مهرجان كناوة: إيقاعات الوحدة والسلام في الصويرة

انطلقت أمس الخميس، في مدينة الصويرة، فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمهرجان كناوة، وهو حدث أسطوري يبرز الثقافة العريقة، الروحانية والعلاجية من خلال مزيج فريد من الموسيقى والرقص. قبل الحفلات الكبرى الأولى والمسيرة التقليدية التي ستقام في نهاية اليوم، كانت هذه الافتتاحية بمثابة لمحة أولى عن روح هذا المهرجان العريق.
يهدف فريق عمل المهرجان، وعلى رأسهم عازف الطبول الأسطوري كريم زياد، أحد المبرمجين المشاركين في الحدث، إلى “إيجاد صوت للمشاركة” والتأكيد على أن موسيقى كناوة ليست مجرد جاذبية بل هي مصدر خير. يقول كريم زياد: “نعم، العالم ليس بخير، للأسف. ولكن في عالم الموسيقى، في عالم الموسيقيين، لا توجد كل هذه التوترات. ما أشعر به هو الحب. المهرجان لديه القدرة على الجمع بين الناس”.
بالنسبة لـ أنس الشليح، عازف الآلات الوترية الموهوب، والذي ينحدر من شمال مراكش لكنه يعتبر الصويرة بيته، فإن ثقافة كناوة تجري في عروقه. يشهد الشليح قائلاً: “إنه وسيلة للقاء. نعبر عن نفس المشاعر، حتى لو لم نتحدث نفس اللغة، فنحن بشر. إنها علاج!”.
أما المغنية الكبيرة عبير العابد، التي نشأت على أصوات أم كلثوم وتعتبر واحدة من أبرز الأصوات في المغرب، فإن المشاركة في مهرجان كناوة تمثل فخراً كبيراً لها. تقول العابد: “أعتقد أن هذا هو دور الموسيقى وهذا النوع من المهرجانات، أن تجمع الناس. نتمكن من خلق وحدة، قوة، نشارك الفرح بدون حقد وندعو الناس ليكونوا سعداء”.
وبدعوة من المعلم حميد القصري، افتتحت عبير العابد المهرجان أمس الخميس، والذي سيستمر حتى 21 يونيو. هذا الحدث لا يعد فقط احتفالاً موسيقياً، بل هو ملتقى للثقافات والأرواح، يعكس جوهر التسامح والتآزر الذي يميز الثقافة المغربية.



