المغرب اليوم قوة ومبادرة في الأمن والسياسة والتنمية”

صباح مشرق عبر ربوع المغرب، حيث تتقاطع السياسة والأمن والدبلوماسية مع تفاصيل حياة المواطنين اليومية، لتكشف عن مشهد مليء بالأحداث والتطورات. من العاصمة إلى المدن الكبرى، تتنوع الأخبار لتشمل الملكية، الشأن الداخلي، القضايا الاجتماعية والاقتصادية، والكوارث الطبيعية، في لوحة متكاملة تعكس دينامية الحياة الوطنية.

في القصر الملكي، بعث الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى دروبادي مورمو، رئيسة جمهورية الهند، بمناسبة عيد استقلال بلادها، معبّراً باسم نفسه وباسم الشعب المغربي عن أحر التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والهناء لرئيسة الهند، وبالازدهار والرخاء للشعب الهندي. وأكد الملك في برقيته عمق العلاقات المغربية-الهندية، القائمة على التقدير المتبادل والتعاون البناء، مشيراً إلى التطورات الملموسة التي شهدتها الشراكة خلال السنوات الأخيرة، والحرص على مواصلة تعزيز هذه الدينامية في المستقبل عبر مختلف المجالات الاستراتيجية.

وفي مجال الأمن، أبرز تقرير حديث لمعهد “روك” الدور الحيوي للاستخبارات المغربية في حماية السيادة الوطنية، مشيداً بفاعلية الأجهزة الأمنية وقدرتها على مواجهة التهديدات التقليدية والحديثة. وأوضح التقرير أن المنظومة المغربية تضم أجهزة متخصصة مثل المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني لمتابعة التهديدات الداخلية، والمديرية العامة للدراسات والتوثيق للقضايا الاستراتيجية الخارجية، إضافة إلى مصالح الاستعلامات العامة والدرك الملكي، جميعها تحت إشراف الملك والحكومة لضمان التنسيق الاستراتيجي. التقرير أكّد أيضاً نجاح المغرب في ملاءمة ممارسات الاستخبارات مع متطلبات دولة القانون، مع التركيز على مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة والتهديدات السيبرانية، عبر الجمع بين الخبرة الميدانية والتكنولوجيا المتقدمة والشراكات الدولية.

وعلى الساحة الدبلوماسية الجزائرية، يثير أداء وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف جدلاً واسعاً، إذ لم يتمكن من إحراز اختراقات ملموسة في ملفات حساسة مثل قضية الصحراء، فيما فقدت الجزائر زمام المبادرة في عدة قضايا إقليمية ودولية. الناشط السياسي رشيد نكاز انتقد عطاف لافتقاره إلى شبكة دبلوماسية فعّالة، مؤكداً أن ضعف القيادة انعكس على سمعة الجزائر، وداعياً الوزير إلى الاستقالة وفسح المجال لكفاءات قادرة على مواجهة التحديات.

أما على الصعيد الوطني، فتستمر الوقفات المغربية للأسبوع الـ89، حيث خرجت اليوم الجمعة في 58 مدينة، من بينها سلا ومكناس وأكادير والدار البيضاء، للتنديد باغتيال أكثر من 200 صحافي فلسطيني في غزة، تحت شعار موحد: “لا للتقتيل والتجويع وقتل الصحفيين”. وأكد محمد الرياحي، الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، أن هذه الوقفات امتداد لحراك الشعب المغربي المتضامن مع فلسطين والشعوب العربية والإسلامية منذ أكتوبر 2023.

وفي ما يخص الموارد المائية، تواصلت انخفاضات ملء السدود بالمغرب، حيث بلغت 34,64 في المائة فقط من إجمالي السعة التخزينية، مع تسجيل أربعة أحواض مائية كبرى مستويات حرجة، ما يضع البلاد أمام تحديات حقيقية لتأمين حاجياتها المائية، لا سيما للسقي. في المقابل، تعكف الحكومة على تسريع إنجاز البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب ومياه السقي 2020-2027، عبر بناء سدود وتطوير شبكات التزويد وتحلية مياه البحر لضمان الأمن المائي للأقاليم الأكثر تأثراً بالجفاف.

سياسياً، يستعد حزب العدالة والتنمية لإعداد مذكرته الخاصة بالانتخابات التشريعية المقررة سنة 2026، تمهيداً لرفعها إلى وزارة الداخلية قبل نهاية الشهر الجاري. ويعمل الحزب على ضمان مصداقية العملية الانتخابية وحماية أصوات المواطنين، مع تعزيز حضور الكفاءات في مجلس النواب، ودراسة إعادة التقطيع الانتخابي بما يتوافق مع النمو الديمغرافي، إضافة إلى فتح المجال للرقمنة وتوفير محاضر إلكترونية لضمان الشفافية.

وعلى صعيد الكوارث الطبيعية، نجحت فرق التدخل بإقليم شفشاون في تطويق الحريق الذي اندلع بغابة جماعة دردارة منذ الثلاثاء الماضي، والذي أتى على مساحة نحو 500 هكتار، وأسفر عن تدمير 5 إلى 6 منازل طينية وخسارة حوالي 120 رأساً من الماعز. ويواصل حوالي 450 عنصراً من القوات العمومية العمل على الإخماد النهائي، فيما تم تشكيل لجنة إقليمية لتقييم الأضرار ودراسة تعويض المتضررين.

وفي قطاع السياحة، سجلت ليالي المبيت في مؤسسات الإيواء المصنفة ارتفاعاً بنسبة 13 في المائة خلال النصف الأول من سنة 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مدفوعة بارتفاع السياحة الوطنية والدولية بنسبة 5 و16 في المائة على التوالي. واحتلت طنجة الصدارة بزيادة قدرها 24 في المائة، تليها الدار البيضاء بـ18 في المائة وفاس بـ16 في المائة، فيما بلغت إيرادات السفر بالعملة الصعبة نحو 53,961 مليار درهم خلال الأشهر الستة الأولى من 2025.

أما على مستوى الشباب والتنمية، فقد بلغ عدد المشاريع الممولة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم مولاي يعقوب ما مجموعه 165 مشروعاً بين 2019 و2025، بتكلفة إجمالية بلغت 22,78 مليون درهم، ساهمت في إحداث أكثر من 529 منصب شغل مباشر، مع استفادة أزيد من 2,552 شاباً من خدمات التأطير والمواكبة، لتعزيز ريادة الأعمال وتحسين إدماجهم الاقتصادي والاجتماعي.

ومع هذه الصورة المتكاملة، يظل المغرب يواجه التحديات ويحقق الإنجازات في مختلف المجالات، محافظة على توازنه بين الأمن والسياسة والتنمية، مواصلاً خطواته نحو المستقبل بثبات.