارات إسرائيلية مكثفة

شهد قطاع غزة، منذ فجر الأحد 31 أغسطس وحتى صباح الاثنين 1 سبتمبر 2025، تصعيدًا غير مسبوق في الأعمال العسكرية الإسرائيلية، خلف عشرات الشهداء والجرحى بين المدنيين، بينهم العديد من طالبي المساعدات والأطفال. وأكدت مصادر طبية ومحلية ارتفاع حصيلة الضحايا إلى أكثر من 200 شهيد منذ بداية العملية، بينهم صحفيون ومواطنون أبرياء استهدفوا في منازلهم وخيام النازحين.
في شرق حي التفاح بمدينة غزة، تم انتشال شهيدين من عائلة حسنين بعد استهدافهما بالقرب من مدرسة دار الأرقم، فيما استشهد يوسف عبد الفتاح سلامة الشاعر والطفل أركان رامي العمور في قصف شمالي وجنوبي قطاع غزة. كما شهد محور زيكيم شمال غرب المدينة سقوط شهداء ومصابين من منتظري المساعدات، فيما استهدف القصف خيامًا للنازحين في مخيمات الشاطئ ومحيط مسجد حراء بشارع النفق، مما أسفر عن عشرات الضحايا بينهم عائلات كاملة.
في مدينة خانيونس وقرى وسط وجنوب القطاع، شمل التصعيد قصفًا مدفعيًا وغارات جوية على منازل وأبراج سكنية، بما في ذلك منزل لعائلة أبو منديل في المفارق، ومستشفى شهداء الأقصى ودير البلح، ما تسبب بسقوط شهداء ومصابين من المدنيين. وأكدت وسائل إعلام فلسطينية أن طواقم الخدمات الطبية تمكنت من انتشال العديد من الإصابات الخطيرة من مواقع القصف.
الجانب الإسرائيلي أعلن عن عمليات نوعية استهدفت قيادات حماس، بينها الإعلان عن اغتيال الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، بينما أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أن القوات ستواصل ملاحقة قيادات حماس في الخارج، في وقت يواصل الطيران الحربي والروبوتات المفخخة تدمير المنازل في مناطق متفرقة من القطاع، خصوصًا جباليا النزلة وشرق بركة الشيخ رضوان.
وفي تطور مثير، أفادت تقارير إسرائيلية عن حادث صاروخ خاطئ أدى إلى انفجار قرب موقع عسكري شمال قطاع غزة، دون وقوع إصابات، في حين أعلن زعيم الحوثيين عن مسار “عسكري تصاعدي” لاستهداف إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة.
على الصعيد الدولي، لقي التصعيد انتقادات واسعة، حيث اعتبرت الجمعية الدولية لعلماء الإبادة الجماعية أن السياسات الإسرائيلية بغزة تفي بتعريف الإبادة الجماعية وفق الاتفاقية الأممية، فيما أعلنت ألمانيا وقف إرسال الأسلحة المرتبطة بالحرب إلى إسرائيل. كما علقت نيويورك تايمز على قرار إدارة ترمب تعليق معظم تأشيرات الزيارة للفلسطينيين، مما سيعيق سفر الفلسطينيين من الضفة والشتات.
في الوقت نفسه، تواصل الجهود الدبلوماسية، حيث وصل نائب رئيس دولة فلسطين حسين الشيخ إلى الرياض لإجراء مشاورات مع القيادة السعودية، بينما التقى الرئيس التركي أردوغان بنظيره الروسي بوتين على هامش قمة شنغهاي، لمناقشة الحرب الإسرائيلية على غزة وتأثيرها على المنطقة.
تظل الأوضاع في غزة مأساوية، مع استمرار القصف على الأحياء السكنية ومراكز المدنيين، وسط نقص حاد في المساعدات الإنسانية، حيث دخلت خلال خمسة أيام فقط 534 شاحنة مساعدات من أصل 3 آلاف متوقعة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من معاناة السكان المدنيين.



