الاتحاد الأوروبي يدرس تحويل الأصول الروسية المجمدة إلى صندوق استثماري عالي المخاطر لتمويل أوكرانيا

ذكرت صحيفة “بوليتيكو”، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن الاتحاد الأوروبي يبحث حاليًا إمكانية تحويل الأصول الروسية المجمدة لديه، والتي تبلغ قيمتها مئات المليارات من الدولارات، إلى صندوق استثماري أكثر خطورة يهدف إلى تحقيق عوائد أعلى يمكن تحويلها لاحقًا لدعم أوكرانيا.

وتشير الصحيفة إلى أن هذا المقترح يتضمن نقل الأصول الروسية، والتي يتركز الجزء الأكبر منها في شركة “يوروكلير” البلجيكية للخدمات المالية بقيمة تقدر بنحو 210 مليار دولار، إلى “صندوق خاص” يخضع لإدارة الاتحاد الأوروبي. ووفقًا لمسؤولين أوروبيين لم تكشف “بوليتيكو” عن أسمائهم، فإن هذه الخطوة ستسمح بتحقيق أرباح أكبر من هذه الأصول، رغم عدم تحديد طبيعة هذه الاستثمارات ذات المخاطر العالية.

ويرى مؤيدو هذه المبادرة أن إنشاء الصندوق الجديد قد يمثل حلاً لتجاوز اعتراضات محتملة من جانب المجر على تمديد العقوبات المفروضة على روسيا. وقد أجرت المفوضية الأوروبية خلال الأسابيع الأخيرة مشاورات مكثفة مع فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإستونيا لبحث سبل تجاوز الاعتراضات المجرية، لكنها لم تتوصل إلى قرار نهائي بعد. ومن بين الخيارات المطروحة للنقاش، إمكانية إنشاء الصندوق بأغلبية مؤهلة، ومن المقرر أن تناقش هذه المبادرة يوم الخميس في اجتماع غير رسمي لوزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي.

على الجانب الآخر، يحذر منتقدو هذا المقترح من المخاطر الكبيرة المحتملة. ففي حال فشل هذه الاستثمارات ذات المخاطر العالية، فإن العبء المالي المترتب على ذلك سيتحمله دافعو الضرائب في دول الاتحاد الأوروبي.

يُذكر أن الاتحاد الأوروبي، إلى جانب كندا والولايات المتحدة واليابان، قام بتجميد أصول روسية بقيمة حوالي 300 مليار دولار في أعقاب بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا. ويقع الجزء الأكبر من هذه الأصول في أوروبا، بينما تقدر الأصول المجمدة في الولايات المتحدة بحوالي 5-6 مليارات دولار. وقد حذرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في وقت سابق، من أن روسيا ستتخذ إجراءات رد قوية في حال تم تحويل عوائد هذه الأصول إلى أوكرانيا.