هجمات ChatGPT التصيدية ترتفع 115% تستهدف الشركات

كشف تقرير حديث صادر عن شركة كاسبرسكي أن 8500 مستخدم من الشركات الصغيرة والمتوسطة تعرضوا لهجمات سيبرانية في عام 2025. وقد تميزت هذه الهجمات السيبرانية بإخفاء البرمجيات الخبيثة بأسماء أدوات إنتاجية وخدمات الذكاء الاصطناعي الشائعة، مما يشكل تحديًا متزايدًا لأمن الشركات. حلل خبراء كاسبرسكي عينة من 12 تطبيقًا شائع الاستخدام في أوساط الشركات الصغيرة والمتوسطة، ورصدوا أكثر من 4000 ملف خبيث وغير مرغوب فيه متخفٍ بأسماء هذه التطبيقات خلال عام 2025.
– استغلال شعبية أدوات الذكاء الاصطناعي في الهجمات السيبرانية
يلجأ المجرمون السيبرانيون إلى تمويه البرمجيات الخبيثة بأسماء أدوات الذكاء الاصطناعي، مستغلين الإقبال المتزايد على خدمات هذه التقنية. وقد ارتفع عدد التهديدات السيبرانية التي تتخفى باسم ChatGPT بنسبة بلغت 115% خلال الشهور الأربعة الأولى من عام 2025، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي، ليبلغ عددها 177 ملفًا خبيثًا وغير مرغوب فيه.
كما رصدت كاسبرسكي 83 ملفًا خبيثًا يتخفى باسم نموذج الذكاء الاصطناعي DeepSeek. يُعدّ هذا العدد لافتًا جدًا، بالنظر إلى أن نموذج DeepSeek قد أُطلق في بداية عام 2025، مما يدل على سرعة استغلال المهاجمين لأدوات الذكاء الاصطناعي الجديدة. وتُبرز هذه النتائج الحاجة المُلحة للشركات الصغيرة والمتوسطة والمستخدمين إلى توخي أقصى درجات الحذر عند تنزيل تطبيقات الإنتاجية، وخاصة تلك المتعلقة بـالذكاء الاصطناعي.
يؤكد فاسيلي كولسنيكوف، الخبير الأمني في كاسبرسكي، أن اختيار المهاجمين للأداة كتمويه لـالبرمجيات الخبيثة يتوقف على شعبيتها والضجة المثارة حولها، فكلما ازدادت شهرة الأداة، زاد احتمال عثور المستخدم على حزمة مزيفة لها عبر الإنترنت.
– استهداف منصات العمل التعاوني وتطبيقات أوفيس
بالإضافة إلى أدوات الذكاء الاصطناعي، يستغل المجرمون السيبرانيون العلامات التجارية لمنصات العمل التعاوني التي أصبحت ضرورية للشركات، لخداع المستخدمين ودفعهم إلى تنزيل برمجيات خبيثة أو تشغيلها. من أبرز هذه المنصات المستهدفة:
Zoom: ازداد عدد ملفات البرمجيات الخبيثة أو غير المرغوب فيها التي تتخفى باسم Zoom بنسبة بلغت 13% تقريبًا خلال عام 2025، ليصل عددها إلى 1,652 ملفًا.
Microsoft Teams: شهدت زيادة بنسبة بلغت 100%، وبلغ عدد ملفات البرمجيات الخبيثة 206.
Google Drive: شهدت زيادة بنسبة 12%، وبلغ عدد ملفات البرمجيات الخبيثة 132.
يوضح هذا النمط شيوع العمل عن بُعد وانتشار فرق الموظفين بين أماكن جغرافية متنوعة، مما يجعل هذه المنصات ضرورية لأعمال الشركات في مختلف القطاعات وهدفًا جذابًا للمهاجمين.
بالرغم من انتشار الهجمات عبر منصات العمل التعاوني، ظلت تطبيقات مايكروسوفت أوفيس أهدافًا متكررة لعمليات الاحتيال. أشارت بيانات العينة التحليلية إلى أن الملفات التي تتخفى باسم Zoom كانت أكثر عددًا بنسبة بلغت 41% من إجمالي الملفات الفريدة المكتشفة. ومع ذلك، وصلت نسبة استهداف تطبيقي Outlook و PowerPoint إلى 16% لكل منهما، في حين بلغت نسبة استهداف تطبيق إكسل 12%، وتطبيق وورد 9%، ووصلت نسبة استهداف تطبيق Teams إلى 5%.
– أبرز التهديدات السيبرانية وتوصيات كاسبرسكي
تضمنت أبرز التهديدات السيبرانية التي شهدتها الشركات الصغيرة والمتوسطة في عام 2025، ما يلي:
برمجيات التنزيل الضارة: برامج مصممة لتحميل برمجيات خبيثة أخرى وتثبيتها في أنظمة الضحايا دون علمهم.
برمجيات طروادة (Trojans): برمجيات خبيثة تتنكر في هيئة برامج شرعية لخداع المستخدمين، وبمجرد تشغيلها، تقوم بأعمال ضارة مثل سرقة البيانات أو فتح أبواب خلفية للمهاجمين.
برمجيات الإعلانات: برمجيات خبيثة تُظهر إعلانات غير مرغوبة، وتُعيد توجيه المتصفحات، وقد تجمع بيانات المستخدمين لأغراض تسويقية أو لأغراض أخرى خبيثة.
تسلط هذه الأنواع من التهديدات الضوء على استمرار المجرمين السيبرانيين في استهداف الشركات الصغيرة والمتوسطة، مستغلين في كثير من الأحيان قلة الوعي الأمني أو محدودية الموارد لديهم.
للتخفيف من التهديدات السيبرانية التي تستهدف الشركات الصغيرة والمتوسطة، توصي كاسبرسكي أصحاب تلك الشركات وموظفيها باتباع التدابير التالية:
استخدام حلول أمن سيبراني متخصصة توفر المراقبة والتحكم بالخدمات السحابية، مثل حل (Kaspersky Next).
وضع قواعد واضحة للتحكم بحق الوصول إلى موارد الشركة المختلفة مثل حسابات البريد الإلكتروني، والمجلدات المُشتركة، والمستندات الإلكترونية.
النسخ الاحتياطي المنتظم للبيانات المهمة، لضمان استعادة البيانات في حال وقوع هجوم.
وضع إرشادات واضحة لاستخدام الخدمات الخارجية، وتحديد إجراءات واضحة عند استخدام البرمجيات الجديدة بمشاركة مدير تكنولوجيا المعلومات والمديرين المسؤولين الآخرين.
الحذر عند البحث عن البرامج عبر الإنترنت، وعدم الانخداع بعروض الاشتراك المغرية التي يصعب تصديقها.
يشير تقرير كاسبرسكي إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تواجه مشهدًا متطورًا من التهديدات السيبرانية، إذ يستغل المهاجمون شعبية أدوات الإنتاجية والذكاء الاصطناعي لـخداع المستخدمين. يتطلب هذا الوضع تعزيز الوعي الأمني وتطبيق تدابير حماية قوية، بالإضافة إلى الاستثمار في حلول الأمن السيبراني المتخصصة لضمان استمرارية الأعمال وحماية البيانات الحساسة.



