Hot eventsأخبارأخبار سريعةرياضة

“الأيادي المغربية التي صنعت المجد”.. دعوات لتكريم العمال وراء تحفة الأمير مولاي عبد الله


على بعد أيام قليلة من المواجهة الحاسمة التي ستجمع المنتخب الوطني المغربي بنظيره من النيجر يوم 5 شتنبر المقبل،ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026 تتجه الأنظار إلى المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط،الذي يطل على العالم في حلة جديدة بعد أشغال تهيئة وإصلاح شاملة جرت وفق أعلى المعايير الدولية التي تفرضها الفيفا.

هذا الصرح الرياضي لم يعد مجرد ملعب لكرة القدم،بل تحول إلى رمز للعبقرية المغربية وللقدرة على تحويل التحديات إلى إنجازات. فالأعمال الضخمة التي شهدها المركب جعلت منه تحفة معمارية حديثة،تضاهي كبريات الملاعب العالمية وتضع المغرب في موقع ريادي قاري ودولي على مستوى البنية التحتية الرياضية.

الجماهير المغربية التي أبدت اعتزازها بهذا المشروع،أطلقت دعوات لتكريم خاص للعمال-المهندسين-التقنيين والحرفيين الذين كانوا وراء هذا الإنجاز.فهؤلاء كما تؤكد أصوات عديدة هم الجنود المجهولون الذين اشتغلوا في ظروف صعبة،ليحولوا التصاميم على الورق إلى واقع ملموس في زمن قياسي.إنهم “الأبطال الحقيقيون”الذين يستحقون أن يذكروا بالاسم وأن يحتفى بهم إلى جانب نجوم الكرة.



وتجمع ردود الفعل على أن هذا الإنجاز هو أبلغ رد على المشككين في كفاءة اليد العاملة المغربية.فقد برهنت التجربة أن السواعد الوطنية قادرة على بناء مرافق رياضية تضاهي كبريات المنشآت العالمية وأن الإرادة الصلبة،حين تلتقي مع الرؤية الملكية السديدة الداعمة للبنيات التحتية تجعل المستحيل ممكنا .

البعد الاستراتيجي: من الملعب إلى العالمية

لا يمكن النظر إلى مشروع إعادة تأهيل المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بمعزل عن الرؤية الاستراتيجية الشاملة للمغرب في مجال البنيات التحتية الرياضية. فالأشغال التي شملت الملعب تندرج في سياق الاستعداد لتنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 وأيضا ضمن التحضيرات الكبرى التي يقودها المغرب بمعية إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030.

فالمغرب يدرك أن المنافسة في استضافة البطولات الكبرى لم تعد تعتمد فقط على السمعة الكروية أو الاستقرار السياسي،بل باتت ترتكز بالأساس على جودة البنية التحتية وتنوع المرافق وسعة الطاقة الاستيعابية للملاعب. ومن هنا تأتي أهمية الإنجاز الحالي،الذي يعكس قدرة المغرب على الوفاء بالتزاماته الدولية ويعزز صورته كبلد قادر على إنجاح الأحداث الرياضية العالمية.

كما أن هذا النوع من المشاريع يعتبر رافعة دبلوماسية بامتياز،لأنه يعزز مكانة المغرب على الساحة الدولية ويجعل من الرياضة جسرا لتعزيز التعاون الإفريقي والدولي وواجهة لإبراز صورة بلد يتقدم بثبات نحو الحداثة،دون أن يتخلى عن هويته وخصوصيته.

إن مباراة المغرب والنيجر يوم 5 شتنبر لن تكون مجرد لقاء كروي،بل ستكون أيضا احتفالية وطنية بالنجاح المغربي وتكريما جماعيا لكل يد ساهمت في تشييد هذه التحفة. فالمغرب اليوم لا يفتخر فقط بملعب عالمي،بل يفتخر برجاله ونسائه الذين أثبتوا أن الوطنية الحقيقية تترجم بالعمل الجاد والإبداع.


إن إعادة تأهيل المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله،بحلته الجديدة لا تمثل فقط مشروعا عمرانيا ناجحا أو فضاء رياضيا بمعايير دولية،بل تجسد رؤية استراتيجية شمولية جعلت من الرياضة قاطرة للتنمية ومجالا لإبراز الكفاءة المغربية.فالمغرب من خلال هذا الإنجاز،يثبت مرة أخرى قدرته على الجمع بين الطموح المحلي والانفتاح العالمي ويعزز جاهزيته لاحتضان تظاهرات قارية ودولية كبرى.

وبقدر ما يعكس هذا الصرح مكانة المغرب المتنامية في الساحة الرياضية،فإنه أيضا شهادة حية على كفاءة اليد العاملة الوطنية،ورسالة واضحة بأن الاستثمار في البنية التحتية يظل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الحضور المغربي قاريا وعالميا.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button