تصعيد غير مسبوق: اغتيالات متبادلة وهجمات صاروخية بين إيران وإسرائيل

شهدت الساعات الماضية تصعيدًا خطيرًا وغير مسبوق في التوتر بين إيران وإسرائيل، حيث تخللته هجمات صاروخية واغتيالات متبادلة، إضافة إلى تداعيات إنسانية متفاقمة في قطاع غزة.
– اغتيالات واستهدافات استراتيجية
أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، نقلًا عن الحرس الثوري الإيراني، أن الهجوم الإيراني، ضمن عملية “الوعد الصادق 3″، استهدف مطار بن غوريون الدولي ومركز أبحاث بيولوجية إسرائيلي ومراكز صنع قرار. وأكدت إيران استخدام صواريخ دقيقة متطورة وتكتيكات جديدة لتجاوز القبة الحديدية.
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس مقتل سعيد إيزادي، قائد فيلق فلسطين في قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، في شقة بقم. ووصف إيزادي بأنه “أكبر مسؤول في الحرس الثوري” وكان يموّل ويسلّح حماس والجهاد الإسلامي لهجوم 7 أكتوبر. كما أعلن الجيش الإسرائيلي القضاء على بهنام شهرياري، قائد وحدة نقل الأسلحة (190) التابعة لفيلق القدس، واستهدف موقعًا لإنتاج أجهزة الطرد المركزي داخل منشأة أصفهان النووية. كما أفاد إعلام إسرائيلي باستهداف مقر عسكري ومنشآت استطلاع جوي في جنوب غرب إيران.
تزامنًا مع هذه التطورات، أفادت مصادر إيرانية بمقتل عالم نووي إيراني وزوجته في هجوم إسرائيلي، إضافة إلى استشهاد “أبو علي خليل” مرافق حسن نصر الله، ونجله، وحيدر الموسوي القيادي بكتائب “سيد الشهداء” العراقية، جرّاء قصف الاحتلال على إيران.
– الوضع في غزة وامتحانات الثانوية العامة
على الصعيد الإنساني، لا يزال قطاع غزة يشهد قصفًا واستهدافات متواصلة. وقد بلغ عدد الشهداء والإصابات منذ فجر اليوم 41 شهيدًا، بينهم أطفال ومنتظرون للمساعدات، مما يرفع الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي إلى 55,908 شهيدًا و131,138 إصابة منذ 7 أكتوبر 2023.
في ظل هذه الظروف، انطلقت امتحانات الثانوية العامة “التوجيهي” في الضفة الغربية، بينما تغيب غزة للعام الثاني على التوالي. سيتقدم 2000 طالب من غزة ممن تمكنوا من المغادرة للامتحانات في 37 دولة. وتعهد وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني، أمجد برهم، بعقد الامتحان لطلبة القطاع عندما تكون الظروف آمنة.
كما أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية عن انقطاع جديد في خدمات الإنترنت الثابت والاتصالات الأرضية في محافظتي غزة والشمال، نتيجة استهداف أحد المسارات الرئيسية.
– تحذيرات وتصريحات دولية
أعلنت إيران عن اعتقال 22 شخصًا في قم بتهمة التجسس لحساب إسرائيل. وهدد مسؤول إيراني كبير بأن مفاعل ديمونا النووي قد يكون هدفًا مشروعًا إذا انتقلت الحرب لأبعاد جديدة، محذرًا من أن دخول أمريكا إلى جانب إسرائيل سيعرض مصالحها في الشرق الأوسط لخطر شديد. كما حذر الحوثيون من أنهم سيعودون لمهاجمة السفن الأمريكية إذا هاجمت واشنطن إيران.
من جانبه، صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن إيران لديها ما يكفي من المواد النووية لتجميع عدة رؤوس حربية، لكن ذلك لا يعني سلاحًا نوويًا، مؤكدًا أن الهجمات الإسرائيلية لم تعطل البرنامج النووي الإيراني بشكل كبير.
على الصعيد الدبلوماسي، عقدت منظمة التعاون الإسلامي اجتماعًا لوزراء الخارجية في إسطنبول. وطالب وزير خارجية الكاميرون بإيقاف الهجمات الإسرائيلية على غزة ودخول المساعدات، مشيرًا إلى جمع مليار و100 مليون دولار لتخفيف معاناة أهالي غزة. وحذر الرئيس المصري وملك البحرين من اتساع دائرة الصراع، مؤكدين ضرورة حل الأزمة بالتفاوض.



