رشيدة داتي ونعيمة موتشو: مغربيتان في الحكومة الفرنسية الجديدة

باريس _فاطمة بالعربي_الحدث الافريقي
في سياق التحديات السياسية التي تواجه فرنسا، أعلن رئيس الوزراء الجديد سيباستيان ليكورنو تشكيلة حكومته الأحد 5 أكتوبر 2025، وسط أزمة سياسية مستمرة بعد إسقاط حكومة ميشال بارنييه في ديسمبر 2024. ومن بين الوجوه البارزة في هذه الحكومة، تبرز اثنتان من النساء ذوات الأصول المغربية هما رشيدة داتي، التي احتفظت بمنصبها كوزيرة للثقافة، ونعيمة موتشو، التي عُينت وزيرة للخدمة المدنية والذكاء الاصطناعي والشؤون الرقمية. يُعد هذا التعيين دليلاً على الدور المتزايد للأشخاص ذوي الخلفيات المتنوعة في السياسة الفرنسية، رغم الجدل المحيط ببعض الشخصيات.
رشيدة داتي: من وزيرة للعدل إلى حارسة الثقافة الفرنسية

رشيدة داتي، المولودة عام 1965 في سان ريمي بفرنسا لأب مغربي وأم جزائرية، هي واحدة من أبرز السياسيات الفرنسيات ذوات الأصول العربية. بدأت مسيرتها السياسية مع حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية (الذي أصبح لاحقاً الجمهوريين)، وشغلت منصب وزيرة العدل في حكومة نيكولا ساركوزي بين 2007 و2009، حيث أشرفت على إصلاحات قضائية مثيرة للجدل مثل تبسيط نظام المحاكم. بعد ذلك، انتخبت عضواً في البرلمان الأوروبي، ثم عمدة للحي السابع في باريس.
في الحكومة الجديدة، احتفظت داتي بمنصبها كوزيرة للثقافة، الذي تولته منذ يناير 2024 في حكومة غابرييل أتال السابقة، ثم في حكومة بارنييه. ومع ذلك، تواجه داتي تحديات قانونية، إذ من المقرر محاكمتها في نوفمبر 2025 بتهم الفساد والاتجار بالنفوذ المتعلقة بعلاقاتها السابقة مع شركة رينو. رغم ذلك، أكدت الحكومة الجديدة ثقتها بها، معتبرة إسهاماتها في تعزيز الثقافة الفرنسية أمراً أساسياً.
نعيمة موتشو: من ورزازات إلى الحكومة الفرنسية

نعيمة موتشو، المولودة عام 1982 في فرنسا لعائلة مغربية، هي محامية ونائبة في الجمعية الوطنية الفرنسية منذ عام 2017، تمثل حزب هوريزونز (الذي يدعم الرئيس إيمانويل ماكرون). شغلت سابقاً منصب نائبة رئيس الجمعية الوطنية في يوليو 2024، وواجهت حوادث عنصرية، مثل تلقيها رسالة عنصرية في البرلمان، مما دفعها لتقديم شكوى.
في الحكومة الجديدة، عُينت موتشو وزيرة للخدمة المدنية والذكاء الاصطناعي والشؤون الرقمية، وهو منصب يعكس اهتمام فرنسا بالابتكار التكنولوجي. تأتي هذه التعيينات ضمن جهود الحكومة لمواجهة التحديات الاقتصادية والرقمية، خاصة في ظل ميزانية 2026 المقبلة.
أهمية التمثيل المغربي في السياسة الفرنسية
يشكل وجود داتي وموتشو في الحكومة الجديدة رمزاً للاندماج الناجح للجالية المغربية في فرنسا، التي تعد أكبر جالية عربية في أوروبا. يُنظر إليهما كمثال على التنوع الثقافي الذي يثري السياسة الفرنسية، رغم التوترات السياسية والجدل حول الهجرة. ومع ذلك، يواجه التشكيل الحكومي انتقادات من المعارضة، التي تراه “إعادة تدوير” للوجوه القديمة في ظل أزمة سياسية مستمرة.



